خبيرة تربوية تحذر من فئةٍ شديدة الخطورة على المجتمع

خبيرة تربوية تحذر من فئةٍ شديدة الخطورة على المجتمع

عمّان – البوصلة

حذرت الخبيرة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة” من فئةٍ من النّاس بدأت تنتشر في أوساط مجتمعاتنا، وأصبح “التطفيف في الميزان” والغش أسلوب حياةٍ بالنسبة لهم، مؤكدة في الوقت ذاته أنّ “المطففين” الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم وتوعدهم بالعقاب الشديد لا يقتصرون على “الغش في الميزان” ولكنهم يشكلون شريحةً أكبر لا تؤدي الحقوق الموكولة إليها على أكمل وجه وفي كل القطاعات وينقصون من حقوق الأفراد وحقوق المجتمع وحقوق الله عز وجل مع سبق الإصرار على هذا السلوك.

وقالت عربيات: لقد جاء الإسلام الحنيف ديناً قِيَماً لتهذيب النفوس والعقول، لكن النفس البشرية تأبى أن تتبع إلا ما تهوى! الأمرُ الذي جعل كثيراً من الممارسات السلوكية تطفو على السطح، وتعمل على وجود فجوات أخلاقية تؤدي إلى زيادة الظلم وبالتالي فساد المجتمعات!

المستشارة التربوية بشرى عربيات: المجتمع أصبح مليئاً بالمطففين من مختلف الفئات ويظنونها شطارة ودهاء

وتساءلت: لماذا ذكر الله عز وجل في مُحكم كتابه “ويلٌ للمطففين”؟ ولماذا سُمِّيَت سورة بأكملها (سورة المطففين)، والتي جاء فيها وصف هذه الفئة من الناس وما يقومون به من الغش في الميزان، وتمَّ تحذيرهم وتذكيرهم بيوم البعث، يوم يقوم الناس لربِّ العالمين! واستدركت بالقول: ولكن للأسف أن معظم من يقرأ هذه الآيات يربطها بالغش في الميزان فقط، على سبيل المثال لا الحصر، عدم إيفاء الكيل في وزن السكَّر أو الخضار، لكن شمولية الدين الإسلامي أعظم من أن تُختصر في مجال واحد!

التطفيف في التعليم

وعبرت عربيات عن أسفها الشديد من أنّ من يتابع المشهد هذه الأيام، يرى العجب العجاب من أنواع المطففين، ولنبدأ بتسليط الضوء على بعض هؤلاء المطففين، فترى عدداً من أساتذة الجامعات الذين يعتذرون عن المحاضرات – لسبب طارئ -، لكن هذا السبب متكرر، إذ أن هؤلاء لم يراهم الطلبة داخل قاعة المحاضرة سوى مرتين خلال الفصل الحالي!

وتابعت بالقول: تُرى أيّ سبب طارئ يجعل هؤلاء يتغيبون؟ ومن يحاسبهم؟ ومن يأخذ حقوق الطلبة الذين دفعوا مقدماً الأقساط الجامعية، ويذهبون يومياً عبر وسائل المواصلات، ينتظرون الأستاذ الجامعيّ، لكنه يعتذر! ليس أستاذ واحد فحسب، فقد يمرُّ اليوم الدراسي دون أخذ أي محاضرة! ألا يعتبر هذا إنقاص للحقوق؟ فويلٌ للمطففين !

ولفتت إلى أنّ هناك شريحة أخرى في المجتمع تنقص الناس حقوقها، وهي فئة لا بأس بها من مدارس القطاع الخاص، التي تختزل الكتب المدرسية المقررة من وزارة التربية والتعليم، وتنتقي منها ما تشاء وتعمل على إضاعة الوقت على الطلبة، بحيث ينتهي الفصل الدراسي ولا يتعلم الطلبة أكثر من وحدة دراسية!

إقرأ أيضًا: أجيالٌ خارج التغطية.. مستشارة تربوية ترصد ظاهرة مقلقة لـ”كوارث مجتمعية”

“أضف إلى ذلك إقرار عطلة يوم واحد في الأسبوع منذ بداية العام الدراسي – إضافة إلى يومي الجمعة والسبت – وفي المقابل لا يتم تخفيف الأقساط المدرسية، وبالتالي هناك إنقاص في الحقوق، أليسو هؤلاء بالمطففين؟ فويلٌ للمطففين!”، على حد تعبيرها.

 وقالت عربيات: إنّ الحكاية لا تنتهي عند المدارس، بل انتقلت العدوى لعدد لا بأس به من المعلمين والمعلمات الذين ينتقون من المنهج المقرر ما يشاؤون – أو بمعنى آخر ما يستطيعون تدريسه بسبب ضعفهم الأكاديميّ – ويخترعون حُجج واهية للطلبة منها أنهم يركزون على ما سيتم أخذه في التوجيهي! إنَّ هذا لشيءٌ عجيب! من أعطى هؤلاء الحق في انتقاء واختزال ما يشاؤون؟ وأين هي إدارات المدارس؟ بل أين هي مديريات التربية والتعليم التي من المفروض أن تتابع وتراقب وتحاسب جميع المقصِرين!!! فويلٌ للمطففين!

وأشارت المستشارة التربوية إلى أنّ هناك فئة أخرى من المعلمين والمعلمات يأخذون إجازة بدون راتب من القطاع الحكومي لسنوات، يتعاقدون خلالها مع مدارس خاصة برواتب أعلى – بالتأكيد – ويتركون طلبتهم في المدارس الحكومية يشغلون الفراغ، أو ربما يتعين من يقوم بالتدريس على حساب التعليم الإضافي، وفي اللحظة التي ينتهي التعاقد فيها مع المدرسة الخاصة، يكون مكانهم – محجوزاً – في المدرسة الحكومية، ليعودوا وكأنَّ شيئاً لم يكن.

وشددت على أنّ هذه الفئة من المطففين حرمت عدداً لا بأس به من حق التعيين، وقامت بحرمان الطلبة من حقهم المشروع في وجود معلم ثابت، وتقاضت رواتب لم تحلم بها يوماً من جهة أخرى، أليسو هؤلاء بالمطففين؟ فويلٌ للمطففين!

أصناف أخرى من المطففين

 وتحدثت عربيات عن فئة أخرى من المطففين ظهرت في المجتمع من الفتيات والسيدات التي تلبس غطاءً للرأس، لكنه منقوص أو بمعنى آخر ( مشوَّه )، يكشف جزءاً من شعرها، ناهيك عن كمية غريبة من مساحيق الوجه المستخدمة ، إضافة إلى لبس ما لا يليق بالإسلام، والأسوأ السلوكيات المشوهة في الشوارع!!! أليس هذا إنقاص في حق رب العباد؟ – مع أن هذا لا يضره شيئاً – ، إنَّ انتشار هذه الصور النمطية نذير شؤم على المجتمع بأكمله!! ونقول: لماذا لم يسقينا الغيث بعد؟

إقرأ أيضًا: مستشارة تربوية ترصد الآثار السلبية لتعليم أكثر من لغتين في المدارس

وتابعت حديثها بالقول: على صعيد آخر، من يقوم ببيع عقار مليء بالعيوب، ويدَّعي مخافة الله، أليس هذا من المطففين؟ إنَّ كل من يبيع سلعة مهما كانت ويأخذ أكثر من حقه، ولا يعمل على تنفيذ المتفق عليه مقابل ذلك فهو من المطففين، فويلٌ للمطففين!

وقالت عربيات في نهاية حديثها لـ “البوصلة“: خلاصة الأمر أن المجتمع أصبح مليئاً بالمطففين من مختلف الفئات، ومن يظن من هؤلاء بأنها – شطارة ودهاء – ، فلينتظر العقاب من رب السماء، ذلك لأن أمامهم يومٌ عظيم، يوم يقومُ الناسُ لربِّ العالمين،  فـ “ويلٌ للمطففين “.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: