عبدالرحمن الدويري
عبدالرحمن الدويري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

هل المرأة كائن خارق القدرات؟!

عبدالرحمن الدويري
عبدالرحمن الدويري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

والسؤال هنا دائر حول قول الله تعالى، في قصة فتنة يوسف عليه السلام بامرأة العزيز، ونسوة المدينة: ﴿إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾
فهل فعلا الآية نص في تفوق جنس المرأة في الكيد؟!
والجواب بلا تردد: لا، وألف لا.
والسبب: أن هذا لم يثبت، وليس في علوم الطب، أو علوم النفس، أو التشريح، أو الأعصاب، ما يثبت هذا؟!

كما أن معطيات الواقع عبر التاريخ لم تثبته؟!
بل إن مجريات التاريخ وأحداث الواقع والإحصاءات، تقول غير هذا، وتميل الكفة فيها عليهن لا لصالحهن، إذ كانت المرأة على مدار الاختلالات المجتمعية والحروب والفوضى، الأكثر ضحايا والأكثر عرضة للاضطهاك والاستغلال، هذا عدا عن الاستغلال التجاري في الفن والإعلام والدعاية والأزياء والفندقة ووو؟!

فالكيد في الآية، كيد مخصوص، في حادث مخصوص، متعلق ببعد غريزي شهوي عارض مسيطر، له سطوة عارمة، إذا حضرت دواعيه، على صاحبه، أكان ذكرا أو أنثى، سواء بسواء.

فالكيد لفظ تمحظ للسوء في لغة العرب، وهو الأكثر، والكَيْدُ يعني: إرادة مَضَرَّةِ الغَيرِ خِفْيَةً، وهو من الخَلْق: الحِيلَةُ السَّيِّئة.

ويأتي الكيد من الله على سبيل المشاكلة، لا الحقيقة -حاشاه- فالكيد منه سبحانه: تدبيرُ بالحَقِّ، لكن في قابل مجازاةِ أعمال الخلْق، بمثل افعالهم، وهو ما يسمى في اللغة الشرعية المشاكلة اللفظية، لا غير، كقوله تعالى ﴿نسوا الله فنسيهم﴾ و ﴿فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُم﴾ و ﴿يخادعون الله وهو خادعهم﴾، وهو أسلوب وفن بلاغي مشاعر في لغة القرآن وكلام العرب.

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت سعدًا رضي الله عنه قال: سمعت النَّبيَّ ﷺ يقول: «لا يكيد أهلَ المدينةِ أحدٌ، إلَّا انماع كما ينماع الملح في الماء»

قال محمَّد بن كعب القرظي: «ثلاث خصال مَن كُنَّ فيه كُنَّ عليه: البَغْي، والنُّكْث، والمكر. وقرأ: ﴿وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ﴾ [فاطر: 43] ،
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم﴾ [يونس: 23] ، ﴿فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ﴾ [الفتح: 10]».

وروى عمرو بن دينار أنَّه قال: «قال قيس بن سعد: لولا الإسلام لمكرت مكرًا لا تطيقه العرب»

وقد عدَّ أهل العلم – ومنهم ابن حجر الهيتمي – الكيد مِن الكبائر، وهم يعنون الضَّرب المذموم منه، وهو المكْر السَّيِّئ .

وقال الرَّاغب الأصفهاني في مفرداته: «الكَيْد : إرَادَة متضمِّنة لاستتار ما يُرَاد عمَّن يُرَاد به، وأكثر ما يُسْتَعمَل ذلك في الشَّرِّ، ومتى قُصِد به الشَّرُّ فمذموم))» ومتى قُصِد به خيرٌ فمحمود، وعلى الوجه المحمود ، ومنه قوله – عزَّ وجلَّ -: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ ﴾ [يوسف: 76]
وهذا من باب المشاكلة والمقابلة للفعل السيء، بما يبطله، من فعل حسن، كما ذكرت آنفا.

أما ما يُبيّتُ الإنسان من الخير، وينويه لصاحبه أو لنفسه، أو أهله، في سِرّه، ودخيلة نفسه، فهو تدبير وبر، وحسن خلق، ودين ورحمة، لا كيد، ولا يطلق عليه وصف الكيد إلا لإبطال نقيضه من السوء، والشر الآتي من قِبل الآخر.

فلا مساغ للتوسع في فهم الآية الواردة في سورة يوسف عليه السلام، لنعطي المرأة أو تعطي نفسها، صكا بالتفوق والعبقرية، في قدرتها على التدبير وإدارة الذات والحياة، أو في والاشتباك مع الرجل، أو في مواجهته، ففي هذا النهج خراب للبيوت، وإخلال في التوازن الطبيعي، الضامن للسكن والتآلف، إذ أن جنس الإنسان وقدراته، ذكرا كان أو أنثى، في هذا الباب واحده، وكلا الجنسين عند إلحاح الحاجة، وسطوة الغريزة، وغلبة المشتهى، وجسامة الخطر، فإن عند الفرد ما يدفعه، لاستنفار طاقاته، فيستدعي الإنسان جنس الإنسان قدراته الكامنة الخارقة، لابتكار الحلول، واجتراح المخارج، والله تعالى أعلم.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts