عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ ؟ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ يتكلم في أمرِ العامَّةِ ) صححه الألباني .
يشير الحديث إلى أناس لا يهمّهم أمرُ الدينِ في شيء َإِنّما هم أصحاب أهواء دنيويّة يرفعون رايات جاهليّة ، ويدعون إلى مبادئ ضالّة هدّامة ، إنهم دعاة على أبواب جهنم ، يطلّبون الزعامة والرئاسة بأي ثمن ، إِنّما هم أدعياء كاذبون ، لا تخفى أحوالهم على ذي بصيرة ولو زعموا أنّهم يدافعون عن الوطن وينصرونه .
إنّهم أئمّة الضلال من السلاطين والزعماء ، ومن والاهم من المنتفعين : متبعي الهوى والشهوات ، واصحاب أجندات الفساد والانحلال ، وقادة الضياع الفكريّ .. يؤازرهم المنافقون المتشدّقون ، والجهلة بدين الله المغفّلون والكذابون الذين يَلبسون لباس العلم والتقوى ويستخدمون علمهم لتبرير الفساد ، والتماس الأعذار للسقوط والانحراف ، وخلط الحقّ بالباطل لتضيع معالم الحلال والحرام عند العامّة .
ويتصدّر ” الرويبضة ” ميادين العمل السياسي والإعلامي والاجتماعي .. وينزوي الأخيار عن الساحة أو يفرض عليهم الإقصاء ، ويصبح أهل الحقّ قابضين على الجمر ، يُحارَبون من أقرب الناس إليهم ، ولا يجدون أعواناً على الحق ..
أيها الشباب : يجب الحذر من أتباع هؤلاء ” الرويبضة ” وتصديقهم فإنهم لا يرشدون إلى الخير والصلاح ، إنهم مجموعة من الغربان لا تقود إلا إلى الخراب .. خراب العقول والنفوس ثم خراب الديار وضياع الأوطان ،لا تصدقوهم وإن زينوا لكم باطلهم وغلفوه بعبارات منمقة وكلام معسول ، لا تصدقوهم وإن فعلوا الخير أمامكم فإن لهم فيه مآرب أخرى ، لا تصدقوهم وتثقوا بهم وإن رأيتموهم قد تعلقوا بأستار الكعبة المشرفة ، وتغنوا بالقرآن الكريم فإنه لا يتجاوز حناجرهم .