مستشارة تربوية تثير تساؤلات مهمّة قبيل انطلاق عامٍ دراسيٍّ جديدٍ

مستشارة تربوية تثير تساؤلات مهمّة قبيل انطلاق عامٍ دراسيٍّ جديدٍ

عمّان – البوصلة

أثارت المستشارة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” جملةً من التساؤلات المهمّة المتعلقة بمصلحة الطلاب قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد، ونحن على بعد خطوات من انطلاق نحو مليوني طالب وطالبة إلى مدارسهم، ليواصلوا مسيرتهم الدراسية، مؤكدة على ضرورة تكاتف جهود الجميع مع وزارة التربية والتعليم للارتقاء بالعملية التعليمية وتحقيق النهضة المرجوة لتحسين مخرجات التعليم كمًا ونوعًا.

وقالت عربيات: نحن على أعتاب العام الدراسيّ الجديد، نودُّ أن نثيرَ بعض التساؤلات المتعلقة بمصلحة أبنائنا الطلبة، ومن هذه التساؤلات ما مدى جاهزية مدارس المملكة لاستقبال الطلبة، من حيث البنية التحتية ومن حيث أعداد المعلمين والمعلمات في كافة التخصصات.

وتابعت بالقول: هل سنواجه نقصاً في بعض التخصصات كالفيزياء والرياضيات في المدارس النائية؟ أم هل سيتم تغطية تلك التخصصات على حساب التعليم الإضافي؟ وما هي أسس إختيار هؤلاء المعلمين الذين من المفروض أن يكونوا متمكنين من مادتهم العلمية، مشددة على أنّنا لا نحتاج إلى معلمين ومعلمات يعملون على إشغال الفراغ ولكنّا بحاجة إلى ذوي الكفاءة الذين لديهم المقدرة على النهوض بالعملية التربوية التعليمية.

المستشارة بشرى عربيات: نحتاج إلى نهضة تعليمية تربوية ترقى بعملية التعليم ومخرجاته كماً ونوعًا

وأضافت عربيات: “نعود دائماً للسؤال، ما هي الأسس التي يتم بناءً عليها تعيين المعلمين والمعلمات، بل ما هي الأسس التي يتم إعتمادها لاختيار معلمي المرحلة الأساسية أو الثانوية ؟”، لافتة إلى أنه “قد تكون الشهادة الجامعية كافيةً في حال رغبة المعلم والمعلمة بالتعليم، ولكن منذ سنوات تجاوزت الخمسة عشرة عاماً، دخل على مهنة التعليم خريجي جامعات لا يرغبون بالمهنة، بل لا يرغبون بالعمل أساساً، لكنهم اختاروا التخصصات الجامعية التي تجعل منهم معلمين ومعلمات لعدم وجود تخصصات بديلة، وربما طمعاً في الإجازة الصيفية المدفوعة الأجر في مدارسنا الحكومية وبعض المدارس الخاصة.

نهضة التعليم وأسس اختيار المعلمين

وشددت على القول: إني أكرر السؤال إلى وزارة التربية والتعليم، كيف يمكن أن ننهض بالتعليم إذا كانت أسس إختيار المعلمين بناءً على “رقم” في ديوان الخدمة المدنية ؟ وحتى عندما حاولت الوزارة قبل أعوامٍ قليلة إجراء إمتحانات للمعلمين قبل التعيين لكنها – للأسف – تجاوزت عن نتائج تلك الإمتحانات وتم التعيين لمن لا يمتلكون الكفاءة العلمية. وكلُّنا يعلم أن مجرد حصول المعلم أو الموظف في وزارة التربية والتعليم على كتاب التعيين، لن تتمكن أي جهة من إقالتهم مهما كان أداؤهم.

وطالبت المستشارة التربوية بأن تكون هناك فترة تجريبية للمعلم، أُسوةً بالقطاع الخاص، فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، لدفع المعلمين لبذل الجهد قبل الدخول إلى الحصة الصفية، ومراقبة أدائهم في هذه الفترة التجريبية من قِبَل مشرفي المباحث في الوزارة، وأقترح أيضاً أن يتم تبادل المشرفين في هذه الفترة، كي لا يكون هناك مجال للعلاقات الإجتماعية والعائلية على حساب مصلحة الطلبة.

تنقلات وإرباك

وذكرت عربيات بأنه مع بداية العام الجديد، قبل سنوات ليست بالبعيدة، قامت وزارة التربية والتعليم بإصدار مجموعةً من القرارات تتعلق بتنقلات وتقاعدات عددٍ لا بأس به من المسؤولين، ومنهم مدراء التربية والتعليم مما يُحدث إرباكاً للعملية التعليمية، ذلك لأن مدير التربية يكون قد قام خلال العطلة الصيفية بالتجهيز لاستقبال الطلبة والمعلمين في المدارس التابعة للمديرية، ويفاجأ بقرار نقله إلى مديرية أخرى في اليوم الأول من بدء دوام المعلمين في مدارسهم. تُرى من وراء هذه القرارات المفاجئة؟ ولماذا لا يتم مناقشة هذه الأمور مع مدراء التربية في الميدان؟ هل تعلم وزارة التربية والتعليم أن مدير التربية يحتاج إلى شهر – على الأقل – للتعرف على المدارس التابعة للمديرية؟ إنّ هذه القرارات لا تصبّ في مصلحة التعليم. نأمل أن لا يتكرر هذا المشهد أبداً

وقالت عربيات: نحنُ على أعتاب العام الدراسيّ الجديد، ينتظرُ بعض المعلمين مفاجآت حول كونهم “زوائد” في مدارسهم بعد أن كانوا قبل شهرين “أصول”، وذلك إثر قرارٍ يقضي بتخفيف عدد الحصص لمجموعة من المباحث، محذرة في الوقت ذاته من أنّ “قرار تخفيف الحصص قراراً غير مدروس، لأنه سوف ينعكس على أداء الطلبة في تلك المباحث، ناهيك عن النقص في عدد المعلمين والمعلمات والذي تجاوز عددهم خمسة آلاف، حسب ما سمعناه عبر الفضائيات”.

كما انتقدت المستشارة التربوية “ضعف توريد الكتب الدراسية للمدارس”، وذلك كما تمَّ إعلانه قبل أيام  عبر وسائل الإعلام المختلفة بأن توريد الكتب للمدارس سيكون تباعاً، متسائلة: فلماذا هذا التأخير؟ مجرد سؤال!”.

وختمت عربيات حديثها بالقول: “نحن نحتاج إلى نهضة تعليمية تربوية ترقى بعملية التعليم، نهضة تعمل على تحسين مخرجات التعليم، ليس فقط كمّياً وإنما نوعياً. ولذلك فإن الجهد لا يقف فقط على المطلوب من وزارة التربية والتعليم، بل إن المسؤولية ملقاة على كل فرد من أفراد المجتمع”، معبرةً عن أملها بـ”أن يكون العام الجديد مليئاً بالإنجازات، وكل عام وأنتم بخير”.

غرفة عمليات بوزارة التربية

يذكر أن وزارة التربية والتعليم شكلت غرفة عمليات تضم مختلف الإدارات للوقوف ولمتابعة الجاهزية للعام الدراسي 2022/2023.

وأكدت أمين عام الوزارة للشؤون الفنية والمالية الدكتورة نجوى قبيلات في تصريحات صحفية الاثنين أن غرف العمليات ستستقبل ملاحظات من أولياء الأمور بكل ما يتعلق بعمليات نقل وتسجيل أبنائهم في المدارس وتوفر المقاعد واستلام الكتب المدرسية.

وأعلنت الوزارة أن أرقام عرف العمليات التي تتلقى اتصالات المواطنين وأولياء الأمور، هي 065662475، 065692368، 065699916، 0791881434،0791881435، 0791881436، 0791881439، 0791881450.

وبينت قبيلات أن الوزارة وضعت اللمسات الأخيرة لبدء التدريس واستقبال الطلبة في 31 آب الجاري من حيث استكمال المقاعد واستلام وتوزيع الكتب، حيث سبقها دوام 173 ألف معلم ومعلمة وإداري وإدارية قبل أسبوع من دوام الطلبة للوقوف على الاستعدادات كافة.

No photo description available.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: