عن “فقر التعلُّم”.. عربيات: طال السكوت وعلينا إخراج التعليم من غرفة الإنعاش #عاجل

عن “فقر التعلُّم”.. عربيات: طال السكوت وعلينا إخراج التعليم من غرفة الإنعاش #عاجل

عمّان – البوصلة

قالت الخبيرة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة“: إنّه وقبل قرابة الأربع سنوات كانت تدل الإحصائيات آنذاك أن حوالي 50% من الطلبة في الأردن يعانون من فقر التعلم، واليوم بلغت النسبة 60 %، معبرة عن أسفها لا سيما وأنّ النسبة زادت بمعدل 10% ولم تنقص حتى اليوم.

وأكدت عربيات أنّه “يجب علينا كخبراء تربويين الوقوف عند هذه النسبة ومحاولة البحث في الأسباب التي أدَّت إلى هذه النسبة”، طارحة في سياق الحلول عددًا من الأسئلة: هل يعود السبب إلى المناهج التعليمية؟ أم مستوى التعليم أم كفاءة المعلمين وقدرتهم على توصيل المعلومات ؟ أم تراجع دور الأسرة في المتابعة ؟ أم أنها كل هذه الأسباب مجتمعة هي التي أوصلت التعليم ونتاجاته إلى هذا المستوى.

وأضافت أنه مما لا شك فيه أن المنهج يشكّلُ جزءاً أساسياً من العملية التعليمية، ولكن المنهج وحده لا يكفي كسبب  للوصول إلى ” فقر التعلُّم “، مشددة على أنّه “لا بد من وجود مجموعة من الأسباب، وأبرز تلك الأسباب مخرجات التعليم العالي لسنواتٍ مضت، والتي أفرزت معلمين لا يملكون المعرفة ولا الأسلوب في التعامل مع أبنائنا الطلبة في كافة المراحل الدراسية”.

وتابعت بالقول: “وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي لفقر التعلُّم، لأنه لو كان لدينا معلمين ذوي كفاءة فإنهم سوف يمتلكون المقدرة على التعامل مع أي منهج دراسي مهما كان هذا المنهج على مستوى من الضعف أو القوة”.

المستشارة بشرى عربيات: فقر التعلم “تراكمي” نتيجة سنين الجهالة وسوء الأمانة في التعامل مع أجيالٍ مضت

صمت تربوي

واستدركت عربيات بالقول: “ومع ذلك، فإنه يتوجب علينا أن نعترف بأن هناك تراجعاً واضحاً في المناهج الدراسية ومنذ سنوات، هذا التراجع يعود إلى صمتٍ تربوي من أصحاب الخبرة والكفاءة”.

ونوهت إلى أنّ “هذا الصمت الذي دفع بالمناهج إلى أيدي خفيَّة للعبث بها، فغابت منظومة القيم والتاريخ العربي، واستبدلت بأفكارٍ باهتةٍ لا قيمة لها. ونتيجةً لذلك فقد ضعف الأداء في تدريس المواد العلمية التي تنير عقول الطلبة وترفع مستوى الطموح لديهم ، إضافةً إلى ضعف الأداء في تدريس المواد الأدبية كاللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ، والتي تمَّ اختزالها على شكل نقاط للحفظ وليس للتطبيق، الأمر الذي أدى إلى تراجعٍ واضحٍ في منظومة القيم والسلوكيات”.

إقرأ أيضًا: في اليوم العربي لمحو الأميّة.. أطفال قرية أردنية بلا “أحذية” ولا “تعليم”

وقالت عربيات: نعم، إنها مجموعة من الأسباب التي أوصلت الطلبة إلى معاناة ما يسمى بفقر التعلم، هذا الفقر المؤذي، فهو لا يشبه الجوع، إنه فقرٌ من نوع آخر ناتج عن  نقص في التفكير والتعليم والأخلاق والقيم، وهو ناتج أيضاً عن الإفتقار إلى المعلم الأب والمعلمة الأمّ، ناتج أيضاً عن غياب دور المعلم القدوة الذي دفعَ بالجيل إلى مصادرَ كثيرة مجهولةٍ من خلال الإستخدام الخاطئ لأدوات التكنولوجيا، والإستخدام الخاطئ لوسائل التواصل  المختلفة، لقد غاب دور الأسرة والمدرسة بشكلٍ ملحوظ، فكانت النتيجة فقراً في التعلُّم وفقراً في الأخلاق.

