د. أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

المقاومة وبرهان الوجود

د. أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

د. أحمد شحروري

يحلّق المحلل العسكري اللواء فايز الدويري وهو يعلق على خبر رشقات المقاومة فوق سماء تل أبيب الكبرى، ويرى فيها دلالة سياسية أعمق بكثير من دلالتها العسكرية، فربما تصيب هذه الرشقات هدفها وربما لا تصيب، لكنها برأي الدويري رسالة سياسية بعد قرابة أربعة أشهر على بدء الحرب، وبعد أن ادعى العدو غير مرة أنه أضعف قوة القسام وقضى على أثرها في أمكنة متعددة من غزة، فأن تفاجئه فتوقّع على حضورها في الميدان ببارود صواريخ المقادمة وعياش وغيرها، هذه هي صدمة العدو التي كذبت تحليلاته ووعوده لجمهوره، وشكلت حرجا له وحرجا أكبر منه للقوى التي تمده بالحياة في الميدان، والقادم ربما يكون أدسم.

ويؤكد أبطال القسام في التحامهم الميداني ما صنعته صواريخهم  من يقين بأن صاحب الأرض هو الظاهر على عدوه دائما برغم هذا الجهد الخرافي الذي يبذله المرتزقة جنبا إلى جنب مع سادتهم الصهاينة لاحتلال غزة وإعادة التخريب الاستيطاني إليها كما كان الحال قبل عام ٢٠٠٥، وإعادة السلطة الفلسطينية الصورية ليمارسوا بحقها في غزة ما يمارسونه في الضفة من تبعية وإذلال، لكن المقدمات المشرفة التي  ساءت وجوههم في السابع من تشرين لا تتناسب مع أحلامهم العدوانية، فقد درسنا في علم المنطق أن النتائج تتناسب مع المقدمات، ولن ترضى هذه المقاومة التي بدأت بمعجزة إلا أن  تقفل بمثلها بإذن الله.

ويأتي اجتماع دول غربية بوجود تمثيل قطري في باريس لهندسة اتفاق لإطلاق النار مع تبادل للأسرى يقنعون به قطر لممارسة ضغط على المقاومة لترضى بما يتناغم مع هوى الصهاينة برغم بدهية أن المهزوم لا يملي على المنتصر شروطه، لكنها الوقاحة الغربية المعتادة التي دأبت على تلقين العرب ما تريد من تعليمات للتنفيذ لا للمناقشة تحت شعار : نفذ ولا تعترض، لكنهم يتجاهلون الفرق بين الصورتين صورة السبع الذي اجتثوا أنيابه فصار هرة بين أيديهم يلعِقونها الحليب فتصمت، وصورة الأسد الهصور الذي لا يتسع له قفص ولا تقف أمامه جدر.

آه لو تفقه الأمة أنها فرصتها الثمينة لتنحاز إلى خيار المقاومة المنتصرة فتشرب حليب السباع وتعيد بناء ما تهدم من بأسها فتكتب تاريخا يخلد ويسجل لها حياة جديدة عسى أن تمسح به صفحات مغبرة من أثر أقدامها المصطكة في معركة جيل ولّت فيها مدبرة “كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة”، وحرام على أمة بدأت ببطولات عمر وخالد أن تنتهي بإدبار جيل وطيّه صفحة العز والمجد ما خلا “طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك” صدقت سيدي يا رسول الله.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts