الاحتلال ينقلب على “تفاهمات العقبة” ويزعم التنسيق مع “الأوقاف” لمنع الاعتكاف بالأقصى ويمدد ساعات اقتحامه

الاحتلال ينقلب على “تفاهمات العقبة” ويزعم التنسيق مع “الأوقاف” لمنع الاعتكاف بالأقصى ويمدد ساعات اقتحامه

البوصلة – رصد

في خطوة متوقعة وحذر منها مراقبون، قلبت حكومة الاحتلال الطاولة على كل التفاهمات التي جرت خلال لقاء العقبة الأمني الذي جرى بين ممثلون عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية بجهود عربية وبرعاية أمريكية، شباط الماضي.

 وأعلنت جماعات ما تسمى بـ”الهيكل” المزعوم اتفاقها مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي بتمديد ساعات اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك،في خطوى تعتبر تصعيدا للصراع وإمعانا في تكريس التقسيم الزماني للأقصى على طريق تقسيمه مكانيا.

الخارجية الفلسطينية اعتبرت الإعلان هو قرار استعماري تهويدي وعنصري، واعتبرته انقلابا على تفاهمات العقبة وشرم الشيخ بين الجانبين بشأن خفض التوتر.

وقالت في بيان لها صدر، الثلاثاء، إن الحكومة الإسرائيلية تسعى لإرضاء مؤيديها المتطرفين وحل أزماتها على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وإدخال تغييرات جذرية على الوضع القائم بالمسجد الأقصى والقدس.

وحذرت الخارجية، من أية تسهيلات يعطيها وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير للمقتحمين وتداعياتها في شهر رمضان المبارك.

ورغم تأكيد الأطراف المشاركة في العقبة الشهر الماضي على التهدئة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي كثّف من جرائمه بالضفة المحتلة بعده.

وكانت الخارجية الأردنية قالت عن نتائج لقاء العقبة، أن الأطراف الخمسة أكدوا على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس قولاً وعملاً دون تغيير، وشددوا في هذا الصدد على الوصاية الهاشمية الدور الأردني الخاص، حسب ما ذكرت الخارجية في بيان لها.

الإعتكاف والرباط لمواجهة إجراءات المتطرفيين في الأقصى

وسط استنكار واسع لمنع سلطات الاحتلال الاعتكاف في المسجد الأقصى، والذي دعا له نشطاء لحماية المسجد من دعوات جماعات يمينية متطرفة لتصعيد الاقتحامات خلال شهر رمضان، تستمر المطالبات لوزارة الأوقاف الأردنية، بوصفها المسؤولة عن متابعة شؤون الأقصى ، بفتح باب الاعتكاف أمام المصلين، على غرار فتح الاعتكاف في المسجدين النبوي والحرام.

وأجمع المطالبون أن الاعتكاف في “الأقصى” يمثل صمّام أمان للمسجد، ويحول دون تفرد العصابات الاستيطانية لاقتحامه؛ خاصة مع تأهب الاحتلال ووضعه لحواجز تحول دون وصول المعتكفين في الوقت المقرر للاقتحامات خاصة في عيد الفصح (5 أبريل ويستمر أسبوعًا).

الصورة
منظمات جبل الهيكل تبدأ بالحشد والتسجيل لاقتحام الاقصى في رمضان خلال أيام ما يسمى عيد الفصح

وقالت لجنة القدس في “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج”،إن “ما يشهده المسجد الأقصى من اقتحامات صهيونية، ومنع المصلين من الاعتكاف فيه؛ يؤكد بأن الرباط والاعتكاف فيه، ضرورة إضافية للدفاع عنه، والذود عن حياضه”.

ورأت اللجنة في بيان لها وصل “البوصلة“، أن “عدم السماح للمصلين بحرية الاعتكاف طيلة شهر الصيام؛ سواء جاء المنع من الاحتلال، أو من تدخلات الأوقاف، يساهم في تحقيق مكتسبات لجماعات المعبد المتطرفة، وتصعيدًا خطيرًا، وخطوة للتقسيم المكاني بعد التقسيم الزماني”.

كما تساءل الخبير في شؤون القدس زياد ابحيص، حول ما ذكره بيان شرطة الاحتلال حول طرد المعتكفين من المسجد الأقصى بالتنسيق مع الأوقاف، وقال، “هل هو ادعاء أم تظهير لتفاهمات سرية؟”.

وزعمت شرطة الاحتلال في بيانها ت أن الاعتكاف “يتناقض تماماً مع الاتفاق مع إدارة الأوقاف في رمضان”.

واضاف ابحيص أن شرطة الاحتلال تتحدث عن اتفاق مع الأوقاف في رمضان، بينما تولى موظفون من الأوقاف التفاوض مع المعتكفين لإخراجهم معتبرين الاعتكاف “تهلكة”، مشيراً الى تتجنب الأوقاف والحكومة الأردنية أي تعليق على منع الاعتكاف وحتى الاعتداء على المعتكفين، مؤكداً أن هذا يعزز الشكوك بأن هناك اتفاقاً فعلياً وليس ادعاء.

“مرابطات عن بعد”

من مختلف أنحاء العالم، اجتمعت آلاف الفتيات والنساء ضمن فريق “مرابطات عن بعد”، للعمل على نصرة المسجد الأقصى المبارك، ودعم المرابطات في مدينة القدس المحتلة، اللاتي يُواجهن بكل إرادة وصلابة عنجهية الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتواصلة بحقهن.

لم يكن انطلاق هذا الفريق من قبيل الصدفة، بل كان لمشهد اعتداء قوات الاحتلال بشكل وحشي على المرابطات في المسجد الأقصى، واعتقال المرابطة هنادي الحلواني ونزع حجابها أثره الكبير على مجموعة من الفتيات المقيمات في الخارج، واللاتي اجتمعن لإنتاج فيديو بعنوان “رجعولي حجابي”.

تقول نور الجبر، إحدى المشرفات في “مرابطات عن بعد” من الأردن، إن الفريق التطوعي انطلق في بدايته عام 2020، بمجموعة محدودة من الفتيات، للتضامن مع المرابطة الحلواني التي تعرضت لاعتداء همجي من شرطة الاحتلال.

وتضيف أن الفريق ما لبث أن تتطور وأصبح يضم حاليًا 5 آلاف عضوة ومشرفة من 35 دولة من مختلف أنحاء العالم مهتمات بالشأن الفلسطيني والمقدسي، وخاصة من الأردن، لبنان، الكويت، الجزائر، العراق، المغرب، موريتانيا، مصر، وفلسطين، وغيرها، ويتم الانضمام للفريق عن طريق تعبئة فورم الانضمام حسب كل دولة.

ويهدف الفريق إلى غرس القضية الفلسطينية، وقضية القدس في نفوس المنضمات إليه معرفيًا وعاطفيًا، حتى تكون كل واحدة مرابطة على أرضها أينما كانت، تعمل لنصرة الأقصى، وعلى نشر كل ما يحدث في القدس من اعتداءات إسرائيلية واقتحامات للمسجد الأقصى.

ويحمل فريق “مرابطات عن بعد”، كما تقول الجبر، شعار “بُعدنا وَقود النّصرة”، بمعنى أنه “رغم البعد والشوق لزيارة المسجد الأقصى، إلا أننا نؤمن بأن كل إنسان بإمكانه المرابطة على ثغور الأمة من مكانه بإبداعه وأهدافه، وكل ما يملك، فليس المقدسي من سكن القدس، إنما المقدسي من سكنت القدس والأقصى في قلبه”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: