أكاديميون يدعون وسائل الإعلام لتثقيف العامة ب”العربية” للمحافظة عليها

أكاديميون يدعون وسائل الإعلام لتثقيف العامة ب”العربية” للمحافظة عليها

بات من الضروري أن تساهم وسائل الإعلام في المحافظة على اللغة العربية وتعزيزها لدى الأجيال والكشف عن الاستخدام الخاطئ لها سيما وأننا نشاهد ونسمع كل يوم أخطاء الكتابة والخطابة دون رادع أو مُصوّب.

وفي هذه الأيام التي نحتفل بها باليوم العالمي للغة العربية، ينادي أكاديميون وخبراء في اللغة العربية بصوتٍ عال بضرورة مساهمة وسائل الإعلام بدورٍ كبير في تعزيز وتثقيف العامة بهذه اللغة والأخطاء الشائعة في استخدامها، سيما وأن الحياة اليومية مليئة بهذه الأخطاء التي يجب أن يقف الإعلام على أسبابها .

وعبر عدد من الاكاديميين في حديثهم لـ (بترا) عن استيائهم لكثرة ما يشاهدونه في المعاملات الرسمية والخاصة وغيرها من الدعوات واليافطات وأسماء المحال من أخطاء كثيرة يجب على الإعلام أن يبرزها وأن تكون محلّ نقد وتصحيح، داعين إلى أن تخصص وسائل الإعلام نوافذ خاصة باللغة العربية تنشر فيها ما يتعلّق بها من أخطاء تقع هنا وهناك وتثقيف القراء والمشاهدين بلغتنا الجميلة.

واللغة العربية هي مكون ارتكازي من مكونات الثقافة العربية وهوية للمجتمع العربي الإسلامي وقناة إيصال وتواصل بين الأجيال، يجدر بنا التساؤل عن واقع استخدامها في وسائلنا الإعلامية ودور هذه الوسائل في تعزيز الثقافة بمميزات اللغة وإبراز الأخطاء التي يقع فيها الناس.

ويقول عميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القضاة إن اللغة العربية لها أكثر من 12 مليون مشتق وكلمة قياسًا مع اللغة الانجليزية التي لا تتجاوز الـ 600 ألف كلمة؛ ما يحتم على الإعلام توظيف اللغة ومشتقاتها في تجويد الفكرة والثقافة وأن يكون ضمن اهتمامات القائمين على وسائل الإعلام التثقيف بهذه اللغة الزاخرة بالمصطلحات.

ويضيف ” يتركّز الدور الذي يضطلع به الإعلام في دائرة مفادها أن العربية معين للإعلام في تحليل وتوصيف الأحداث، بصفتها نهر لا ينضب وبحر زاخر بالعلم والمعرفة والثقافة؛ مما يحتم على الإعلام التركيز على الجوانب التي يتم فيها تغييب العربية خصوصًا في الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية .

ويوضح أن الإعلام هو مرآة حقيقة لما يجري في المجتمعات المختلفة وهذا يقتضي عقد ورش عمل بين المختصين باللغة العربية والإعلاميين لرفع سوية المنتج الاعلامي لغويًا وثقافيًا وإعطاء صورة للآخر بأن العربية قادرة على استيعاب كل مجريات الحضارة الانسانية بمصطلحاتها العلمية والاقتصادية والاجتماعية .

ويقول أستاذ اللغة العربية في الجامعة الاميركية الدكتور بكر السواعدة: تواجه اللغة العربية صراع البقاء والمنافسة في ضوء مساهمة العرب في إضعافها لكونهم لا يدعمون وجودها كلغة عالميّة “والميل عنها إلى اللغات العالميّة الأخرى، بحجّة أن المستقبل للغات الأخرى وأنّها لم تعد قادرة على تلبية حاجتهم إلى مواكبة التطور”.

ويذهب السواعدة إلى أن مسؤوليّة الحفاظ على اللغة العربيّة تقع على عاتق الجميع، أفرادًا ومؤسّسات، بدءًا بالأسرة ووصولًا إلى المؤسسات الرسميّة من مدارس وجامعات وغيرها، مشيراً إلى دور مؤسّسات الإعلام في الحفاظ على اللغة العربيّة من خلال الاستعمال الصحيح لها في الاعلام المرئيّ والمسموع والمقروء، إضافة إلى تكثيف البرامج التي تحثّ على تعلّمها وتعليمها بغية وضعها في مكانها الصحيح بوصفها جزءًا لا يتجزأ من الهويّة العربيّة.

ويتطلّب تزايد استعمال اللغة العامية في ظل الاستخدام الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، أن يبرز ويجوّد الإعلام اللغة العربية ويكثّف دعواته للاستخدام الأصح لها وإعادة الحياة والاستخدام الأمثل والفاعلية للتعبير اللغوي بنوعيه المنطوق والمكتوب بحسب أستاذ اللغة العربية في الجامعة العربية المفتوحة الدكتور حسام العفوري.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: