لماذا تثير ماسة التاج الكثير من الجدل في الهند بعد وفاة الملكة إليزابيث؟

لماذا تثير ماسة التاج الكثير من الجدل في الهند بعد وفاة الملكة إليزابيث؟

البوصلة – تُعَد ألماسة تاج الملكة إليزابيث التي تدعى بـ”ألماسة الكوهينور” الأكبر من نوعها في العالم، وقد أثارت الكثير من الجدل في الهند بعد وفاة الملكة إليزابيث.

وستنتقل مِلكية الألماسة إلى الملكة القرينة كاميلا زوجة الملك تشارلز الثالث.

وبعد ساعات من إعلان قصر باكنجهام وفاة الملكة إليزابيت بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بآلاف التغريدات والمنشورات حول “الكوهينور”، أي: ألماسة تاج الملكة إليزابيث.

وطالبت كثير من التغريدات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي باستعادة الألماسة من التاج الملكي البريطاني وإعادتها إلى البلد الذي خرجت منه.

منظمات تطالب رئيس الوزراء الهندي باستعادة الألماسة بعد وفاة الملكة إليزابيث

تعني كلمة كوهينور في اللغة الفارسية: “جبل النور”.

وقد وُضِعت الألماسة في التاج الفضي الذي صنعه الملك جورج السادس لزوجته الملكة إليزابيث (والدة الملكة إليزابيث الثانية) وذلك في ثلاثينيات القرن الماضي، ووُضِع التاج على نعش الملكة الأم أثناء جنازتها عام 2002، وما زال التاج معروضًا منذ ذلك الحين في برج لندن.

وقد أثارت الألماسة جدلًا قانونيًّا وسياسيًّا في الهند، واختلف بعض الناس حول هُوِية الدولة التي تملك الألماسة في الأصل، إذ يرى بعضهم أنها تعود إلى الهند، في حين يرى بعضهم الآخر أن مِلكيتها تعود إلى باكستان.

وتبقى الألماسة نقطة خلاف بين الهند والمملكة المتحدة، حيث يعتقد بعض الهنود أن الألماسة التي عُثِر عليها في الهند خلال القرن الرابع عشر سرقها النظام الاستعماري البريطاني حينها.

لقد توارث هذه الألماسة العديد من الحكام -منهم الراجبوت- ومن ثَمّ الأمراء المغول والمحاربون الإيرانيون والحكام الأفغان والمهراجا البنجابي، قبل أن تنتقل الألماسة إلى التاج البريطاني.

وطالبت منظمة اجتماعية وثقافية الأسبوع الماضي بتدخل الرئيس دروبادي مورمو لاستعادة الألماسة من بريطانيا، بحجة أن الألماسة تعود إلى الإله الهندوسي جاغاناث!

وقال البيان الذي أصدرته المنظمة: “تعود مِلكية الألماسة إلى الإله جاغاناث، إلا أنها الآن مع ملكة إنجلترا! ندعوا رئيس الوزراء الهندي إلى اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل إعادة الألماسة إلى الهند، فقد تبرع المهراجا رانجيت سينغ بالألماسة للإله جاغاناث”.

ألماسة الكوهينور..سبعة قرون من سفك الدماء 

ويُعتقَد أن ألماسة الكوهينور اكتُشِفت في مناجم جولكوندا في ولاية أندرا براديش الحالية في جنوب الهند، وذلك خلال فترة حكم أسرة كاكتيا قبل تسليمها إلى العائلة المالكة البريطانية عام 1849.

وقد وُضِعت الألماسة على عرش الملك المغولي شاه جيهان في القرن السابع عشر، وسُلِبت من الهند بعد غزوات الحاكم الإيراني نادر شاه، ووصلت ألماسة الكوهينور إلى الغازي الأفغاني أحمد شاه دوراني.

ثم حصل المهراجا رانجيت سينغ على الألماسة في القرن التاسع عشر، وهو مؤسس إمبراطورية السيخ التي كانت عاصمتها لاهور، وقد فرَّط ابنه دوليب سينغ بالألماسة بعد الحرب الأنجلوسيخية عام 1849 التي انتهت بضم الهند الشرقية إلى البنجاب.

ومنذ ذلك الحين أصبحت الألماسة جزءًا من جواهر التاج الخاص بالملكة فيكتوريا إلى جانب مئات الأحجار الكريمة الأخرى ذات القيمة الثقافية والتاريخية التي تُشكِّل مجموعة الجواهر الملكية.

وبحسَب الموقع الإلكتروني الخاص بالتراث الملكي البريطاني فإن جواهر التاج هي عبارة عن كنوز وهدايا تلقاها الملوك والملكات في إنجلترا خلال المناسبات والحفلات، وجُمِع معظمها منذ عام 1660.

أما بالنسبة إلى التاج الملكي الذي وُضِعت فيه الألماسة فقد صُنِع عام 1937 للملكة إليزابيث الأم، ويتميز التاج بقبعة أرجوانية مخملية ومزخرفة، وقد ارتدت الملكة إليزابيث الأم زوجة الملك جورج السادس التاج عند تتويج زوجها ملكًا على المملكة المتحدة في الـ12 من أيار/مايو عام 1937.

“الألماسة أُهديت للعائلة المالكة ولم تسرق عنوًة”

وقد رُصِّع التاج بـ280 قطعة ألماس في إطاره الفضي، ويحتوي إطاره على مجموعة من أحجار الألماس التي على شكل صلبان ومستطيلات، إلى جانب صفوف من الألماس الموضوع ببراعة عالية.

وتذكر بعض القصص الفلكلورية أن ألماسة الكوهينور تحمل لعنة منذ اكتشافها قبل 750 عامًا، حيث تداولها عدد من الحكام وسط تاريخ ملطخ بالدماء والغدر والقتل.

ودعا كثير من الهنود العائلة المالكة البريطانية إلى إعادة الألماسة إلى الهند بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية.

إذ قال أحد مستخدمي تويتر في تغريدة له: “يجب أن تعود ألماسة الكوهينور إلى البلد الذي خرجت منه، وهو أقل ما يمكن أن تفعله المملكة المتحدة بعد قرون من الاستغلال والقمع والعنصرية والعبودية التي مُورِست على شعوب القارة الهندية”.

وقال مستخدم آخر: “هل يمكننا استعادة ألماسة الكوهينور التي سرقها البريطانيون من الهند؟! لقد جمعوا ثروتهم على حساب الآخرين بعد أن مارسوا عليهم القتل والنهب وفرضوا المجاعات”.

يُذكَر في هذا السياق أن إحدى المنظمات الهندية غير الحكومية رفعت قضية طلبت فيها من المحكمة توجيه الحكومة الهندية لاستعادة الألماسة عام 2016.

وقال النائب العام الذي يمثل الحكومة الهندية في ذلك الوقت: “إن الألماسة أهداها حكام البنجاب السابقون إلى الهند الشرقية التي كانت تحكمها بريطانيا العظمى في عام 1849، وهي لم تُسرَق ولم تؤخذ عنوة”.

لكن يبدو أن الحكومة عاودت محاولات استعادة الألماسة، إذ أعلنت وزارة الثقافة الهندية عزمها على بذل مزيد من الجهود لإعادة ألماسة الكوهينور إلى الهند عبر الطرق الودية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: