د.احمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

قدموا الجنازة.. يا ضيعة الحياة

د.احمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

تحصى أنفاسنا، يراقبون كلامنا، يقرؤون ما بين السطور من مواقفنا، يغضبون لا من صراحتنا، بل من إيماءاتنا المغرقة في الرمزية، فنحن نجبن عن كثير من المصارحات والمطارحات، نتّبع أسلوب مخاطبة الجارة كي لا تغضب الكنة، ومع ذلك فمطلوب أن (ننقطهم بسكاتنا).

كل الأحداث على الأرض وأحوال الدنيا من حولنا تخاطب طلبة العلم ألاّ يجاملوا، ألاّ يصمتوا، ألّا يخافوا من التقريع، لكن المحزن أن الدعاة إلى المجاملة والصمت أو “التخفيف”  هم علماء فاهمون، لسنا بأحفظ منهم ولا أعلم، يشاهدون الواقع، ويعرفون الصواب والخطأ، وبرغم ذلك يزعجهم صراخنا،

  لا ضير في اختلافنا في تقويم الظروف عادة، لكن واقع اليوم يختلف عن كل واقع سبقه، ما نراه اليوم على أرض غزة يدفع بنا جميعا لنرتقي بمستوى وعينا وأدواته، ومن  ادوات الوعي خطبة الجمعة واختيار موضوعاتها، فسورة الإخلاص مثلا هي ثلث القرآن، لكن اختيارها موضوع خطبة في هذه الظروف فيه نظر، فلكل مقام مقال، أليس للنصر والهزيمة سنن كثيرة لو خصصنا لكل جمعة سنة لانتهت حرب غزة ولم ينته الحديث عن السنن، آيات سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة الأحزاب، وسورة محمد، وسورة الفتح، وسورة الحجرات، وسورة النصر، وسورة الكافرون، وغيرها كثير من السور، فيها مواقف ومعان لا ينتهي الحديث في ظلالها مما يمس واقعنا ولو انتهت حروب لا حرب واحدة.

نعاني مشكلات حقيقية في مجال إظهار الحقيقة كما هي، منها سقف رسمي منخفض لحرية التعبير، لا يتعدى سماء غرفة في منزلك، ومنها قلة كفاءة كثير من الخطباء في الميدان في رقابنا مسؤولية تدريبهم والنهوض بهم.

في المجالس الخاصة الكل يتحدث، والكل يشكو من الواقع وآلامه، لا الرسمي مسرور ولا المواطن العادي مسرور، ترى أين المشكلة؟

المشكلة أن ما ينقصنا هو جرعة صدق مع الذات بعيدا عن أدوات التجميل أو وسائل التخدير أو الدفع باتجاه الأمر الواقع كما هو… الكلمة هي ديننا، هي كشاف الطريق في ظلمات الأحداث، فلا تقفوا في طريقها، أما أنتم أيها المدفوعون في الأبواب المبعدون عن التواصل مع الناس فلا تستجدوا منبرا ولا تحرصوا على ما يحال بينكم وبينه من الوسائل، فما دامت أهدافكم نبيلة فأنتم تعيشون في زمن ثورة الاتصالات التي لا يملك أحد أن يغلق أبوابها، وأنتم مستأمنون: كلمتكم نظيفة، ولهجتكم عفيفة، ونيتكم سليمة، وقضيتكم عادلة، فهل يخون عاقل في هذا السبيل؟!

 لقد أصبح الصمت خذلانا لدماء الأبرياء، كما أصبح التخويف من الكلمة وسيلة لهذا الخذلان.

أيها المسؤول، أيها المواطن… في يوم من الأيام ستتبدل المواقع، وسيحس بوخز الضمير – ولو أنكر- كل من تمترس خلف صفته الوظيفية في هذه الحياة، فالوظيفة توشك أن تفقد، والحياة كلها ستقف عند شفير قولهم: قدموا الجنازة، فيا ضيعة الحياة!!

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts