د.أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

كلمات على طريق النصر”حلل يا دويري”

د.أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

في الساعات الأخيرة اتصفت الأخبار القادمة من غزة بالدسم، فعلى مستوى العمليات الميدانية خسائر الصهاينة بازدياد، وتراكم الإثخان بهم على الأرض أحدث خلافات خطيرة بين العسكريين منهم، وعمِلَ الإعلام عملا خارقا بنقله صورة مؤثرة للعمل المقاوم والتعليق عليه، ونقل إلينا إبداع مقاوم باستهداف مجموعة جنود صهاينة في عمارة، وصيحة زميله: (حلل يا دويري)، لتستقر في أذن المحلل العسكري الأكثر قبولا شعبيا من بين المحللين اليوم، فيجيبها بقوله: سأحلل.

وفي هذه الأثناء يخيم الوجوم على سلطة فلسطينية التزمت الصمت طويلا، وعندما اخترقته في بعض الظهور الإعلامي نطقت خُلفا فتح عليها نار المراقبين، أما بقية العالم العربي فليس بأقل دهشة من السلطة، لقد أصيب بالبكم من صدمته بطول نفَس المقاومة، وكان ترنحها تحت تأثير القصف الجهنمي الصهيوني احتمالا مريحا يبعد شبح تأثر الشعوب المقهورة عن بُعد بحليب السباع الذي شربه محاصرو غزة.

وتكتمل الصورة بمعاينة تململ الصهاينة ودورانهم حول أنفسهم في ساحة المعركة إلى درجة تجعل إحدى رجليهم في الساحة والأخرى خارجها، ولا بد هنا من التأكيد على جملة أمور:

١) طول الوقت النسبي الذي مضى حتى الآن على الحرب المفتوحة ضد غزة و التي قادَتْها أمريكا لم يكن يرجحه كثيرون، وقد عمل الوقت عملا إيجابيا لمصلحة المقاومة، فقد برهن أنها متجذرة إلى درجة قدرتها على الثبات لسنوات بتحليل الصهاينة واعتراف العسكريين منهم تحديدا

٢) الصراع المنبعث بين أفراد حكومة الحرب الصهيونية هو جندي من جنود الله يوشك أن يُذهب ريحهم وينعكس سلبا على أدائهم في الميدان، وقد حاولوا أن يرموا المقاومة بسلاح الإشاعة، عندما زعموا وقوع خلافٍ في صفوف حماس بين السياسيين والعسكريين كما نطقت بذلك قناة نفَسها ينضح بالكره الواضح للمقاومة وأبطالها، فانبرى لها سياسي فلسطيني هادئ رصين وسخّف منطقها، وهذا بحد ذاته سقوط إعلامي للعدو يضاف إلى سقوطه الميداني.

٣) لا يمكن أن نمرّ صامتين على صمت العروبة الرسمية المريب على ما يجري في غزة من قتل ممنهج ما خلا قليلا من الدول وعلى رأسها الأردن، وصمت دول العروبة برغم غرابته مفهوم، فماذا يقول من صدمته المفاحأة : معزولون يصمدون هذا الصمود كله، فماذا بعد الحرب ؟ كانوا يحضرون أنفسهم لما بعد حماس في غزة، فإذا بهم يرون أن بذور بقائها سقيت بدماء شهدائها لتَثبُت برغم الرياح التي بعثرت رمال غزة ولتتغلب على آمال المرتعدين من بقائها.

٤) المعركة لم تنته بعد، وبرغم التحليل المتفائل لما يمكن أن يكون عليه غد غزة القريب إلا أننا لا يجوز أن ننشغل بآيات مبهرة على أرض المعركة وننسى باعثها ومحركها بقدرته سبحانه، نحن أمة لا يليق بها الغرور، ولا تصلح لها الغفلة، ومطلوب منا الساعة أن نوثق حبالنا مع الله تعالى وأن نستعين به على تتمة الطريق الطويل المتبقي حتى يقبّضنا جوائز التوكل عليه والانحناء في محراب التذلل بين يديه، ومن التوكل أن نواصل الحشد وأن نجهد في إسماع صوت غزة المظلومة للعالم أجمع، وأن نثبت في درب فهم العدو ومعرفة الصديق، والتبرؤ في محراب الله من كل خوان أثيم.

٥) وأخيرا فإن ما بعد طوفان غزة خروج من سفينة حملتها مياه القدر إلى جبل من العزائم استقرت عليه، وكما خرج نوح ومن معه من السفينة واثقين بربهم حامدين شاكرين على نجاتهم، سنخرج خروجهم ونشكر شكرهم، ولئن كانت نجاة نوح في نفسه يقينا يساوي إيمانه بربه، فإن خلاصنا من هذا العدو اللئيم يقين سنعلّم دروسه للأجيال القادمة.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts