د. أحمد الشحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

غزة شاهدة ومشهودة

د. أحمد الشحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

غزة كاشفة لأنها كشفت زيف الجيش الذي زعم العرب أنه لا يقهر حتى لا يكلفوا أنفسهم عناء المحاولة،ولذلك كانت تسود اقوال بحجم (ما كو أوامر) أو أفعال بحجم الأمر إما بالانسحاب، واسمه الشرعي:الفرار من الزحف، أو حتى “التطنيش” فكأنه لا عدو ولا قضية ولا ما “يشعرون”!!

غزة كاشفة فاضحة لأنها عرّت الخيارات كلها إلا خيار المقاومة، فها هو جيش العدو المذعور يستجدي وقف إطلاق النار ويهذي بأنه يسمح للمقاومة بإعلان النصر وكأنه هو الذي منحه لغزة ولم يكلفه آلاف القتلى والجرحى ولم يجبره على سحب أشد قواته بأسا من ساحة المعركة، ثم يحدثك المساكين من بني قومي عن حل الدولتين وعن خيار السلام الشامل والعادل والدائم الذي تعِدهم المقاومة أنه قادم عبر جنحان الصواريخ القسامية سلاما يرفرف فوق قبة الصخرة وفوق ساحات الأقصى يوم يجرف طوفان الأقصى وهْمَ يهود وتآمر السياسة العربية التي لم تعتد على لون الدم ولا ألِفته بقدر إدمانها للون النفط وشحباره وزفته.

غزة كاشفة، فبالأمس كانت الشعوب الإسلامية على وجه البسيطة تراهن على تركيا وزعيمها أردوغان أن لا يسكت إذا لحق بغزة ضيم، مسلحين بذاكرة حفظت أحداث قافلة الحرية وصفع زعيم تركيا (الأسطوري) لكلب الصهاينة بيريز بالحجة الدامغة في محفل دولي مهم، لكن هذه الشعوب اليوم تراقب المشهد التركي فاغرة فاها، حتى حرك التفاعل مع المشهد أحد الغزيين الشباب صائحا:يا ضيعة الحلوى التي وزعناها في شوارع غزة يوم أعلن فوز زعيم طالما تغنينا بمواقفه، وإذا بها تتحول إلى ظاهرة صوتية مجردة حتى من الفعل الدبلوماسي المؤثر، هذا إذا لم نصدق خبر الصفقات التجارية التي يعقدها الرجل مع الكيان الغاصب في زمن الحرب!!

غزة كاشفة فاضحة لظلم ذوي القربى الذين لم يعودوا ينسقون مع العدو من تحت الطاولة، فقد غدا التنسيق مكشوفا بعد أن فقدوا الطاولة أصلا، وقد باتوا يلومون المقاومة على شرف إرغامها أنف عدوها وتمريغه في وحل غزة، ويهددون ويتوعدون بالمحاسبة الوشيكة عند انتهاء الحرب، لكنهم لم يفكروا لحظة في مصيرهم هم عندما يحين ذلك الأجل.

غزة كاشفة فاضحة للأمة العربية ذات الدول المتحضرة ببنيانها الشاهق وأرصدتها المتخمة لبنوك الغرب وعُدَدها الخطيرة التي تتسلح بها للدفاع عن نفسها داخليا في معركة صراع البقاء، و غزة لا تلتفت وهي ترسم معالم نصرها الممزوج بالرمال الطاهرة ثابتا بعد زوال مياه الطوفان، بل تمعن في قهر كل كاره لتحقيقها كرامة أهدرت عبر عقود متطاولة، ولم يقطف ثمارها ولن يقطفها سوى من كان على متن سفينة ضمت في جنباتها عشاق الموت فوهبت لهم الحياة في عباب بحرها المتلاطم الأمواج.

غزة الفاضحة الكاشفة مصيدة الموت الزؤام تهديه كل يوم لخنازير الصهاينة ومن أمدهم بالسلاح والمال والأمل الكاذب بغد يمكن أن تشرق شمسه على دولة مسخ صنعها تخاذل العرب قبل أن يمدها بأسباب البقاء فجور الغرب وعهر مبادئه الوجودية الدنيئة.

أي غزة… لقد هُدمت عماراتك لتثبتي وأنت ما تزالين واقفة أن عمار القلوب أثبت من عمار الدروب، وأهديت للأقصى عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى مهرا لبقائه شامخا مستعليا على أقزام العرب والعجم.

أي غزة… أعلم أنك لا تلتفتين إلى صَغار يلحق بالشانئين ولا إلى صِغار ينفخون لإطفاء ضوء الشمس، لأن ما يعنيكِ اليوم هو توقيع آخر أوراق المرحلة التي سيثبت لكل من عاشها مَن هو الصغير ومَن هو الكبير، وسينقل من عاشها إلى زمن الأبناء والأحفاد من غير خوف من مقص الرقيب أن الخيانة وحدها هي التي أخرت نصرنا المنجز بفضل الله.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts