د. أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

يريدونها هجرة ثالثة

د. أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

(ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَـٰلَهُمۡ (١) وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَءَامَنُوا۟ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدࣲ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَیِّـَٔاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُمۡ (٢) ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱتَّبَعُوا۟ ٱلۡبَـٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّبَعُوا۟ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ یَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَـٰلَهُمۡ (٣) [سُورَةُ مُحَمَّدٍ]

سورة محمد صلى الله عليه وسلم، المسماة سورة القتال،  حرية كلها بالدراسة اليوم.

انطلق العدوان على غزة بعد هدنة هشة، في مسابقة إجرامية بين نتن ياهو وشركائه في حكومة القتل،وكان واضحا أن أمريكا لن تضغط على مدللتها لأجل عيون غزة، فكل عيون غزة تبكي لئلا تبكي عيون الجزارين، وقد كانت نية التهجير واضحة منذ انطلاق العدوان بعد السابع من تشرين، وكان للعدو شركاء جهزوا له الخدمات اللوجستية التي تسهل الهجرة إلى المكان المقترح، برغم الرفض الظاهري للفكرة من قبل أولئك المقاولين.

يرجح خبراء السياسة أن خيار التهجير رسب إثر هذا الصمود الأسطوري للمقاومة على الأرض، لكنك لا تحتاج إلى خبرة سياسية لتعلم أن اليهود يراوغون، وأنهم يضعون أيديهم في جيوبهم ليسرقوا من جيوب جيرانهم، وعليك أنت  أن تعرف من أين مُدت أيديهم وأين استقرّت.

مع انطلاق طائرات العدوان أمس الجمعة لإمطار غزة بالموت أسقطوا على سكان جنوب غزة منشورات تطلب منهم الرحيل إلى رفح، وسكان الضفة يعيشون في الوقت نفسه جوا مشحونا بالقلق بعد العملية البطولية التي أردى بها شقيقان مقدسيان ثلاثة خنازير وأسقطوا جرحى، الأمر الذي زاد في سخونة الأحداث في الضفة وزاد من احتمال إعادة التفكير في مشروع التهجير إلى شرق نهر الأردن، مما يفتح الباب أمام جعله مشروعا مزدوجا يستهدف مصر والأردن معا، ولا تملك أمريكا إلا أن تساعد ربيبتها في التفكير لإنجاح هذا المسعى.

لا شك أن كلا من الأردن و مصر تدركان الموقف بدقة، فليس في إدراكهما مشكلة، المشكلة الحقيقية تكمن في طريقة التعامل معه، فهل نحن مستعدون لمواجهة هذا الواقع ؟ ماذا عن تلاحم الشعب مع القيادة ؟ وعن الثقة بينهما ؟ ماذا عن تضافر الأمني والسياسي ؟ وعن تناغم الاقتصادي مع الاجتماعي ؟ ماذا عن العلاقات الدبلوماسية التي تحولت في عقل الدولة الباطن إلى قدر محتوم لا انفكاك منه ولا حؤولة عنه ؟ ماذا عن العقود الاقتصادية التي تسلم ذقننا لعدونا ونحن لا نزال نصرّ على أنها ليست موضوعة على الطاولة ؟

 حماس اليوم جزء من الأمر الواقع الذي يملك الكثير من الأسهم التي تشارك في صنع المستقبل القريب، وستقع دولنا العربية في خطأ إستراتيجي إذا أصرت على التعامل مع جهة فلسطينية لا تملك أي سهم يؤثر في الواقع الراهن في حين تظل حماس مهمشة لمجرد أنه لا يُشتهى أن يكون لها مقعد في صالون العرب، وهي دون سواها القادرة على التأثير على مجريات الأحداث بما فرضته من واقع بفعلها الناجز منذ السابع من تشرين، والسياسة لا تدار بالحب والكره لأنها فن إدارة المصالح، ومصلحتنا جميعا في هذه المنطقة الملتهبة أن نفسح المجال لكل من نرى فيه القدرة على فهم العقلية الصهيونية الاستئصالية بعيدا عن جوقة ترى في تأخر حل الإشكاليات كلها مجالا لمزيد من المتاجرة في قضيتنا وأهلها، وفرصة للبقاء فترة أطول في مسرح الأحداث قبل أن يأتي ما يجرف الأرض من تحت أرجل الانتهازيين، وعندئذ فإن البلوى تعمّ ولا تخص، فما أجدرنا بأن نتلمس رؤوسنا ونقيس الأرض من تحت أقدامنا حتى لا تزلّ بنا قدم ولا يُلوى  لنا عنق، فتضل أعمالنا.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts