كان بناء الجدران أمرا شائعا في اليونان القديمة وبلاد الرافدين والصين خلال العصور الوسطى، واعتبرت هذه الجدران وسيلة دفاعية مهمة؛ لذا أحاط بعض الملوك أماكنهم بالأسوار لحمايتها.
وهناك العديد من المدن ذات الأسوار التاريخية في جميع أنحاء العالم، والتي يعود تاريخ بنائها إلى قرنين من الزمان.
واتجهت الممالك الأوروبية منذ القرن الثاني عشر إلى تأمين المدن بجدران تضم أبراج حراسة وقضبانا وبوابات قوية لمنع غزو الأعداء والدفاع عن المدنية، حيث تم بناء بعضها على التلال، ما يجعل من السهل اكتشاف الغزوات والاستعداد لها، ومع ذلك، كانت بعض الجدران وسيلة للتعبير الثقافي والفعاليات الاحتفالية.
ورغم انهيار معظم هذه المدن المحاطة بالأسوار، إلا أن هناك بعض الأسوار القديمة التي تعتبر معالم تاريخية وواحدة من مناطق الجذب السياحي الشهيرة، ورصدت مجلة ”ذا ترافيل“ أقدم المدن في العالم المحاطة بأسوار، وهي:
مدينة أوروك
أوروك مدينة تاريخية تجسد الحضارة السومرية والبابلية، وتقع شرق ضفة نهر الفرات في العراق.
كانت أوروك واحدة من أكثر المدن شهرة في بلاد ما بين النهرين القديمة، حيث احتل الصيادون والمزارعون جنوب بلاد ما بين النهرين لسنوات عديدة، ما أدى لإنشاء مستوطنة هائلة في أوروك.
تتميز المدينة بهياكل ضخمة من الطوب اللبن مزينة بأقماع من الطين الملون.
يشار إلى أن الملك جلجامش، الملك التاريخي لدولة الوركاء السومرية، بنى جدرانا ضخمة لحراسة أوروك.
أريحا القديمة
تقع أريحا في الضفة الغربية، فلسطين، وهي من أوائل المستوطنات المستمرة التي يعود تاريخها إلى حوالي 9000 قبل الميلاد.
في بادئ الأمر، استقرت مجموعة من النطوفيين في هذه المدينة قبل أن تصبح مدينة أريحا، وكانوا يركزون بشكل أساس على الزراعة والصيد.
وعقب ذلك، تم إنشاء أكثر من 70 منزلا يسكنها ما يقرب من ألف شخص، وتظهر الأدلة الأثرية أن الموقع كان محاطا بجدار يبلغ ارتفاعه 11.8 قدم وعرضه 5.9 قدم، وكان داخل هذا الجدار برج حجري.
وفي حوالي 7000 قبل الميلاد، تم استبدال المنازل المصنوعة من اللبن بأخرى ذات أساسات حجرية، ومع زيادة عدد السكان، أصبحت المدينة أكبر واحتاج السكان إلى التخلي عن الزراعة والتركيز على أشياء أخرى مثل توسيع مرافق تخزين الطعام والتجارة والفن.
ونمت ثروة المدينة وجذبت الأنظار وجشع مجموعات البدو، ما أجبر السكان على بناء جدار وقائي يضم أحد أكبر الأبراج الحجرية المستخدمة للأغراض الاحتفالية.
سولنيتساتا
تقع مدينة سولنيتساتا في بلغاريا الحالية بالقرب من مدينة بروفاديا، ويعتقد علماء الآثار أنها أقدم مدينة في أوروبا.
وعُرفت المدينة بالتعدين والتجارة والثروة في العالم القديم، وكانت محاطة بسور حجري يبلغ ارتفاعه 10 أقدام.
كما عُرفت المدينة أيضا بامتلاكها ثروة كبيرة وتظهر الاكتشافات الأثرية أن الجدران بُنيت من أجل حماية أنشطة التعدين وإنتاج الملح والذي كان أحد أهم وأندر الموارد في العالم القديم.
ويعتبر الفخار الموجود حتى وقتنا هذا في سولنيتساتا والذي يعود تاريخه إلى 4700 إلى 4200 قبل الميلاد دليلا عن كون المدينة واحدة من أقدم المدن في أوروبا.
إرم نيوز
