فـهلّا تستفيق الآن؟!!

فـهلّا تستفيق الآن؟!!

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (263)

  • لأنني أحبك أرجوك أن تدقق معي في كل كلمة، فحين ينقضي ما كُتِبَ لنا من أنفاس، وينفد ما قُدّر لنا من عُمُر، حين ننفرد في لحودنا، وتغلَق علينا القبورُ، ويولّي عننا أحبابنا.
  • v    في هدأة المقابر… بعيدًا عن صخب الحياة وتفاصيلها، سندرك القيم الحقيقية لكل شيء، سندرك قيمة أنفاسنا التي انقضت هدرًا، وأيّامنا التي تصرمت سدًى، سنكتشف كم هي المعارك الوهميّة التي خضناها واستهلَكَت منا ما لا تستحقّه من أعصاب ووقت.
  • سنكتشف عدد الأسماء التي كانت لا تستحق منا يوما هذا العناء والتعب، سنعرف الترتيب الذي كان يجب أن تكون عليه أولوياتنا، سنكتشف خطر الكلمة والنظرة والهمزة واللّمزة، وقيمة الركعة والخطوة، والتبكيرة والتكبيرة، والتسبيحة والتهليلة.
  • الطموح، الأهداف، السعادة، الشقاء، النجاح… مصطلحات كثيرة سيُعاد تعريفها في قاموسنا، سيُذهلنا حجم السخف الذي كنا نمارسه ونحن نحسب أننا نحسن صنعًا.
  • هناك، في ذاك السكون، يُدوي صوت الحقّ، يملأ الأرواح بلا صوت، ليخرس كلّ اللّغو الذي طالما حشونا به رؤوسنا، وشقشقت به ألسنتنا، سندرك حجم الغثاء الذي ملأنا به حياتنا، وقيمة الفراغ الذي كنا نتفنّن في إحراقه وهدره.
  • هناك؛ في ظلمة القبر تُشرق شمس الحقيقة، لتبدّد ظلام الوهم والغرور والهوى والإعراض، كم كنا منه نحيد…. فـهلّا نستفيق!! فصدق توبة الآن، تُحْدِثُ لنا ما لا تحدثه صرخات ندمنا وعضّ أناملنا وأنين حسراتنا وتقطّع حناجرنا ونحن نستغيث ربّ ارجعون.. ربّ ارجعون!!

الشباب الشباب  يا معشر الشباب!!

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: “اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.
  • v    وقال: “لَا تَزُولُ قَدَمَا ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ؟”.
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: