خبيرة تربوية تحذر من “المفاهيم المغلوطة” للحُرِّيَة والتحرُّر وآثارها المجتمعية الكارثية

خبيرة تربوية تحذر من “المفاهيم المغلوطة” للحُرِّيَة والتحرُّر وآثارها المجتمعية الكارثية

عمّان – البوصلة

حذرت المستشارة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة” ممّا وصفته “المفاهيم المغلوطة” التي يتبنّاها أبناء المجتمع ويفسرونها على حسب أهواءهم خاصة فيما يتعلق بمصطلحات “الحرية والتحرر”.

وقالت عربيات: “هناك عدة كلمات ومفاهيم يُساءُ فهمها في اللغة العربية، ذلك ليس لأنهم لا يفهمون المعنى الحقيقي لها، ولكنهم يفسرونها حسب أهواءهم، وما تُمليهِ عليه أنفسهم، دون الشعور برقابة ربِّ العالمين، ودون الإكتراث للآثار السلبية المترتبة على تلك السلوكيات أو الممارسات”.

ولفتت إلى أنّ “من أهم المفاهيم المغلوطة المنتشرة بشكلٍ كبيرٍ في المجتمع، مفهوم التحرر بحجة أن هذه حريَّة، علماً بأنَّ هناك فرقٌ كبير بين الحريَّة والتحرُّر”، مؤكدة في الوقت ذاته على أنّه “بلا شك فإنَّ الإعتداء على الحريَّات الشخصيَّة مرفوضٌ جملةً وتفصيلاً، ولكن في المقابل ينبغي رفض التحرُّر الخارج عن الدين والقيم ومبادئ الأخلاق”.

وتابعت حديثها بالقول: “من هنا علينا تسليط الضوء على ما يُحدِث شرخاً وربما شُروخات في كل من أُسس الدِّين الواضحة، وفي القيم ومبادئ الأخلاق على حدٍّ سواء، هذه الشروخات تُحدثُ آثاراً سلبية في المجتمع بالتأكيد”.

إساءة للدين

واستدركت عربيات بالقول: “ربما يكونُ الأمرُ الأبرز في الإساءة للدين الحنيف هو وجود فئة من الفتيات أو السيدات التي ترتدي غطاء الرأس على أساس أنه حجاب، لكن هذا الغطاء يكشفُ جزءاً كبيراً أو قليلاً من الشَّعر بشكلٍ مقصود، وإذا ناقشتَ معها أو أمامها ذلك، يقال أن هذه حرية شخصية”.

المستشارة التربوية بشرى عربيات: نشر الوعي هو الأهمّ لمواجهة الصورة النمطية المسيئة للحجاب ومواجهة عادة التدخين السيئة

وتابعت حديثها بالقول: هي ليست كذلك بالتأكيد، ذلك لأنَّ هذا إعتداءً صارخاً على مفهوم الحجاب في ديننا الإسلامي، وإذا كان الأمرُ تحرُّراً، فليكن، ولكن بعيداً عن أوامر الله عزَّ وجلّ، ذلك لأن (المتحررة) تتحرر من الأوامر! وإذا قيل أن هذه هي طريقتها في الحجاب، فربما يكون هناك أسباب منها أنها تريدُ أن تثبت للآخرين أنها ليست “صلعاء” مثلاً! وهذه فكرة سخيفة بالتأكيد.

وأضافت عربيات: “ناهيك عن خلطة مساحيق الوجه التي تثير الإشمئزاز، خصوصاً بوجود غطاء الرأس! ولكن الأخطر هو أن تساهم هؤلاء السيدات والفتيات في نشر صورة نمطية جديدة لغطاء الرأس كي تنتشر في المجتمع ، تماماً كما انتشرت العديد من المظاهر المسيئة للأخلاق والدين والقيم منذ سنواتٍ ليست بالبعيدة، على سبيل المثال لا الحصر التدخين الذي سنأتي عليه لاحقاً!”.

إقرأ ايضًا: خبيرة تربوية تحذر من فئةٍ شديدة الخطورة على المجتمع

 ولفتت إلى أنّه “إذا كان الهدف نشر صورة نمطية جديدة – غير لائقة – لغطاء الرأس، أريد أن أقول لهذه الفئة أنه من سنَّ سنةً سيئةً، فعليه وِزرُها ووزرُ من عمل بها إلى يومِ القيامة كما ورد معنى ذلك في حديث نبويّ شريف، لذلك فلتحذر كل من هؤلاء”، مضيفة في الوقت ذاته: أما إذا قالت إحداهنَّ أن هذه حرية شخصية من باب تمكين المرأة ، فأقول لها أنني أكثر من يدافع عن المرأة وحقوقها في كثير من المجالات، وأكثر من يُطالب بتمكين المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعلمياً وثقافياً، وأكثر من تقول أن المرأة قادرة أن تكون شخص متميز في كافة المجالات دون توفير أي دعم معنوي لها من الرجل!”. وقالت عربيات: هذه المطالبة ليست من فراغ، لكنها منبثقة من ديننا الحنيف الذي لم يفرِّق في تعليم الذَّكر والأنثى منذ نزول الوحي إضافةً إلى سيرة كثير من النساء في بداية عهد الإسلام، التي كانت تعمل في التجارة، وتعليم المسلمين، أضف إلى ذلك مشاركة المرأة في معالجة المصابين وغيرها من المهن، نستنتج من ذلك عدم حرمان المرأة من ممارسة مهن متعددة مع الإلتزام بشرع رب العالمين.

التدخين المقزز

ولفتت عربيات إلى مظهر آخر من مظاهر التحرُّر المنتشر بين الرجال والنساء، وبين الفتيات والفتيان، ألا وهو التدخين بأسلوب مقزِّز، بحيث لا ترى من خلال هذا السلوك سوى شخص غير محترم بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، ذلك لأنهم يظهرون بمظهر التحدّي لكل القوانين، في حال التدخين في الأماكن العامة أو في المؤسسات الرسمية، أو تحدي المجتمع لتقول الفتاة أو السيدة للجميع أنها حُرَّة، وذلك من خلال أسلوب مسك السيجارة، سواءً كانت عادية أو إلكترونية، ومن خلال طريقة نفث سموم هذه الأفكار السلبية مع السجائر في الهواء.

وشددت على أنّ هذه السلوكيات لا تشير أبداً إلى “الحرية” ، بل تشير إلى نقص في الذوق والأخلاق والتربية، ذلك لأنه “إذا بُليتم فاستتروا” كما قيل، أما بالنسبة لطلبة المدارس المنتشرين في الشوارع وأمام مدارسهم، يحملون السيجارة ويدخنون، كأنهم يقولون للمجتمع بأكمله أنهم أحرار، وهم ليسو كذلك بالتأكيد، ذلك لأن حرية الإنسان تنتهي عند بدء حرية الآخرين، فما هو ذنب الأطفال من الطلبة الذين يشاهدون هذه المشاهد يومياً، ويتنفسون الدخان ليكون بالنسبة لهم تدخيناً قسرياً؟!.  

وتحذر الخبيرة التربوية من مظهر آخر خطير من مظاهر التحرر الخاطئ متمثلا فيما وصفت بـ “انفلات أخلاقي ومجتمعي في سهر الشباب والفتيات وحتى السيدات  إلى ساعات متأخرة من الليل دون حسيب أو رقيب”.

تحرر من الأسرة والمجتمع

وتساءلت عربيات: هل هذه حرية؟ أم محاولة للتحرر من الأسرة والمجتمع؟ والأسوأ هو سماح أولياء الأمور لأبنائهم وبناتهم بذلك، حتى أنه وصل في بعض الأحيان للمبيت خارج البيت، عند الأصدقاء في المدرسة، وهذا مؤشر خطير على المجتمع، إذ ماذا يفعل المراهقون سواءً كانوا شباب أم فتيات إذا التقوا في ساعات من الليل؟ ولا يوجد من يراقب أي سلوك مع انتشار المواقع الإباحية؟.

وتابعت حديثها بالقول: “برأيي أن هذا انفلات أخلاقي لا علاقة له بالحرية أو التحرر”.

وأضافت عربيات إلى كل ما سبق، “مشاهد نراها بشكلٍ شبه يومي في الشوارع أثناء قيادة السيارة، لتقف إحداهنَّ  شبه عارية في منتصف الشارع وتنزل من سيارتها بحجة أن السيارة متعطلة وهي ليست كذلك، لكن الهدف أن تجمع الشباب من حولها للمساعدة!”.

إقرأ ايضًا: خبيرة تربوية تحذر: أجيالٌ مهدَّدةٌ بفقدان الهوية بعد فقدان اللغة

ولفتت إلى أنّ “من تقود مثل هذه السيارات يمكنها طلب المساعدة عند الضرورة من الدفاع المدني، في حال لم تستخدم خدمة المساعدة على الطريق من شركات محترمة موجودة في الأردن ، لكن الوقوف في الشارع بكل وقاحة لا يستر جسمها قطعة قماش، فهذا دليل على أسلوب تحرُّر مقزِّز، بحيث صرنا نخاف على أبنائنا الشباب من هذه المشاهد المقلقة!”.

وعبرت الخبيرة التربوية عن اسفها من أنّ “المشاهد والسلوكيات التي لا حصر لها كثيرة، وربما تكون هذه أبرزها، ولكن من يقرعُ الجرس؟”.

وأضافت: “أتمنى من الجهات الرقابية متابعة تلك الفتيات التي تسيء للمجتمع في منتصف الطريق وفي شوارع شبه رئيسية، كما أتمنى على المسؤولين المساهمة في نشر الوعي فيما يتعلق بالتدخين أو فيما يتعلق بنشر صورة نمطية جديدة مسيئة لغطاء الرأس”.

وطالبت وسائل الإعلام بالاضطلاع بدورها الكبير والمهم في نشر الوعي بين أبناء الجيل ، لأن هناك فضائيات ومواقع متخصصة في نشر الرذيلة والأفكار السلبية التي تعمل بالضرورة إلى تنشئة جيل مستهتر لا يحترم قيماً ولا أسرة ولا ديناً، إضافة إلى برامج توجيه المرأة لسلوكيات لا تليق بأي مجتمع!

وختمت عربيات تصريحاتها لـ “البوصلة” بالقول: “إنّ هذه المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً أفرادأ ومؤسسات ، فهل من سامعٍ ومدرك لخطورة كل ما سبق؟ نأملُ ذلك!”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: