برغم الضغوطات وحملة الترهيب نجح إضراب الكرك بشكل لافت.
لا شك أن لذلك دلالات لعل أهمها أن هناك أزمة في البلد، وأن إضراب الشاحنات كان مجرد عرض.
تجاوب قطاع كبير من التجار له دلالة أيضا؛ فليس سهلًا أن يتجاوب القطاع التجاري مع أي إضراب، لكن ما رأيناه في الكرك يعني أن الأزمة تضرب الجميع وليست مقتصرة على فئة معينة.
كما أن محاولات إجهاض أو إفشال الإضراب له دلالة أيضا؛ فهو يعني أن هناك من يضيق ذرعًا بأي مظهر من مظاهر الاحتجاج، سلميا كان أم لا، وذلك بالرغم من التصريحات الإعلامية التي تؤكد وتحترم حق التعبير السلمي.
الإضراب قد يكون نموذجا وقد تمتد العدوى، وهو بالضبط ما يجعل الجانب الرسمي “يتحسس” من أي تحرك سلمي، وبدل أن يسعى الجانب الرسمي لتخفيف الاحتقانات وامتصاصها، فإنه يكثف جهوده ويضيع جزءًا كبيرًا من طاقته في كيفية إفشال تلك التحركات، ولو أنه صرف نصف تلك الطاقة لإيجاد حلول لمشاكل الناس لكان ذلك أجدى وأنفع للجميع، وأقل هدرا للطاقة.
(البوصلة)