ونوهت للقول: “ربما يقولُ قائل، ما هو نوع هذا الفقر؟ هل يشبه الفقر والبطالة؟ وهل تنفعُ معه الحلول الإقتصادية؟ بالتأكيد لا ، لأن هذا النوع من الفقر فقراً تراكمياً نتيجة سنين الجهالة وسوء الأمانة في التعامل مع أجيالٍ مضت”.

وفي الختام أكدت الخبيرة التربوية على أنّ “الحل الأمثل”، يتمثل في اجتثاث جذور الجهل من المدارس والجامعات، والإرتقاء بنوعية التعليم، والإبتعاد عن التلقين الذي أصبح مسيطراً على التعليم، لعلنا نستطيع إعادة ألق التعليم وإخراجه من غرف الإنعاش، فقد طال السكوت، وحان الوقت لنهضةٍ تعليميةٍ حقيقيةٍ، تضيء درب الجيل الحالي والقادم.

نسبة فقر التعلم ترتفع إلى 60%

رجح وزير التربية والتعليم، عزمي محافظة، الثلاثاء الماضي، أنّ نسبة فقر التعلم في الأردن ارتفعت من 52.5% التي كانت قبل جائحة فيروس كورونا إلى أكثر من 60%.

وقال محافظة في برنامج “صوت المملكة”، إنّ تعريف فقر التعلم هو وجود طالب في سن 10 سنوات (صف رابع الأساسي) لا يفهم ويستوعب فقرة من نص في اللغة العربية.

وأضاف أن هناك ما يسمى بالتعليم الإلزامي وهو طالب يستمر في الدراسة إلى الصف العاشر وهو إجباري ولا يجوز قانونا أن يكون هناك طلبة خارج التعليم في هذا السن، حيث إنّ التعليم في العقد الأخير تراجع مستواه وهذا ما أدى إلى فقر التعلم.

إقرأ أيضًا: عربيات: الفاقدُ التَّعليميّ “مفقود” والغياب الجماعي “مرصود”

وبين أن جائحة فيروس كورونا رفعت من نسبة فقر التعلم، حيث إنّ الجائحة كان أثرها كبير على التعلم ومدمر؛ وليس في الأردن فقط بل في كل دول العالم.

وأشار إلى أنه لا توجد دولة عطلت عن التعليم بشكل كلي أو جزئي أكثر من الأردن، بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى مثل نقص تدريب المعلمين والتسرب المدرسي وعدم الانضباط بالدوام، وهناك أسباب كثيرة.

وأوضح محافظة أن الطالب في عمر الـ10 سنوات لا يفصل من التعليم بأي شكل من الأشكال، لكن يجب علاجه قبل الوصول إلى الصف العاشر، كما يجب وضع خطط علاجية لمعالجة الضعف لدى الطلبة في بداية السن الدراسي.

52% نسبة فقر التعلم في عام 2021

يذكر أنّ تقريرًا للبنك الدولي صدر خلال العام 2021 يؤكد أنّ نسبة الأطفال الذين يعانون من “فقر التعلم” في الأردن بقيت عند نسبة 52%.

وقال البنك الدولي في تقريره آنذاك: إن الأطفال ممن هم في سن العاشرة في الأردن لا يستطيعون فهم نص مناسب لأعمارهم.

ووفقا للتقرير، يؤدي عدم القدرة على القراءة بفهم في سن العاشرة، إلى قصور في تعلم معظم الأطفال في المنطقة، وإعاقة تقدم بلدانها في مجال تكوين رأس المال البشري، مضيفا: “من شأن تحسين تعليم اللغة العربية وتعلمها أن يعزز مجمل نواتج التعلم”.

وأشار التقرير إلى أن “59% من الأطفال في مختلف بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعانون من فقر التعلم، بحيث لا يمكنهم في سن العاشرة قراءة نص مناسب لأعمارهم وفهمه”، موضحا أن “هذه النسبة ترتفع إلى 63% في المتوسط في بلدان المنطقة منخفضة ومتوسطة الدخل”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: