الرحلة 763 السعودية.. تعرّف قصّة إحدى أعنف كوارث الطيران في التاريخ

الرحلة 763 السعودية.. تعرّف قصّة إحدى أعنف كوارث الطيران في التاريخ

البوصلة – في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1996، عند الساعة السادسة والنصف مساءً، انقطع الاتصال بين برج مراقبة مطار نيودلهي وربّان طائرة الشحن الكازاخستانية “إليوشن AL-76” التي كانت تستعدّ قبل دقائق من ذلك للهبوط. ساد صمت سابق لعاصفة اتصالات تلته، ليُدرك مهندسو البرج أنهم شهدوا أكبر كارثة جوية في تاريخ البشرية.

هي الحادثة التي تسبب فيها اصطدام الطائرة الكزخية برحلة الخطوط الجوية السعودية رقم 763 التي كانت قد أقلعت لتوّها، مما أدى إلى وفاة كلّ ركاب الطائرتين، البالغ عددهم 349، إضافة إلى تدميرهما بالكامل. فيما أثبتت التحقيقات بعد ذلك أنّ ما حدث كان خطأ بشرياً ارتكبه الربّان الكازاخستاني.

نهاية الرحلة رقم 763

كانت رحلة الخطوط الجوية السعودية رقم 763 منطلقة من العاصمة نيودلهي نحو مطار الظهران وعلى متنها 289 راكب، أغلبهم مِن العمالة الهندية التي كانت تأمل في كسب لقمة العيش على أراضي المملكة إضافة إلى طاقم الطائرة البالغ عددهم 12 سعودياً تحت إمرة الربّان خالد الشبيلي.

كلّ الأمور يومها كانت عادية، الأحوال الجوية مناسبة لتحليق آمن، وبرج مراقبة المطار أمّن مسار الانطلاق وأعطى موافقته على بدء الرحلة. لكن بالتزامن مع ذلك، كان الخطر يترصّد الـ”بوينغ 747″ السعودية، متمثّلاً بطائرة شحن كازاخستانية تخفض ارتفاعها من أجل الهبوط.

طلب ربّان “إليوشن AL-76” مِن برج المراقبة تأمين عملية الهبوط، وافق على ذلك وطلب منه تخفيض ارتفاعه إلى 4500 متر، حيث كان من المفترض أن تطير تحته الرحلة رقم 763 على 4260 متراً، مع التأكيد لهم بإعلامهم إذا ما ظهرت الطائرة السعودية أمامه.

ثماني دقائق بعدها، انقطع الاتصال مع الربّان الكازاخستاني، ليُعلم أن الطائرتين اصطدمتا ببعضهما في الجو، بحسب التحقيقات التي تلت الحادث. ارتطم الجناح الأيمن للطائرة الكازاخستانية بمؤخِّرة ذيل الطائرة السعودية، ما كان كفيلاً بشطرها نصفين، بينما تهاوت الثانية لتنفجر على الأرض.

لم ينجُ أيّ من ركاب الطائرتين في الحادثة. حيث بلغ عدد الضحايا 349 ضحيَّة، من جنسيات هندية ونبالية بالأساس، إضافة إلى كازاخستانيين وروس وسعوديين وباكستانيين وأمريكي واحد. وكان تيموثي بلاك، طيّار القوات الجوية الأمريكية، هو الشاهد الوحيد على لحظة الاصطدام، قال إنه رأى “سحابة ضخمة متوهّجة بلهب برتقالي”.

ما بعد الكارثة

أحدثت كارثة الرحلة 763 صدمة كبيرة في أوساط الملاحة الجوية العالمية، أثارت انتباه عدد من صنّاع الأفلام والأفلام الوثائقية. كما تلى وقوعها مسار طويل من التحقيقات لكشف ملابساتها. وبعد انتشال الصندوقين الأسودين من الركام، تبيّن أنّ الطائرة الكازاخستانية لم تلتزم التعليمات الممنوحة من برج المراقبة، كونها واصلت الانخفاض إلى ارتفاع 4200 وما دونه، كما لم يكن تحكّمها في ارتفاع التحليق منضبطاً.

فيما أرجع ذلك إلى فرضيَّتين، الأولى هي ضعف القدرات التواصلية لعامل اللاسلكي بالطائرة الكازخستانية، حيث لم يكن يتقن جيداً اللغة الإنجليزية. أما الفرضية الثانية هي أنّ الطائرة كانت تقاوم جيباً هوائياً، مما جعل تحليقها متذبذباً بين الارتفاع تارة والانخفاض تارة أخرى.

وحمّلت تقارير المحققين مطارَ أنديرا غاندي الدولي كذلك مسؤولية الحادث، إذ كانت أبراج مراقبته تفتقر إلى رادارات دقيقة، وبالتالي كانت حسابات الإقلاع والهبوط تجري بشكل تقريبي. كما أنه يخصّص مساراً واحداً تنطلق منه الطائرات المدنية وتهبط فيه، فيما حجزت المسارات الأخرى للقوات الجوية الهندية. ولهذا قدّمت التقارير توصيات صارمة لإدارة المطار بإضافة مسارات أخرى للطيران المدني تفادياً لتكرار وقوع حادث مماثل.

TRT عربي

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: