د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

في ذكرى الإمام أحمد ياسين رحمه الله

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

مرّ فجر الثاني والعشرين من آذار هذا العام كما لم يمرّ من قبل في ظل الطوفان، ليذكّرنا بذلك الفجر من عام ٢٠٠٤م الذي شهد على تجرد يهود من كل معاني شرف الخصومة، فأن يستهدفوا قعيدا على كرسي متحرك في طريقه المعتاد إلى صلاته، فذلك عنوان التحلل من أخلاق الآدميين، التي لا يعرفونها في حرب ولا سلام. قضى أحمد ياسين إمام المجاهدين في عصره شهيدا بصاروخ انطلق من خلف جدار طائرة ليتحقق الوصف الإلهي لجُبن هؤلاء الخنازير “لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدُر”، وأجزم أنه بكساحه المادي المشهود كان أقوى منهم بطيرانهم العنجهي، ولذلك فهم لم يستهدفوه وجها لوجه.

في الثاني والعشرين من شهر آذار عام ٢٠٠٤م كان استشهاده رحمه الله بداية مرحلة جديدة شهدت اغتيال ياسر عرفات الذي وقّع اتفاق أوسلو فورثه من لا يحتاجون توصية بمبادئ اتفاق  ضاعف الاستيطان وزاد الوطأة على ظهر الشعب الفلسطيني وأعطى يهود مجالا كبيرا لاستعلاء من نوع جديد إذا ما أخذنا بالاعتبار ارتياحهم بما أنجزوه في شرق النهر من معاهدة مع الأردن تريحهم من صداع الحدود والمياه ولحقتها الكهرباء كذلك، وما سبقها بزمن في كامب ديفيد مع مصر، فصارت دولة الاغتصاب مكتملة الأمان -في ظنها- من داخلها ومن حولها ما دامت أخذت على خصومها التقليديين العهود والمواثيق بأن يحسنوا أخلاقهم معها، والعرب قوم أولوا أمانة إذا وعدوا وفوا وإذا ائتمنوا لم يخونوا، ولا بأس بخيانة يهود من طرفهم، فهم أبناء العمومة ونحن العرب أهل سماح وأهل السماح ملاح، إذ ماذا نقول للأمم المتحدة إذا أخلفنا كما أخلفوا وآخذنا إذا غدروا ؟! إن ذلك لسمعتنا لا يستقيم شأنه ولا تحمد عقباه!! وتعلمون أن هذا هو شأن الضعفاء الذين يأنسون بتعاليم السيد المسيح عليه السلام ف” إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدِر له خدك الأيسر” وتعودت أن أضيف على الرواية: (وإذا ضربك على خدك الأيسر فامنحه فرصة ضربك بالشلوط فإن ذلك عنوان التسامح!).

لم أكتب اليوم لأذكر مناقب شهيد الدعوة والمقاومة أحمد ياسين رحمه الله، إنما لأخط سطرا عساه يستقر في وجداننا جميعا: إن عدونا إذ يخوض معنا معركة إثبات الوجود اليوم لا يستهدف إلا ما تبقى من روح أحمد ياسين فينا، وإن نكوص العرب عن نجدة غزة ما هو إلا إتمام لمسلسل التعري من كل مظاهر العروبة ونخوتها والبداوة وعزتها والرجولة وبأسها، إنهما ذات الصفين: صف المقاومة الذي كان أحمد ياسين إمامه، وصف “ممانعة المقاومة” الذي يتبختر العدو الصهيوني أمامه.

لقد كان الشيخ الشهيد أحمد ياسين إمام الدعوة والجهاد ولم يحمل أوسمة تثقل صدره ولا نياشين تبهج الناظرين، كما لم يكن يحمل الشهادات العالية ولا الألقاب الأكاديمية، لكنه اليوم أستاذ أرباب النياشين والشهادات، جلّهم يترحم عليه ويتمنى أن يكون تلميذا في مدرسته، غادر أحمد ياسين هذه الدنيا ولم يغادرها عزمه ولم تفرغ بارودته، ويده ما زالت على الزناد، فكل ممتشق سلاحه اليوم هو أحمد ياسين، وكل مفجر دبابة للعدو هو هو، وكل سائر في درب المطبعين والمطبلين ومنكرٍ سلوك المقاومين فإنه يمثل الخط الآخر الذي كان إذا قامت حماس بعملية في قلب الكيان الغاصب شتمها  -بشهادة الشهود- لأنها ستحرمه استمتاعه بمزايا بطاقة الV I P، فإن عنده موعد إجازة من هموم الأمة أفسدها طيش حماس، بزعمه !!

رحم الله أحمد ياسين الشيخ المعجزة وسدد على طريق النصر خُطا خلفه الذين ألّف بهم كتاب الخالدين.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts