من الواضح أن ثمة فجوة كبيرة بين الحكومة والمواطن الأردني وهي تتسع كل يوم بدلا من أن تضيق، حفرة انهدام عريضة تجعل المواطن يتعامل مع تصريحات الحكومة وما تعلنه من مشاريع ومواقف بكثير من الشك والريبة وعدم التصديق.
أزمة ثقة ترجمتها قصة المطاعيم واللقاحات المدرجة ضمن البرنامج الوطني للتطعيم من ضمنها الحصبة الذي ستنفذه وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية لأطفالنا في المدارس. أولياء الأمور يتخوفون من إعطاء هذه المطاعيم لأطفالهم رغم أن الحكومة وأصحاب الاختصاص أكدوا أن هذه المطاعيم ضرورية وآمنة وأوصت بها منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف.
لكن كل ذلك لم يحرك قناعة الآباء ولا مترا واحدا في هذا الملف.
في الواقع فإن الحكومة لم تحسن في الدفاع عن مواقفها وترويج قصتها الخاصة حول عدد من الأحداث التي شهدها الأردن أخيرا.
وربما كان إخفاق الحكومة في معركة كورونا والقرارات المرتجلة التي اتخذها بعض الوزراء أثناء الوباء في إغلاق الكثير من القطاعات الحيوية مثل قطاع النقل وقطاع الخدمات وغيرها ساهم في حذر الآباء من هذه المطاعيم، وزاد من مخاوف الآباء أن منشأ المطاعيم من الهند.
وقد أكدت الحكومة أن المطعوم هندي، وبينت أن الشركة المصنعة للمطعوم تؤمّن 80% من مطاعيم العالم ضد الحصبة وهي آمنة، وشكوك الآباء والأمهات ليست في مكانها، بالطبع فالدولة عليها مسؤولية أخلاقية ووطنية في عدم تعريض حياة أي مواطن للخطر.
لكن الحالة تعبانة ومتردية بين الحكومة والمواطن والثقة مهزوزة ومليئة بالثقوب والتشققات ولا ينفع تعديل سابع ولا تعديل سابع عشر، فقد وصلت العلاقة إلى مستويات متردية جدا وإلى حد القطيعة مع الرواية الرسمية.
المواطن لم يعد يصدق الكلام وهو يرى الإنجاز على الأرض شحيحا ويعاني من جفاف، والمطاعيم ليست هي السبب، وليست الهند هي السبب وإنما فجوة الثقة فقد “اتسع الفتق على الراتق” و”اتسع الخرق على الراتق.
(السبيل)
