د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

تعظيم سلام

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

في يوم الخميس الذي يسبق إجازتنا، لنا كلمة لا تنحو نحو الفلسفة ولا تسلك مسالك الجدل، تخرج من القلب تجري في فلك الجهاد والمجاهدين، وتنصف سادة الدنيا بالدين.

لا يستوي الجهاد بالنفس والجهاد بالقلم، صحيح أن من يمتشق الحسام ويقف في الميدان يحتاج إلى الإعلام والإعلان، وإعلام المعركة اليوم جزء من إدارتها، فجهاد الكلمة مهم لكن شتان بين من يزركش صفحات الصحف بخواطره وتجلياته ومن تحمَرّ الأرض وترتوي بدمه.

منذ انطلق طوفان الأقصى والتحدي الذي دخل الكُتّاب والصحفيون الرساليون معتركه هو في أن يجلّوا فكرة توضح تصوّرا، أو يفسّروا حدثا، أو يدافعوا عن فكرة لا شعبيةَ لها، وهي جزء من واقع المعركة، وكل يوم يحس أحدهم أنه يدخل معركة مع الذات وهو يدبّج مقاله، كما هي معركة مع وعي الجمهور الذي يخيف ويؤنِس في آن معا، برغم ما يبدو من تناقض بين الخوف والأُنس.

 في كل يوم، وفي ظلال المعركة تقع تبعة اختيار موضوع المقال الصحفي أو الأدبي على طبيعة المستجدات اليومية أو قل اللحظية، ولا يُرحَم الكاتب إن زلَّ، لكن للمجاهد بالنفس كرامة تخفي زلته إن أخطأ، وترفع العقوبة عنه إن أذنب، وهذا من فقه المعركة، فقد نُهي عن إقامة الحدود على المقاتلين وقت الحرب حتى لا يُفتَنوا في ولائهم للصف الذي يقاتِلون دفاعا عنه، وحتى لا يسلَّط الضوء على نقص فيهم إن اعتراهم فيُطمِع فيهم عدوَّهم.

ألا أيها المجاهدون دفاعا عن دينهم وعرضهم وأرضهم…. سلام عليكم، فأين نحن مما تبذلون؟!

ألا أيها الغائظون عدونا، عاشت سواعدكم التي تمسك بالسيف والرمح وتدَعُ لنا القرطاس والقلم، فما قوة أقلامنا إلا بقوة سواعدكم، وما عطر قراطيسنا إلا من شذى دمائكم.

سلام على فتى لم يخطّ بعدُ شاربه، يقف على الثغور والدم الذي في عروقه يخاطبه: إن حرصت اليوم على السلامة عشت ذليلا، فالفرار من الزحف عنوان التهلكة.

سلام على الفتاة الفلسطينية التي رحل زوجها وأخوها وابنها شهداء، وبقيت هي تحتفظ بنار التنور موقَدَةً حتى لا تبرد نار قلبها التي أجّجتها قواعد الظلم الجاثم فوق خيمتها المقامة فوق جماجم لا تزال مدفونة تحت ركام الدمار المجنون.

سلام عليك أيها الفلسطيني حيثما كنت في غزة أو مدن الضفة وقراها وباديتها، فقد انشغلنا بإيران وقنصليتها التي ضربت، ثم بثأرها وحجمه، ثم باحتمالات الردّ على الردّ، وأنت منشغل بمشروعك توازِن بين الحياة والموت، فلا موت لك إذ قضيت شهيدا دون شرفك، ولا حياة لك إذا تجردت من صبرك وصلابة موقفك.

سلام عليك في الخالدين، سلام عليك في الأولين، وسلام عليك في الآخرين، لقد أوشك الليل أن ينجلي، وما هي إلا أن ترمي ما في جعبتك من حمم الموت على “أبناء الذين” حتى تزهر الأرض من جديد عزة وحرية وخبيزة زينة مزهرة، فقد خلّدتْها أمهاتنا طعاما لأطفالهن في الحرب، وتوشك أنت أن تخلدها زينة لأرض طهرت من غاصبها ولفظت رجسه ومسحت أثره.

سلام عليك سيدي شهيدا حيا حيث كنت في الأرض أو في السماء، سلام لك نؤديه متهيّئين… تعظيم سلام.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts