العاملُ منهم بعلمه!!!

العاملُ منهم بعلمه!!!

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (269)

  • قال ابن الجوزي رحمه الله : “لقيت مشايخ ؛ أحوالهم مختلفةٌ ، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم .

وكان أنفعهم لي في صحبةٍ : العاملُ منهم بعلمه ، وإن كان غيره أعلم منه .

• ولقيت جماعةً من أهل الحديث يحفظون ويعرفون ؛ ولكنهم كانوا يتسامحون في غيبةٍ يخرجونها مخرج جرحٍ وتعديلٍ ، ويأخذون على قراءة الحديث أجراً ، ويُسرعون بالجواب لئلاَّ ينكسر الجاه ، وإن وقع خطأ !

• ولقيت عبدالوهَّاب الأنماطي، فكان على قانون السلف، لم يُسْمَع في مجلِسهِ غيبة،ٌ ولا كان يطلبُ أجراً على إسماع الحديث ، وكنتُ إذا قرأتُ عليه أحاديث الرقائق بكى ، واتَّصل بكاؤه !!!  ، فكان – وأنا صغير السنِّ حينئذٍ – يعملُ بكاؤه في قلبي ، ويبني قواعد ، وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل .

• ولقيت أبا منصور الجواليقي ؛ فكان: كثير الصمت، شديد التحرِّي فيما يقول ، متقناً محقِّقاً ، ورُبَّما سُئل المسألة الظاهرة ، التي يبادر بجوابها بعض غلمانه فيتوقَّف فيها حتى يتيقَّن ، وكان كثير الصوم والصمت .

• فانتفعت بهذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما ؛ ففهمتُ من هذه الحالة : أنَّ الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول … فالله الله في العمل بالعلم فإنه الأصل الأكبر .

  • والمسكين كل المسكين : من ضاع عمره في علمٍ لم يعمل به ؛ ففاتته لذات الدنيا ، وخيرات الآخرة ؛ فقدم مفلساً مع قوَّة الحجَّة عليه” .

ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﻏﻀﺒﻪ ﺃﺿﺎﻉ ﺃﺩﺑﻪ

  • ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﺳﻌﺎﺩ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﻻ  ﺗﺆﺫﻱ ﺃﺣﺪًا ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎس، ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ  ﻫﻮ ٲﻛﺒﺮ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻭﺣﺐُ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻀﻌﻒ. ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﻏﻀﺒﻪ ﺃﺿﺎﻉ ﺃﺩﺑﻪ، “هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ”. ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻮﺍﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻼ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﻻّ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ، “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ”.

ﻣﻦ روائع الإمام الشافعي

تزوّد للذي لا بد منه…فإن الموت ميقاتُ العبادِ

وتب مما جنيت وأنت حيٌّ …وكن متنبهاً قبل الرّقادِ

ستندم إن رحلت بغير زادٍ … وتشقى إذ يناديك المنادِ

أترضى أن تكون رفيق قومٍ…لهم زادٌ وأنت بغيرِ زادِ

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: