الشحروري لـ “البوصلة”: ما عذرنا أمام الله إن تركنا الفقراء والمساكين للبرد القارص؟

الشحروري لـ “البوصلة”: ما عذرنا أمام الله إن تركنا الفقراء والمساكين للبرد القارص؟

عمّان – البوصلة

دعا أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري، في تصريحاته لـ “البوصلة“، أهل الخير جميعًا في الأردن وخارجه لمدّ يد العون والمساعدة والعطاء لكل أصحاب الحاجة من فقراء ومساكين ومحتاجين، خاصة في ظل الأجواء شديدة البرودة التي تمر فيها بلادنا هذه الأيام، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّ الشكر الحقيقي لله سبحانه وتعالى على ما أكرمنا به من أمطارٍ وخيرٍ عميمٍ يكون بالإحساس بكل من يعانون من البرد والجوع وتفقد حاجاتهم لا سيما وأنه لا عذر لنا أمام الله عزّ وجل أن تركنا هؤلاء للحاجة والبرد القارص.

وقال الشحروري: “نمر في هذه الأيام بموجة بردٍ قارص هذا أوانها نحن في فصل الشتاء ونحمد الله عزّ وجلّ على ما أعطانا من وسائل التدفئة وأعطانا من لباسٍ ومن سترٍ ومن بيوتٍ نئوي فيها أنفسنا ونهرب فيها من البرد ومن الانكشاف لهذه الأجواء شديدة البرودة ومع حمد الله وشكره فإن الحمد والشكر العمليين هما أن نحسّ بالبردان الذي لا يجد ما يدفئ نفسه فيه، وبالعريان الذي لا يجد لباسًا يداري برده فيه”.

ولفت إلى أنّ “الحاجة في هذه الأيام كثيرة والفقراء والمحتاجون في هذه الأيام كثر، وارتفاع أسعار الوقود وأسعار الحياة بشكلٍ عام، هذا يحدونا ويحملنا على أن نحس بآلام المساكين والضعفاء من سكان البيوت المتهاوية وأصحاب الخيام التي  تقع على رؤوس أصحابها أو الأماكن التي لا تقي من برد، ولا تغني من حاجة”.

واستدرك بالقول: لذلك إنّ شكر الله عزّ وجل على ما أعطانا من وسائل دفء وملابس نستر فيها أنفسنا ونهرب فيها من  البرد، فإنّ الشكر الحقيقي أن نكون معطائين ونجود بما أعطانا الله عزّ وجلّ من مالٍ ومن وسائل للتدفئة.

د. أحمد الشحروري: الفقراء والمساكين بحاجة لوقفتنا ومددنا وشعورنا معهم وينتظرون منا أن نسعفهم في هذه الأجواء

وتابع الشحروري: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك لنا عذرًا، حين قال: “من كان معه فضل ظهر فليَعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له، فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل”، رواه مسلم.

إذن نحن مطالبون بأن نجود بما أعطانا الله عز وجل، وحين كان النبي صلى الله عليه وسلم مع نفرٍ من أصحابه جائعين، ثمّ أعطاهم الله شاة عجفاء ضعيفة، فذبحوها وأكلوا منها، تلا صلى الله عليه وسلم قول الله تبارك وتعالى: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم).

وقال الشحروري: إذن ما عذرنا أمام الله عزّ وجلّ إن تركنا هؤلاء الفقراء وهؤلاء المساكين الذين لا يجدون ما يحمون به أنفسهم من لباسٍ وشرابٍ وطعامٍ ودفءٍ وعلاجٍ وحبة دواء في هذا الشتاء القارص شديد البرد.

الأمّة مندوبة لإغاثة المحتاجين

وشدد على أنّ الأمة مندوبة لتهبّ هبّة رجلٍ واحد لتفقد أحوال المسلمين في كلّ مكان، ورسولنا عليه الصلاة والسلام يقول: (أيما أهل عرصة “أهل حيّ” أمسوا وفيهم جائع فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله).

ودعا الشحروري الأمة العربية والإسلامية شعوبًا وحكامًا لمد يد العون لأهل فلسطين، قائلا: إذا تعدينا حدود بلادنا فإنّ هناك غرب النهر أرض فلسطين أرض الرباط والمصابرين والمجاهدين، وكم من بردانٍ فيها الآن، وكم فيها من محتاجٍ الآن، وكم فيها من أرملةٍ فقدت زوجها يقاتل في سبيل الله، وكم من ثكلى فيها فقدت ولدها يقاتل في سبيل الله.

إقرأ ايضًا: الشحروري يوجه نداءً عاجلاً للتجّار: إتقوا الله في الأردنيين

وشدد على أنّ “هؤلاء جميعًا يحتاجون إلى وقفتنا ويحتاجون إلى مددنا، ويحتاجون إلى شعورنا بهم، ويحتاجون إلى ضرورة أن نسعفهم”.

وأضاف “هذا نداءٌ إلى الدول والحكومات والأنظمة السياسية، أن أفسحوا المجال إلى شعوبكم لتحوّل الأموال إلى فلسطين، وتساهم في تثبيت رجالنا ونسائنا وأطفالنا ضد هذا التعنّت والجبروت الصهيوني المقيت في هذه الأجواء الباردة”.

وختم الشحروري حديثه بالقول: “نسأل الله عزّ وجلّ أن يجعلنا في المتصدقين، ونسأله أن يرزقنا قلوبًا رقيقة تحسّ بالمحتاجين، وتذوق برد اليتامى والمساكين، ونسأله أن لا يحيجنا إلا لوجهه الكريم”.

إقرأ أيضًا: سرحان: تساقط الأمطار يشعرنا بالأمل ويدعونا لمزيد من العطاء والتكافل

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: