د. أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

إلى القدس عن طريق غزة

د. أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

كل الطرق إلى القدس مغلقة، وليتها أغلقت لأجل التصليح، فهي كل يوم إلى خراب جديد يكرس الذي قبله. وحدها غزة هي التي عبّدت طريقها إلى القدس وعدّته أقصر الطرق إليها -وإن لم يكن كذلك- لأنها وحدها التي تخطط، ووحدها التي تعِدّ، ووحدها التي تملك الإرادة، ووحدها التي تؤمن إيمانا عمليا بأن العمر محدود والرزق محتوم والجورة معتمة والسؤال صعب والموقف بين يدي ربنا عصيب.

وحدها غزة -بعض الكيان الفلسطيني- لم تضِع وقتها في سماع الوعود الدولية، ولم تؤمن لحظة الواحدة بالحل (الدائم والشامل والعادل) للقضية عبر قرارات أممية لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به.

وحدها غزة لم تتاجر بالقضية، فبدل أن تتخذها استثمارا رخيصا قدمت لها النفس والنفيس، فجادت بقادتها ورجالها شهداء أناروا الطريق، وجادت بكل ما استطاعت أن تحشده في المعركة من مال لتصنيع سلاحها وتأمين مأكل جنودها بقدر الكفاف.

وحدها غزة طهّرت شوارعها وبيوتها من رجس مفارخ العملاء، ونبذت كل منافق ولم تقِم له وزنا لأن الطريق لا يحتمل العبث ولا يحمل العابثين.

يوم كانت غزة تُعد كان العرب غارقين بالترفيه وخطط التنمية الهزلية المضحكة، كانوا يتسابقون في ميدان رضا الغرب والشرق، فهذا يستقبل لهم قاعدة عسكرية هي في أبسط معانيها وكر تجسس على الأرض والإنسان، وهذا يستقبل الفنانين والفنانات ليحيوا ليالي الأنس التي تجلب السياح، وهذا يبيع الخضار والفواكه لمن يأكلها فيسمن ليأكلنا، وهذا وهذا وذاك، وهم أنفسهم من يستثمرون في كرامة الأعراب،عرضوا على غزة فتح ميناء ومطار وسوق مفتوحة على الدنيا ورفاهية تضاهي رفاهية سنغافورة، بشرط واحد صغير بسييييط، أن ينزعوا سلاحهم وأن يتعايشوا مع (جيرانهم) بسلام!!

لو رضخت غزة لما هدم بنيانها، ولما فقدت أبناءها، هكذا يزعمون، وهم بهذا الزعم يكفرون بالقدر، فما قدّر كائن ولا محالة، لكن كان يمكن أن يكون بفعل زلزال ربما رسخ أقدام المحتل في الأرض أكثر، أما زلزال الطوفان فقد بعث مئة روح في أرض غزة وإنسانها مقابل كل روح أزهقت في سبيل عزتها، وها هو العدو ينهار من داخل صفه ويكاد سقف بيته الخرِب يقع على رأسه “وقلوبهم شتى”، وغزة ستصل إلى القدس فيما ينشغل الأعراب بالتصفيق كل للفريق الذي يؤيده،  وقريبا سيندحر هذا العدو ومن صفق له معا، وسيصل ركبنا إلى القدس نحن المؤمنين بعدالة قضية غزة تتقدمنا أرواح شهدائنا وصفوف مجاهدينا، ولا عزاء للجبناء.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts