ياسر الزعاترة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

حين يهذي شبّيح عن هوى الإسلاميين الغربي.. وهذا الرد

ياسر الزعاترة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

منذ وضوح المأزق الأمريكي في العراق وأفغانستان منتصف العقد الأول من القرن الحالي، وصاحب هذه السطور؛ مثل كثيرين، يبشّر بتراجع أمريكا والغرب، وبـ”التعددية القطبية” التي تفيد المستضعفين من كل لون، ودائما في سياق من التذكير بسنّة “المدافعة” في الكون؛ تلك التي جعلها الله سبحانه وتعالى فضلا منه على العالمين، وليس المسلمين وحدهم.

وفي السياق ذاته، كنا نذكّر دائما بحقيقة أن (الغرب) كان الأكثر استهدافا لأمّتنا (استعمارا واحتلالا وتقسيما ونهبا وعنصرية)، بخاصة في القرنين الأخيرين، بجانب زرع كيان سرطاني (إسرائيل) في قلبها، لتأكيد استمرار شرذمتها والسيطرة عليها.

أستعيد هذه القصة لأنني كلما كتبت تغريدة تتحدث عن مأزق بوتين في حرب أوكرانيا (رغم بقاء قدرته على الحسم العسكري)، وطبعا في سياق من التحليل المحايد؛ يطلع عليّ شبّيح يساريٌ (وليس كل يساريٍّ شبّيح) كي يتهم الإسلاميين (هكذا جملة) بالعمالة للغرب، أو بأنهم “صنيعة الإمبريالية الغربية”، أو أن “هواهم أمريكي أو غربي”، إلى غير ذلك من التعبيرات.

في هذا السياق يبدو من الضروري تحرير مصطلح “الإسلاميين”، حتى نعرف من هم المعنيون بالاتهام أصلا. وإذا فعلنا ذلك، فلن نعثر سوى على القوى والحركات الإسلامية التي بدأت بـ”الإخوان”؛ عشرينيات القرن الماضي، ثم ما تناسل من حركات بعد ذلك؛ على تفاوت في مناهجها.

عقود بعد ذلك؛ استُهدف فيها الإسلاميون من شتى الأنظمة، وبشتى ألوانها، وبتأمين أو دعم من الغرب.. استُهدفوا من أنظمة تنتسب للتقدمية مثل نظام عبد الناصر ونظامي البعث في سوريا والعراق، واستُهدفوا من أنظمة أمريكية اللون مثل تونس والمغرب. عقود كان الإسلاميون خلالها في حالة ضعف، إلى أن بدأ الصعود مطلع الثمانينيات، ثم الصعود الأكبر مطلع التسعينيات.

هكذا يمكن القول إن الإسلاميين كانوا ضحايا استهداف الغرب وليسوا حلفاء له، وهم من قاوموه أغلب الفترات، باستثناء فاصل محدّد يتمثّل في حرب الأفغان ضد الغزو السوفياتي نهاية السبعينيات، بجانب مواجهة سريعة مع نظام آل الأسد في سوريا، وهنا لم يتصرّف الإسلاميون كتابعين للغرب، بل كانوا يدافعون عن دينهم في مواجهة الشيوعية، وكان طبيعيا أن يقدّموا قلق الهوية على أي معركة أخرى.

نأتي إلى المرحلة الأخيرة، والتي لا يعرف الشبّيحة إياهم سواها، لأن أكثرهم من أجيال جديدة، وهي المرحلة الأهم عمليا في مسار صعود الظاهرة الإسلامية بكل ألوانها.

طوال هذه الفترة؛ كان الإسلاميون هم رأس الحرب في مواجهة الهجمة الغربية، وكان رموز اليسار ينتظرون كلمة في مظاهراتهم الحاشدة ضد الهجمة الأمريكية والغربية، وهم (الإسلاميون) من تصدّوا لهجمة التطبيع بعد “أوسلو”، و”حماس” الإسلامية، بجانب “الجهاد” كانت الأبرز حضورا في الانتفاضة الأولى والثانية (انتفاضة الأقصى) . ثم جاء الغزو الأمريكي للعراق، فتصدّر الإسلاميون مسار المقاومة، وذلك بعد عقد ونيف من ربط أمريكا مصطلح “الإرهاب” بإسلاميين، ومطاردتهم تبعا لذلك..

هل يحتاج الأمر لوضوح أكثر من ذلك؟!

هنا نفتح قوسا كي نشير إلى أننا نتحدث عن الإسلاميين السنّة، كي لا يعتقد البعض أننا نعمِّي المصطلح كي نضمّ الحالة الشيعية، بخاصة حزب الله، الذي لا ينكر عاقل بطولاته في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وهذه رسالة أيضا لبعض مراهقي المحور الإيراني، ممن يتحدّثون أحيانا كأن هذه الأمّة لم تعرف المقاومة إلا بعد ثورة الخميني، مع أن دمها يجري منذ قرون طويلة بلا توقف؛ ضد غزاة وطغاة ومستعمرين (في العراق؛ تعاون أدوات إيران مع المحتل الأمريكي، ويعرف الجميع من قاومه).

نأتي إلى ربط هذا كله بالقصة الأخيرة، أعني الغزو الروسي لأوكرانيا، وقبل ذلك الصراع الأمريكي مع الصعود الصيني الروسي.

 هنا تصدر من بعض الإسلاميين عبارات ومواقف قد تشي بتفضيل الغرب على روسيا والصين، وهذه مواقف فردية، وربما قُطرية، ولها سياقها، وليست تعبيرا عن مواقف القوى الإسلامية، بشتى ألوانها.

هي مواقف تأتي كردّة فعل طبيعية على إجرام روسيا في سوريا، وإجرام الصين بحق مسلمي الإيغور (أضف عنصرية الهند في عهد مودي)، وموقفهم جميعا المناهض للربيع العربي، والمنحاز للدكتاتوريات، ولا تأتي كرؤية ثابتة خضعت للنقاش، مع العلم أن للصين وروسيا موقفا سلبيا من الإسلام، وإن على أساس “إمبريالي”، وليس أيديولوجيا، فيما تشكّل المنظومة الغربية خطرا على الإسلام، عبر القيم ستفرضها على المسلمين (وعلى سواهم أيضا) لو تفوّقت، ولم يردعها أحد.

هكذا ننتهي إلى ما انتهينا إليه سابقا في سياق جدل بالغ الأهمية إثر تطورات دولية تاريخية، وهي أن مشهد التعددية القطبية الجديد يستدعي الاستفادة من التناقضات الدولية بروحيّة جديدة، وليس بمنطق الاختيار، كأنها قائمة طعام، سنختار الأحبّ إلينا من بين أصنافها.

أما أولئك الشبّيحة الذين يعاملون بوتين كأنه جيفارا، مع أنه قائد إمبريالي؛ بروحية دينية أرثوذكسية، فلا يستحقون غير الازدراء، تماما مثل مراهقي محور إيران الذين يرون الكون بنظّارة مذهبية يعرف الجميع منطلقاتها.

(عربي21)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts