عبد الله المجالي
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

هل يدير الشعب التركي ظهره لإنجازات أردوغان؟

عبد الله المجالي
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

في الرابع عشر من أيار الحالي تجري في تركيا انتخابات هي الأهم في تاريخها، وهذا بإجماع المراقبين الأتراك والأجانب.

ذلك يعني أن تركيا باتت تشكل رقما في المعادلة الإقليمية والدولية، ولذلك فإن نتائج الانتخابات ستؤثر حتما على ملفات دولية وإقليمية.

والمفارقة أن المعارضة التركية ترى تلك الأهمية لتركيا ضعفا وانعزالا، في حين يراها أردوغان والحزب الحاكم إنجازا كبيرا، وكل من الطرفين يراهن على إقناع الشعب التركي برؤيته.

ربما من الدروس التي يمكن الاستفادة منها في المسألة التركية، هي أن القيادة لها دور مهم في وضع الدولة على خارطة الإقليم والعالم، وربما يضاهي دورها دور الإمكانات الاقتصادية والموقع الجغرافي والوضع الجيوسياسي. هناك بلدان تمتلك إمكانات اقتصادية، وموقعا جغرافيا مميزا، لكنها افتقرت لقيادات طموحة وجريئة فبقيت في مكانها.

يحدثنا التاريخ أن الشعوب أحيانا تخذل قادتها الأفذاذ، وتدير ظهرها لإنجازاتهم؛ فها هو الشعب البريطاني يطيح برئيس الوزراء ونستون تشرشل الذي انتصر على ألمانيا النازية، وحما بريطانيا من خطر الاحتلال لأول مرة في تاريخها. وها هو الشعب الفرنسي يطيح بشارل ديغول الذي حرر فرنسا من استعمار ألمانيا النازية.

ربما تكون لكل حالة سياقاتها وأسبابها وكذلك دلالاتها، لكن هذه هي الديمقراطية وهذه أحكامها.

المعارضة التركية مختلفة على كل شيء إلا على شيء واحد هو إسقاط أردوغان. الديمقراطية تحتمل هذه الألعاب، لكنها لا تحتمل أي تدخلات خارجية. فلا يوجد دولة في العالم تقبل أن يتم التدخل بانتخاباتها.

يبني أردوغان والحزب الحاكم حملته الانتخابية على الإنجازات التي حققها للشعب التركي خلال العشرين عاما التي قضاها في الحكم، وأنه القادر على حماية تلك الإنجازات وتحقيق غيرها، وهي إنجازات لا تخطئها عين، خصوصا إذا قورنت بالأوضاع التي سبقت توليه السلطة.

وتبني المعارضة حملتها الانتخابية على أساس أن نسبة كبيرة من الناخبين لم تشهد الأوضاع المزرية التي كانت عليها تركيا، داخليا وخارجيا، قبل تولي العدالة والتنمية الحكم، وتركز على الأوضاع الاقتصادية الحالية من تضخم وتراجع قيمة الليرة، وعلى اللاجئين السوريين، كما تركز على ضرورة التغيير.

ربما يكون عنصر المغامرة مهما؛ فالشباب يميلون دائما للتغيير، وهم مستعدون للمغامرة في هذا الإطار، في مقابل كبار السن الذين يميلون للاستقرار وعدم انجرارهم للمغامرة في هذا الإطار.

المعركة محتدمة، وقوة تركيا وقوة رئيسها بالذات جعلت منه هدفا ليس في الداخل فقط بل في الإقليم والعالم، ولا يمكن أن نجزم بأن الجميع يراقب ويتمنى ويرغب ويدعو فقط! والمتابع لبعض الصحافة الأوروبية على وجه الخصوص يدرك ذلك.

في المعارك الانتخابية الماضية فاز أردوغان بأغلبية بسيطة جدا، حوالي 52 في المئة؛ ما يعني أن أردوغان كان يعاني دائما من إدارة نسبة كبيرة من الشعب لإنجازاته وهي نسبة تصل إلى 48 في المئة.

تلك ليست نسبة بسيطة، وإذا أضفنا إليها توحد المعارضة بشكل عام، والدعم الذي قدمه لها حزب الشعوب الكردي، فلا أحد يمكنه التنبؤ بمسار المعركة إلا بعد انحسار غبارها مساء الرابع عشر من أيار القادم.

يدرك أردوغان كل تلك المعطيات، وهو يخوض حملة انتخابية ناجحة إلى حد الآن، وهو يراهن على نسبة معتبرة من الأتراك الذين لم يحسموا أمرهم بعد، وهو معروف بقدرته على ذلك.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts