الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
نشرة فاعتبروا (255)
- هي قصة فيها من العِبر الكثير، في سورة القلم، لنحذر من منع حقوق الفقراء، وحقهم فيما رزقنا الله من نعم وعطايا، وأمرنا أن يكون للفقراء نصيب فيها، كما تحذرنا القصة من تجاهل التحذيرات التي يرسلها الله لنا لنعود إلى الصراط المستقيم.
- يقول لنا ابن عباس أنه كان شيخ له جنة “بستان”، وكان لا يدخل بيته ثمرة منها حتى يُعطي كل ذي حق حقه، فلما مات ورثه بنوه الخمسة، فحملت جنتهم في تلك السنة ثمرًا لم يكن أثمره من قبل، فراح الفتية إلى بستانهم بعد صلاة العصر، فأشرفوا على ثمره.
- فلما نظروا إلى الثمر طغوا وبغوا وطمعوا، وقرروا ألاّ يُخرجوا حق الفقراء فيما رزقهم الله، وقال بعضهم: إن أبانا كان شيخًا كبيرًا قد ذهب عقله وخرف، فهلموا نتعاهد فيما بيننا أن لا نعطي أحدًا من الفقراء في عامنا هذا، حتى نستغني، ثم نستأنف الصنعة في السنين المقبلة.
- رضي بذلك منهم أربعة واعترضهم الخامس، ولكنهم ضربوه ضربًا مبرحًا، واتفقوا على أن يخرجوا قبل بزوغ الشمس أي قبل تجمّع الناس أمام البستان، فيقطفون الثمار ويعودون.
- ولأنّ الله يعلم السرّ وما تخفيه الصدور، فقد أرسل على بستانهم طائفًا وهم يغطون في سبات عميق، قلع نباتها، وأسقط ثمرها، وأيبس أوراقها، حتى باتت كهشيم المحتظر، وعندما أتى الأخوة وقفوا عند بابها يتساءلون: أهذه جنتنا التي تركناها مثقلة بالثمار؟!
- وقف الجميع ينظرون في ذهول، فذكّرهم أخوهم الأوسط وقال لهم: “قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ” فقالوا: “قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ، فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ” ” قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ، عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ”، فانتبِهوا وخذوا العِبرة مما حصل لهؤلاء، واحذروا الشيطان فإنه يعدكم الفقر.
ثلاث صفات للمتفائلين
- يبحثون عن الجانب المضيء لكل موقف… يسعون لتعلم الدروس القيمة من كل مشكلة… يبحثون عن الحلول بدلا من لوم الآخرين، اللهم اجعلنا وإياكم منهم.
من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم
- “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ”.