خبيرة تربوية تقدم مقترحاً كي لا تتكرر مشاهد تمزيق الكتب وإلقائها في القمامة

خبيرة تربوية تقدم مقترحاً كي لا تتكرر مشاهد تمزيق الكتب وإلقائها في القمامة

عمّان – رائد صبيح

على الرغم من قرار وزارة التربية والتعليم استرداد الكتب المدرسية من الصف الرابع وحتى العاشر، إلا أنّ ظاهرة تمزيق الكتب أو إلقائها في “الحاويات” ما زالت مشهدًا غير حضاري يمكن أن يتكرر في كل وقت ليس من طلاب الصفوف الدنيا والأساسية فحسب، بل كذلك من طلاب الثانوية والتوجيهي، كما يراه بعض المراقبين والخبراء تعبيرًا عن السعادة بانتهاء الامتحانات والعام الدراسي وغيرها من الأسباب التي تساق في قراءة هذه السلوكيات.

البوصلة” رصدت إلقاء حقيبة مدرسية كاملةٍ بما فيها من كتبٍ ومناهج، ووضعت هذا المشهد بين يدي الخبيرة التربوية بشرى عربيات، التي أكدت بدورها ضرورة تسليط الضوء على القضية خاصة مع بدء امتحانات الثانوية العامّة “التوجيهي” وحتى لا تتكرر مثل هذه المشاهد المؤسفة مرة أخرى، وقدمت مقترحًا لمواجهة هذه السلوكيات تحت عنوان “سلّة الكتب”.

وقالت عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة“: مع نهاية كل فصل دراسي، ومع نهاية العام الدراسي، يخرج الطلبة من المدارس فرحين بهذا الإنجاز، علماً بأنه إنجازاً متواضعاً مقارنةً بما ينبغي أن يكون، ولكن مهما كان هذا الإنجازُ بسيطاً علينا التوقف عند بعض السُّلوكيات التي لا تُعبِّر أبداً عن أن الطلبة يغادرون الصَّرح العلمي، سواءً المدرسة أو الجامعة وأبرز ما يمكن ملاحظته هو تمزيق الكتب والدفاتر وإلقاؤها في الحاويات وربما لا ينتظر بعض الطلبة الوصول إلى الحاوية، فترى الأوراق تتطاير، والكتب تتناثر هنا وهناك! لا يدركون أن هناك عبارات فيها إسمُ الله عزَّ وجلّ، ولا يكترثون لهاماتٍ من عُمَّالِ الوطن، تنحني لتجمعَ وتلملم هذه الأوراق والكتب!

المستشارة بشرى عربيات: لن نستسلم فنحنُ نملك وضع الحلول لاستعادة الكتب وإعادة تدويرها والاستفادة منها

ولفتت إلى أنّ هذا المشهد متكرر منذ سنواتٍ طويلة، لكن للأسف حتى اليوم لم نلمس أي تعديل لهذا السُّلوك، ولم يفكر أحدٌ في إيجاد حل لهذه الظاهرة السَّلبية، أو التفكير في آليَّة لجمع هذه الكتب والدفاتر، والإستفادة منها بأساليب مختلفة، حتى لو كان الأمر إعادة تدوير الأوراق!

وقالت عربيات: من خلال خبرة ليست قليلة، كان داخل كل غرفة صفيَّة سلَّة للكتب، هذه السلَّة تحتوي على كتب ومراجع وقصص يستطيعُ الطالب إستعارتها للقراءة، ثم يُعيدها وذلك اختصاراً للوقت من جهة أو لعدم توفُّر مكتبة داخل المدرسة، وهذا بالتأكيد ليس موجوداً في جميع المدارس، ولكن، لماذا لم يتم تطوير هذه الفكرة لوضع سِلال للكتب بحيث يتم جمعها في نهاية العام الدراسي، إذ من الممكن فرزها بحيث يمكن الإستفادة منها في الأعوام القادمة، كما يمكن التبرع بها للطلبة الفقراء، أو التبرع بها لإحدى المكتبات العامة بحيث يتمكن الطلبة الوصول إليها من أي مكان وفي كل زمان!

وتابعت حديثها بالقول: كما أشرتُ قبل قليل أن هذه ظاهرة منتشرة منذ سنوات طويلة، لكن مع وجود وسائل التواصل الإجتماعي، ومع توفُّر الأجهزة الخلوية بين يديّ الطلبة انتشرت هذه الظاهرة، إذ يقوم بعض الطلبة – دون تعميم – بتمزيق الكتب والأوراق في الشارع ونثرها في الهواء مع الضحك بصوت عالٍ، وتصوير هذا الحدث على أنه إنتقام من الكتب ومن الدراسة !! هذه السلوكيات لا تدل على تربية ولا تعليم، والأسوأ أن يشاركهم بعض المعلمين والمعلمات وحتى بعض أولياء الأمور في الضحك دون توجيه أو عتب، مما يشير إلى أن هذه السلوكيات ناشئة عن نقص في التربية قبل التعليم!

وقالت عربيات: في كل حرف مكتوب في هذا الموضوع، أشعر كأنَّهُ صرخة في داخلي، وأتساءل لماذا وصل بنا الحال إلى هذا المستوى المتردِّي من التربية والتعليم؟ وحتى متى؟ ما الذي يجري؟ ولماذا؟ هل يا تُرى تُبنى الأُسَر بأسلوب مستهتر كهذا؟ أم هل تُفتَح المدارس والجامعات بأسلوبٍ مستهتر أيضاً؟ أم أن هدف التربية والتعليم صارَ مبنيَّاً للمجهول؟  وهل أصبح الهدف الرئيسي لبعض مؤسسات التعليم جمع المال مقابل تغييب العقول؟!! إذا كان الهدفُ كذلك، ماذا نملك أن نقول؟

وختمت عربيات حديثها بالقول: “لن نستسلم، نحنُ نملك أن نقول الكثير، فلا بدَّ من وضع الحلول لكل مشكلة، وأن لا نكتفي بالبكاء على الأطلال، يجب أن نسعى جميعاً لفكرة وجود سِلال للكتب بحيث يتم فرز الكتب الجيدة عن المستهلكة، وكذلك الدفاتر والأوراق، ويتم نشر هذه الفكرة في مختلف محافظات المملكة، بحيث يمكن تصنيفها والإستفادة من جزءٍ كبيرٍ منها، والباقي يتم إعادة تدويره بإشراف جهات مختصَّة، ولنتذكر دائماً أنَّ: العلمُ يبني بيوتاً لا عمادَ لها… والجهلُ يهدمُ بيوتَ العزِّ والكرمِ”.

تسليم الكتب خطوة بالاتجاه الصحيح

يذكر أنّ وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة أوعز إلى مدراء المدارس الحكومية باسترداد الكتب المدرسية من الصف الرابع الأساسي ولغاية الصف العاشر.

وأوضح الكتاب الصادر عن مدير تربية الزرقاء الأولى الدكتور أحمد بني أحمد إلى مديري ومديرات المدارس الحكومية باستلام الكتب المدرسية قبل بدء الامتحان اعتبارا من الفصل الدراسي للعام 2022/2023.

ولاقى الايعاز قبولا مجتمعيًا وإشادة واسعة لا سيما وأنه يسهم بالحفاظ على الكتب المدرسية وعدم هدرها والتي غالبا ما يلجأ الطلبة الى تمزيقها عقب الامتحانات تعبيرًا عن فرحهم بصورة خاطئة لانتهاء العام الدراسي وضغوط الامتحانات.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: