الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
نشرة فاعتبروا (262)
- نحن مطالبون بعمل الخيرِ وبذل الجهدِ والمعروفِ؛ حتى لو كان أجلنا قريبا، وحتى لو كان العالمُ من حولنا شديد الاضطراب، وهل هناك اضطراب أكبرُ من اضطراب يوم القيامة؟!.
- ففي الحديث الشريف يأمرنا الرسولُ الكريم فيقول: ”إذا قامت الساعةُ وفي يدِ أحدكم فسيلةً فليغرسها”، هذا يعني أن نستكمل صنائعَ المعروفِ حتى آخر الأنفاس، فليس بعد قيام الساعة إلّا الموت، إذًا لن يستفيد من فسيلتنا أحدٌ، لكنّه أمرُ الله أن نستمر بالعمل.
- هذا يعني أن لا ننشغل عن العمل للدين وبالدين مهما كان الصخب حولنا، فقيام الساعة يستدعي معه كل صور الاضطراب، ومع كل هذا يُقال لنا: اغرس فسيلتك، لأن الله عز وجل لا يريدُ للمصلحينَ أن يتوقفوا، ولأنّ المصلحَ لا تخلو يدهُ من فسيلةِ خيرٍ إلّا إذا مات.
- نرى الكثيرين يتركون فسائلهم بحُجةِ سوء الأخلاقِ، ولأن العالم صارَ موحشا، ولم يعد لديه صبرٌ وسط هذا الاضطراب والصخب الحياتي المرهق، ومن يغرس فسائل الخير إذًا؟، وأين اضطراب الدنيا من اضطراب الآخرة؟، لا عُذر لمقصرٍ، ولا حُجة لتارك فسيلته.
- والعجيب أن تاركي الفسائلِ الإصلاحية يتركونها لصالح ناشري الفجور، وأصحاب الأفكار الهدّامة الذين يزرعون شجر الغرقد، ويبنون مساجد الضرار، بلا كللٍ ولا مللٍ، حتى ملؤوا الأرض إلحادًا وشذوذًا وفجورًا وفواحش، بينما الكثير منا ينظر ويُحوقل لا غير.
احفظ وُدَّ أبيك!!
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رجلًا من الأعراب لقيه بطريق مكة، فسلم عليه، وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه، فقيل له: أصلحك الله! إنَّهم الأعراب، وإنَّهم يرضون باليسير، فقال عبد الله: إنَّ أبا هذا كان وُدًّا لعمر بن الخطَّاب، وإنِّي سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: “إنَّ أبَرَّ البِرِّ: صِلَة الولد أهل وُدِّ أبيه”.
كتابك أنت!!
- الكتاب الذي تقرأه لأول مرة وتتفاجأ بما فيه رغم أنك أنت مؤلفه هو: كتابك يوم القيامة، فأحسن تأليفه .