مفيد سرحان
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

في وداع “سامر القبج” .. ورحل الطيّب المبدع

مفيد سرحان
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

كتب مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان

عفيف النفس، شديد التواضع، ذو هيبةٍ، قليل الكلام، جريءٌ في قول الحق، أحب خدمة الناس وقضاء حوائجهم، مصلحًا ذات البين، أحبه كل من عرفة.

عرفته في ميادين العمل الخيري والدفاع عن الأسرة والفضيلة على مدى سنواتٍ طويلةٍ.

لم ينقطع التواصل بيننا، كان حبيبًا الى قلبي، قريبًا من نفسي.

كان -رحمه الله- قاضيًا شرعيًا، خطيبًا وباحثًا، عرف بعلمه ومثابرته وتواصله مع الناس.

الاخ والصديق والحبيب الدكتور سامر مازن القبج، لم يتردد يومًا في تلبية دعوةٍ لي لإلقاء محاضرة او المشاركة في ندوةٍ أو مؤتمرٍ  أو تقديم رأيٍ، رغم انشغالاته الكثيرة وظروف عمله كقاضٍ شرعيٍ، ثم رئيسا لمحكمة الاستئناف الشرعية.

صاحب رأيٍ سديد، قدم الكثير.

عندما بادرت جمعية العفاف الخيرية بتقديم دورات تثقيفية للمقبلين على الزواج وكانت السباقة في ذلك، كان رحمه الله حريصا على المشاركة وإنجاح هذا المشروع من خلال تخصصه وخبرته، فأعد كتابا حول الحقوق والواجبات الزوجية، وتكفل بطباعته وتقديمه هديةً للجمعية ليكون بين يدي الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، كما اعد كتابا آخر بعنوان: “أصول المعاشرة الزوجية”، طبع منه عدة طبعات دون أن يكلف الجمعية اية تكاليف، فهو المؤلف ومن يتحمل تأمين متطلبات الطباعة.

وفي الدورات التي تقدمها الجمعية للمشاركين في الأعراس الجماعية، فهو -رحمه الله- من يبدأ البرنامج صباحا، يأتي بعمامته ذات الهيبة، صاحب فكاهةٍ وأسلوبٍ شيّقٍ.

عندما حدثته عن مشاركة الجمعية في التعاون مع مجموعة من المؤسسات والعلماء من عدد من الدول الإسلامية لإعداد “ميثاق الأسرة في الإسلام “، لم يتردد في أن  يساهم في هذا العمل الكبير.

كان-رحمه الله- عضوًا متميزًا في الهيئة الإدارية لجمعية العفاف الخيرية لثلاث سنوات، يستمع الجميع الى آرائه، وقد ساهم في الإشراف على عددٍ من مطبوعات الجمعية.

في عام ٢٠١٠ صدر كتابه “من ذاكرة المنابر”، من جزئين وثمانمئة صفحة، ضمّنه مجموعةً من خطبه في موضوعات متعددة منها ما هو في العبادات والاقتصاد والسياسة والمعاملات والأخلاق والقيم والتاريخ واستشراف المستقبل، في صورةٍ متكاملةٍ يجد فيها القارئ فائدةً كبيرةً.

فاز رحمه الله بجائزة “القاضي المبدع” التي نظمها المجلس القضائي في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في دورتها السادسة عام (٢٠١١)، وقد عمل قاضيًا شرعيًا لسنواتٍ فيها.

كان الدكتور سامر القبج رحمه الله حريصًا على إحياء العادات الإيجابية في المجتمع ونبذ العادات السلبية وكتب في ذلك المقالات والأبحاث.

في زيارتي الأخيرة له في منزله في شهر تموز من العام الماضي قبل سفره لمتابعة العلاج في الولايات المتحدة-حيث أبناؤه- كانت أعراض المرض بادية على جسده، لكنّه كان صابرًا محتسبًا حامدًا لله. يذكر زملاءه في دائرة قاضي القضاة بخيرٍ بعد أن أحيل إلى التقاعد بناءً على طلبه.

وبعد سفره استمر التواصل بيننا، فالمرض العضال لم يغير من نبل أخلاقه ووفائه ودعابته، إلا أنّ شدة المرض لم تمكنه من قراءة رسالتي الأخيرة قبل أيامٍ من وفاته رحمه الله.

يشاء الله أن يسبقني أخي وصديقي الى دار الآخرة دار الخلود. وأسأل الله العليّ القدير أن يجمعني به في جنّات الخلد، وأن يجعل عمله ومؤلفاته وما قدم صدقة جارية يصله أجرها إلى يوم الدين.

كتابه النافع “وعاشروهنّ بالمعروف” سيبقى -بإذن الله- كما رغب يقدم للأزواج الجدد، عرفانا ووفاء.

نعزي أنفسنا في جمعية العفاف الخيرية برحيل شخصيةٍ متميزةٍ تركت أثرًا واسعًا جزاه الله كل خيرٍ على ما قدم.

والعزاء لزوجة د. سامر القبج الصابرة المحتسبة الدكتورة منى خريشي ولأبنائه وأسرته ومحبيه.

وستبقى الذكرى الطيبة محفورةً في قلبي ما حييت، والدعاء إلى الله تعالى أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts

Comments 1

  1. سائد غيث says:

    لم نسمع انا وزوجتي امل شريم عن المرحوم القاضي الفاضل سامر القبج الا قبل ايام من وداعه هذه الدنيا الفانية من خلال شقيقة زوجته المهندسة هناء خريشة وبعد ذلك وقبل يومين من رحيله عنا عرفت المزيد من صديقي وزميلي في العمل المهندس الفاضل عصام القبج حيث بعد الدعاء له امتعنا بالحديث عن نبل اخلاقة وطيب معشره وعلمه وكفاحه لينال باذن الله خيري الدنيا والاخرة وكم كانت الصدمة كبيرة علينا عندما ابلغني المهندس عصام ان ابن اخاه العزيز سامر ابن الحج المرحوم مازن القبج والصديق المميز والقريب جدا الى قلبه وهو بمثابة اخ له قد انتقل الى رحمة الله تعالى … لقد احببته من غير ان اراه حيث رايت فيه نموذج للمسلم المعاصر الذي نتمنى جميعا وندعوا الله ان يكثر من امثاله في هذا الزمن الصعب الذي اختفت فيه القيم وانتشرت فيه العديد من الامراض والعادات الفاسدة حتى اصبح الصدق والوفاء وحسن الخلق عملة نادرة …ولكن عزاءنا جميعا ان الدكتور سامر وامثاله من الشرفاء قد تركوا خلفهم ذرية صالحة ندعوا الله ان يثبتهم ويمد في آجالهم ليكملوا المسيرة والعطاء … واننا نحسب ان القاضي الفاضل الاخ سامر سيكون ضيفا على الكريم الرحيم الذي نرجوه ان يرفع قدر اخينا وان يغفر له وان يحشره مع الشهداء والنبيين والصديقين وحسن اولئك رفيقا ..