الأجداد وجهة الأحفاد في أيام الأعياد

الأجداد وجهة الأحفاد في أيام الأعياد

يستيقظون على أصوات المساجد التي تصدح بتكبيرات العيد رغبةً منهم بقضاء يوم هو الأجمل في أذهانهم والأميز في عالمهم الطفولي، يتزينون بملابس جديدة تحاكي فرحتهم بقدومِ نهار عيد جديد مختلف في جميع تفاصيله، حيث لا قيود تفرض ولا طلبات ترد.

يشكل الأطفالُ والأجداد والأعياد لوحةً جميلة، تزهو بالمحبة والعطف والحنان، فهم يشعرون بمعنى أن يكونوا مصدر الاهتمام وتؤخذ آرائهم بتحديد وجهتم والمكان الذي يجدون فيه سعادتهم وحريتهم في التعبير عن فرحهم .

ولأن العلاقة بين الأجداد والأحفاد تبنى دومًا على الأمان العاطفي، يجد الأطفال في هذه العلاقة ملاذًا وخروجاً من روتين المنزل، وتعليمات الأُسرة الى البيت الذي لا قيود فيه، وينتظر الأجداد أغانيهم، وأهازيج يرددونها تحيي جدران منازلهم وتبثُ فيها الفرح.

وتقول الجدة أم خالد، إن دخول الأحفاد مع الأبناء في أيام العيد هي الفرحة التي تجعل للعيد معنا، فهم يملؤون البيت حبًا وسعادة، ويبعثون في القلب مشاعر السرور والفرح، ونسعد نحن الأجداد لأجل سعادتهم فالعيد دونهم منقوص بنكهته، ونحرض على تقديم العيديات لهم بجميع أشكالها، سواء أكانت مبالغ نقدية بسيطة أو أكياس الحلوى الصغيرة التي أعددناها مسبقًا لأجلهم أو الألعاب التي تزيد من شعورهم بالفرح والمرح.

وأضافت ” لدي من الأحفاد بين ولد وبنت 19 حفيداً يجتمعون في بيتي كل عيد أُجهز لهم الحلوى وأطباق الطعام وأوفر لهم المكان المناسب للعب وأُعلق المراجيح في حديقة المنزل وأشتري الألعاب لهم ليلهون في بيتي أطول وقت ممكن، وقد تتجاوز سعادتي بِفرحتهم أكثر حتى من آبائهم وأمهاتهم فهم الأغلى والأجمل عندي رغم شقاوتهم” .

ويقولُ سامر مقبول، إن الأجداد يكتسبون بحكم التجارب وتعاقب السنين دوراً عاطفياً مميزاً في تعاملهم مع الأحفاد، لذلك نجد العلاقة بينهم أكثر عطفاً وحباً، ويسعد الأطفال كثيراً حين يزورون بيوت أجدادهم أو كما نسميه (ببيت العائلة الكبير) .

وأضاف، أن هذه العلاقة رغم فجوة الأجيال بينهم إلا أنها قد تكون أقوى من علاقة الطفل بوالده أو والدته، فهو يسمع حديث الجدة ويستشيرها أكثر من والديه، مشيراً إلى أن لديه من الأبناء ثلاثةُ، لا يكفون عن طلبهم زيارة بيت جدهم، خاصة خلال أيام العيد وحين يصبحون بين أحضان أجدادهم يطالبون على الفور السماح لهم بالمبيت، وأن الآباء غالبًا ما يستجيبون احترامًا وتقديراً للجد أو الجدة.

وتشير الجدة أم عدنان سليم إلى أن العبارة الموروثة والمشهورة “ما أغلى من الولد إلا ولد الولد” تتجسد بالفعل في قالب اجتماعي يغلف العلاقة بين الجد والحفيد وتضيف “أنا وجدهم نشعر بها حين نستقبل أحفادنا في بيتنا ونوليهم اهتماما يفوق حتى أبنائنا ولا نملك إلا أن نفكر كيف نجعلهم سعداء ومرحين طوال الوقت”.

وأضافت، أن الأحفاد حين يقدمون على فعل غير مرغوب مثل كسر حاجيات معينة يوجه الآباء انتقاداً فورياً، واحيانا يتوعدون بالعقاب، وهنا يلجؤون الى الأجداد ليلعبوا دور الوسيط في المغفرة والمسامحة لأن الاعتقاد المكون لدى الأطفال هو أن الجد قادر على حمياتهم ومنحهم العطف والطمأنينة، ويدركون أيضاً أن حجم الحب بينهم يبرر لهم حتى أخطائهم .

 (بترا)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: