عربيات: استخدام الأرصفة كمسربٍ جديدٍ لقيادة السيارة “أزمة أخلاق”

عربيات: استخدام الأرصفة كمسربٍ جديدٍ لقيادة السيارة “أزمة أخلاق”

عمّان – البوصلة

عبّرت الخبيرة التربوية بشرى عربيات عن أسفها الشديد من استمرار الممارسات السلوكية الخاطئة لدى البعض خلال قيادتهم لسياراتهم، حتى بتنا نرى مخالفة من نوعٍ جديد ومتهور تتمثل في جعل الرصيف “مسربًا جديدًا” حيث يقود هؤلاء سياراتهم بشكلٍ متهورٍ على الأرصفة لتجاوز الأزمة متجاهلين المخاطر الكبيرة لمثل هذه التصرفات الرعناء.

وقالت عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة“: عودةٌ قريبةٌ للعديد من المخالفات التي لها تبعات لا تُحمد عقباها، فقد تحدثت مراراً عن هذه الممارسات السلوكية في شوارعنا، وفي كلِّ الأوقات، هذه الممارسات تدلُّ على أزمة أخلاق، تؤدي بالضرورة إلى أزمات سيرٍ خانقة.

وأوضحت أنّ هناك بعض الشوارع الرئيسية في عمَّان الغربية، حيث أتمكن من رصد بعض الملاحظات، في  هذه الشوارع أرصفة كبيرة لاصطفاف السيارات، ويقوم الكثير بالاصطفاف على حافة الرصيف بشكلٍ محترم غير مخالف، ولكن ما نراهُ بشكلٍ يومي عن العديد من السلوكيات أثناء القيادة يقوم بها من يعتقدون أنفسهم من ذوي الوقت الثمين، بحيث لا يمكنهم الانتظار في الأزمة المرورية، نراهم بتهوُّرٍ خطير ينعطفون للسير على هذه الأرصفة حتى يصبحوا في الصفوف الأولى غيرَ مكترثين بمن حولهم، وغير مدركين عواقب هذه الحركات المفاجئة من حوادث سواءً مرورية أو دهس، لا قدَّرَ الله.

ونوهت عربيات إلى أنّ “هذه الفئة ليست من الرجال أو الشباب فقط بل تجاوز الموضوع ذلك لنرى سيدات وفتيات، يا للخجل! وقد تجاوز الموضوع تلك الأرصفة، فترى من يدخل محطة محروقات على الطريق ليخرج من الجهة الأخرى والسبب، وقته الثمين، يا للخجل!”.

المستشارة بشرى عربيات: أتمنّى أن تكون هناك رخصة سلوك قبل رخصة القيادة

وتابعت حديثها: يقال أنَّ القيادة ” فن، ذوق وأخلاق”، لكن ما نراه يومياً لا يدلُّ على أي من هذه، وخصوصاً لا يدل على وجود ذوق أو أخلاق، إذ ربما يعتقدُ هؤلاء أنَّ تلك الحركات فنٌّ من فنون القيادة، ولكنهم يجهلون!

وأوضحت بالقول: لنأتي إلى استمرار عدم الالتزام بالمسرب، وخصوصاً عند الإشارات الضوئية، فتكونَ منتظراً الإشارة في أمانِ الله ليأتي من يقف أمام الإشارة التي بجانبك والتي تسمح له بالالتفاف يسبقك، بل ربما يقتلك لأنه من ناحية علمية كما تعلمنا في الفيزياء أن الفرق بين سرعة وضغط الهواء على جانبيّ المركبة يؤدي إلى وجود قوَّة تدفع إحدى السيارات نحو الأخرى، وربما تدفعُ بشخصٍ يقف على قارعة الطريق في أمانِ الله ليصبحَ متعرضاً لحادث أمام ذلك السائق المتهوِّر، هذا باختصار منتهى قلِّة الذَّوق والأخلاق.

إقرأ أيضًا: عربيات ترصد مئات المخالفات الخطيرة بشوارعنا وتطالب بتشديد الرقابة

وقالت: بما أن أعداد المحلات التجارية في ازدياد، وفي كل شارع وفي كلِ حيّ نرى هذا المشهد باستمرار وهو ساتر أو حاجز من سيارات الشحن التي لا تلتزم بقانون، ولا تقف في مسرب مسموح – غالباً وقوف مزدوج – لكن بما أنَّ الشيء بالشيء يُذكر، من واجبي تقديم تحية كبيرة لرجال السير الذين يعملون على تصويب الأوضاع، لكن من الصعب وجود رقيب سير أمام كل سوبرماركت، ومن الضروري إيجاد حل لحركة هذه الشاحنات في أوقات الذروة، على الأقل، ومثل هؤلاء سيارات خصوصية يقف أحدهم بشكلٍ مزدوج ويترك السيارة، أو يبقى فيها يعبثُ بهاتفه، وكأنه في عالم آخر، وربما لا يعبث بالهاتف لكني أرى نماذجاً منهم كأنه يقف داخل كراج منزله، وكأنه ليس متسبباً بأي أذى للآخرين، يا للعجب!!

“أضف إلى ذلك من يريد دخول نفق حتى لو لم يكن مسموحاً بذلك، ومن يمشي عكس السير، ومن يختصر على نفسه المسافة، معرِّضَّاً الآخرين للخطر، بأن يسمح لنفسه بالالتفاف عكس السير وعلى شوارع رئيسية، مشاهد يندى لها الجبين نراها بشكلٍ مستمر، ومن يدخلون إلى محطة محروقات عكس السير، ومن يغلقون مسرب قبل إشارات فندق ديز إن لأنهم يستخدمون المسرب المخصص للنزول فيصعدون فيه، ويقولون هناك أزمة سير؟! وأنا أقول بالتأكيد لا، ذلك لإنها أزمة أخلاق، يا للأسف!”.

ولفتت إلى أنّ المشهد يستمر حين ترى أطفالاً وشباباً يمارسون رياضة ركوب “سكوتر” بين السيارات، بشكلٍ جنونيّ، والسؤال ألا يخشى أولياء أمورهم عليهم، أين دور الأسرة في التوجيه والتربية، وإذا أصاب أحدهم شيئاً تسمع الأهل يقولون يا للحسرة!! نعم هي حسرةٌ كبيرة ولكن من السبب؟؟ لكنها حسرةٌ على الأخلاق!

وتابعت بالقول: لقد جاوزنا منتصف الشهر الفضيل، مخطئ من يقول أن الأزمات المرورية في شهر رمضان المبارك، لأنَّ هذه الممارسات السلوكية طوال العام ولكن التركيز عليها في هذا الشهر بسبب تزامن أوقات المغادرة لكثير من الناس، بالتالي هي ليست أزمة رمضان، إنها أزمة أخلاق!

إقرأ أيضًا: خبيرة تربوية تسلط الضوء على “مخالفات مقلقة” بطرقاتنا وتطالب بتشديد العقوبات

ولفتت إلى أنّ من المخالفات التي لها تبعات، أخبرني بها أحد الأشخاص وهي أنَّ بعض باصات كوستر من الزرقاء والرصيفة تدخل شوارع فرعية قرب مدارس الاتحاد كي لا يقفوا على الإشارة الضوئية، إضافة إلى بعض سيارات ” السرفيس ” في مناطق مختلفة لا تلتزم بخط سيرها، فمن يراقب هؤلاء؟

وقالت عربيات: كما أني رأيتُ بإحدى المرات سيارة خصوصي دخلت مسرب الباص السريع المقابل لمحطة المناصير للمحروقات في الشميساني بكل جرأة الساعة الثانية بعد الظهر، ماذا لو تزامن ذلك مع مرور الباصات المسموح لها؟ لقد تجاوز العديد من السائقين حدودَ الذَّوق والأخلاق، يا للأسف!”.

وأضافت أنّ هناك ملاحظه مهمه وصلتني، تتعلق بمسرب الباص السريع للنزول باتجاه وادي صقرة من الدوار الخامس/ السرعة القصوى ستون كيلومتراً في الساعة، ويتزامن ذلك مع وجود بعض المشاة المستهترين أو المتسولين، فسوف يؤدي ذلك إلى كارثة، لأن وزن الباص بالإضافة إلى وزن الركاب كبيراً، بحيث لا يمكن التحكم بهذه السرعة والوقوف فجأةً، لذلك أقترح أن يتم تحديد سرعة الباص بما لا تزيد عن (40 كيلومتراً في الساعة) مع التأكيد على ضرورة وجود كاميرات مراقبة في كل نقاط المخالفات المرورية.

وقالت: في عدد من المرات السابقة وخلال أحاديثي المتعلقة في هذا الموضوع تمنيت أن تكون هناك رخصة سلوك قبل رخصة القيادة، لسائقي الحافلات العمومية والخاصة بلا استثناء، رأفةً بأطفال وطلبة المدارس في الحافلات المنتشرة بتسارع، ورأفةً بأشخاص لا يمتلكون سيارات، ورأفةً بمن يحترم القانون ويحترم الآخرين.

وختمت عربيات حديثها بالقول: أودُّ التنويه إلى أنه وردني رأي من شخص حول مقالي السابق المتعلق بذات الموضوع، أن لماذا لا تعود فكرة أصدقاء الشرطة الذين يمكنهم مخالفة هذه الفئة المستهترة، لعلَّ وعسى، وها نحن نكتب بأمانة كل ما نراه بأعيننا، ذلك لأن الوطن يستحقُّ منا أن نقفَ يداً بيدٍ من أجلِ غدٍ أفضل، حمى الله الأردن.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: