الشنّاق لـ “البوصلة”: تصريحات الحكومة حول “المدينة الجديدة” ملهاةٌ لا تليق بالأردن

الشنّاق لـ “البوصلة”: تصريحات الحكومة حول “المدينة الجديدة” ملهاةٌ لا تليق بالأردن

عمّان – البوصلة

استهجن الأمين العام للحزب الوطني الدستوري الدكتور أحمد الشنّاق في تصريحاته لـ “البوصلة” استمرار نهج الحكومة ووزرائها في مخطابة الأردنيين بـ”الشعارات من خلف الشاشات وفنادق الخمس نجوم، بوعود مستقبلية حالمة ليس لها أي أساس على أرض الواقع”، في سياق تعليقه على تصريحات رئيس الحكومة وبعض الوزراء حول المدينة الجديدة وملف البطالة وغيرها من أحاديث المسؤولين.

وقال الشنّاق: تابعنا في الآونة الأخيرة تصريحات عديدة من رئيس الوزراء بشر خصاونة وبعض الوزراء في هذه الحكومة، ونتمنّى عليهم أن يتوقفوا عن مخاطبة الأردنيين بشعارات من خلف الشاشات”.

وشدد على أنّ تصريحات رئيس الحكومة ووزرائه حول المدينة الجديدة التي ستنجز في عام 2050 وموضوع “البطالة في عام 2030″، وتأمين مليون فرصة عمل، لا ينمّ عن وجود رؤية اقتصادية ولا رؤية مستقبلية ، وليس له أي مبرر، معبرًا عن أمله في أن تتحدث الحكومة ووزراؤها على أرض الواقع.

 وقال: نتمنّى أن تخبرنا الحكومة عن عدد العاطلين عن العمل في 2030 وما هي المشاريع الوطنية الكبيرة التي يمكن البدء بتنفيذها لاستيعاب البطالة، وما هي خطتهم في تحقيق نموّ اقتصادي يستوعب أرقام البطالة.

أحلام المدينة الجديدة في 2050.. ليست نهج الدولة الأردنية

وانتقد الشنّاق تصريحات رئيس الحكومة حول المدينة الجديدة التي ستستكمل في عام 2050،  مشددًا على أنّ “هذا النهج لم نعتد عليه من رؤساء وزراء صنعوا إنجازات في تاريخ الدولة الأردنية، حيث كان الميدان هو الذي يتحدث عن الإنجاز وليس تصريحات وندوات في فنادق الخمس نجوم”.

ولفت إلى أنّه “كما حال الحزبية الأردنية في التحديث السياسي حين أصبحت عبارة عن لقاءات فنادق خمس نجوم، وحياتنا السياسية الاقتصادية ومستقبل هذا الوطن أصبحنا نتحدث به من خلف الشاشات ولقاء فنادق الخمس نجوم”.

د. أحمد الشنّاق: متى يتوقف الخطاب الحكومي غير المسؤول والذي لا يجد له أي ترجمة على أرض الواقع؟

وقال الشنّاق: أنا أعتقد أن هذا النهج ليس نهج الدولة الأردنية التاريخي، وليس نهج دولة تقف على حد السيف في مواجهة الآن مع الجماعات الدينية اليهودية المتطرفة وقوى اليمين الصهيوني الفاشستي الذين سيحكمون “إسرائيل”.

 وأشار إلى أنّ “ما تصرح به الحكومة لا يعبر لا عن مواجهة تحديات داخلية لتقوية الجبهة الداخلية وإيجاد حلول لمشاكل المواطنين، ولا يوجد شيء يقنع المواطن على أرض الواقع”.

وتابع حديثه بالقول: كما تحدث رئيس الوزراء مثلاً من أنّ القطاع العام يجب أن يكون في خدمة المواطن، ونحن نسأله هل هذا بحاجة لتصريح من خلف الشاشات، وماذا يعيقك يا رئيس الوزرء أن تتخذ قرارات حاسمة بإزالة كل القيادات الإدارية التي جاءت بالواسطة والمحسوبية والشللية.

