(العدد 284): بقلم المرحوم بإذن الله د. عبدالحميد القضاة
- رَكن سيارته المليئة بقطع حديدية وصفائح ألمنيوم؛ يقضي يومه كاملا بجمعها من برشلونة، ليبيعها لشركات إعادة التدوير، صلى معي الظهر، و لحقني بعد الصلاة، وقال: أريد منك 100 مصحف لأشتريها! قلت: مئة مصحف؟! لماذا كلّ هذه المصاحف؟؟!!
- قال: بحمد الله تعالى أجمع هذه النفايات المعدنية من سنين في برشلونة، ووضعت لنفسي هدفاً أن أبني مدرسة قرآنية في قريتي، في شمال داكار بالسنغال، لأنّ اطفالنا يمشون لساعات ليصلوا للقرية المجاورة، ليحفظوا القرآن ولكنهم ينقطعون في موسم الأمطار!!
- وفقني الله لجمع مبلغ من كدّ سنين طويلة، فاشتريت أرضا مساحتها 800 متر، وبدأت بناءها ودشنتها منذ شهرين، وبدأ 100 طالب يحفظون القرآن الكريم وأريد مصاحف لهم.
- اقشعر بدني من هذا الرجل العظيم، وجلست أتأمل في حاله ووضعه المادي المتواضع، فهو مع قله ذات يده صدَق الله في قصده، فوفقه الله لما يريد رغم ضعفه وقلة حيلته.
- جمعت له كل ما عندنا في المركز من مصاحف، وأخذت حتى التي في مسجدنا، ولم تصل إلى 70 مصحفا، فأصرّ أن يدفع مقابلها فرفضت، فقال لي: لا أريد شريكا لي في هذا الوقف
بعد إصراري وإقناعي له أننا لم نشتريها بل هي مصاحف وقفية، أخذها و توارى. - أعرف تجّارا وسوّاحا يزورون برشلونة ويصرفون أضعاف هذا المبلغ في أيام قلائل، ولم يبنوا لله سنتيمترا واحدا فوق أرضه، إنّه التوفيق من الله الذي قال في الحديث القدسي: “خلقت الخير وخلقت له أهله”، طاب رزقه وكدّه وأخلص نيّته في عمله، ففتح الله على يديه، إنه سيدي مامادو”محمدو السينغالي”، فكتب الله له التوفيق والنجاح.
أليس هناك وزير للعدل؟!!
- يقال أن أحد رفقاء الرئيس الصومالي الأسبق محمد سياد بري أصر على أن يُعينه وزيرا للنفط، وبعد إلحاح شديد منه سأله بري: يا رفيقي بالله عليك كيف أعينك وزيرا للنفط في بلد ليس فيه نفط؟!! فرد رفيقه عليه قائلا: سيدي الرئيس أليس هناك وزير للعدل؟!!
الحمير تعرف بعضها!
- أقبل جحا على قرية فقال له أحد أفرادها، لم أعرفك يا جحا إلّا بحمارك، فقال جحا: الحمير تعرف بعضها!!
(البوصلة)