وتساءل الشنّاق: متى يتوقف الخطاب الحكومي غير المسؤول والذي لا يجد له أي ترجمة على أرض الواقع، فقد تعبنا من هذه الحكومات وتصريحاتها من خلف الشاشات.

ووجه رسالة حول الغلاء غير المبرر فيما يتعلق بالمشتقات النفطية: هل يعقل يا دولة رئيس الوزراء أن تصبح “تنكة الكاز” لتدفئة الطبقات المتوسطة والفقيرة ب17 دينارًا وعشرين قرشًا؟ كيف سيستطيع المواطن الأردني تأمين الدفء لبيته وأبنائه.

مسؤولون في أبراج عاجية وقرارات “الملهاة” لا تليق

وتابع الشنّاق حديثه بالقول: إنّ هذه القرارات وبصراحة متناهية، تتعامل مع الشعب الأردني من خلال مسؤولين يقيمون في أبراج عاجية ويتعاملون مع قضايا المواطنين بطريقة لا تليق، والآن جاءت قصة المدينة الجديدة التي ستستكمل خلال العام 2050.

“أنت تتحدث عن أجيال مستقبلية وهي ليست خطتك يا رئيس الوزراء، وأرجو أن لا تتحدث بها، فيمكن أن يأتي رئيس وزراء عام2050 ويعمل على هذا المشروع ولا نعلم كيف سيكون شكل الدولة الأردنية في حينه”، على حد تعبيره.

وأضاف الشنّاق: وبالتالي هذه التصريحات وهذه الشعارات التي تُرفع أعتقد أنّها ملهاة ولا تليق بحكومة أردنية تمر بمرحلة حرجة بتطورات عالمية وتحولات تاريخية وتحديات كبرى.

إستراتيجية تستبعد “القوى الإسلامية”.. كيف ستواجه مشروعًا صهيونيًا متطرفًا؟

وتابع الشنّاق تصريحاته بالقول: لنتحدث بصراحة ولنضع النقاط على الحروف، فالدول التي حولنا: قيادة عراقية في الحضن الإيراني، والآن الذي سيدير كفة الحكم في دولة الاحتلال الصهيوني جماعات متصهينة فاشية تخطط لطرد الفلسطينيين، ونحن لسنا على حافة التاريخ والجغرافيا مع القضية الفلسطينية، فماذا أعددنا لمواجهة حكومة صهيونية متزمتة متطرفة دينيًا وسياسيًا للأربع سنوات القادمة لأنها التي حازت على الأغلبية التي تضمن لها الاستقرار والاستمرار.

وقال الشنّاق “سؤال أخير يجب أن نطرحه: هل يوجد حول صانع القرار رجال سياسة وفكر استراتيجي وماذا يعني للأردن هذه التحولات داخل المجتمع الإسرائيلي ومن يحكمه؟”.  

وطالب رئيس الوزراء أن يخرج ويخاطب الشعب الأردني ما هي خطتنا الوطنية على المستوى الداخلي في مواجهة ما يجري داخل الكيان الصهيوني، حيث لم تعد تجدي الدبلوماسية مع هذا الكيان، ولا مخاطبة العالم الذي يقف في خندق دولة الاحتلال.

وشدد الشنّاق على أنّه “آن الأوان أن نعيد إستراتيجيتنا الوطنية الأردنية وكيف نقف خندقًا صلبًا في مواجهة مخاطر وجودية على الأردن وعلى الشعب الفلسطيني على ارض فلسطين”.

وختم تصريحاته بالقول: جماعات دينية يقول عنها “قانون إسرائيل” إنّها إرهابية هي الآن تقود دولة الاحتلال، ومن ثمّ نفاجأ أنه حين يتم تشكيل مجلس الأعيان لدينا لا يُعيّن فيه أي شخصية من القوى الإسلامية، فهل أصبح الإسلام تهمة في الأردن؟

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: