مستشارة تربوية ترصد أخطاءً في المؤسسات التعليمية وتطالب بمزيدٍ من الرقابة

مستشارة تربوية ترصد أخطاءً في المؤسسات التعليمية وتطالب بمزيدٍ من الرقابة

عمّان – رائد صبيح

أكدت المستشارة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة” أنّ الكثير من المؤسسات التعليمية اليوم ترتكب العديد من “الأخطاء الجوهرية” التي تبعدها عن أهداف العملية التعليمية الأساسية الأمر الذي ينعكس بشكلٍ سلبيٍ على مخرجات التعليم ليتحول إلى “عمليات تلقين” يصبح هدفها الحصول على العائد المادي من أقساط الطلاب وليس الارتقاء بتعليم أجيالنا.

وحذرت عربيات من خطورة ما أسمته المزج بين “التجارة والتعليم” وغلبة الكفة الأولى لصالح التجارة، الأمر الذي ظهر خلال السنوات الماضية في تنافس المدارس لتقديم التسهيلات والخدمات للطلبة على حساب التعليم، فسارعت إلى توفير المسابح والملاعب والمطاعم داخل المدرسة، كي تستدرج أولياء الأمور للتسجيل في تلك المدارس مقابل أقساطٍ خيالية.

ولفتت إلى أنّنا في المقابل تجد أنَّ في معظم هذه المدارس خدمة التعليم المقدَّمة للطلبة شبه متواضعة، حيث لا تهتم بتجهيز المختبرات العلمية والمشاغل المهنية بنفس الدرجة التي تجهِّز فيها المسابح والملاعب، ولا يقوم معظم المعلمين في هذه المدارس بإجراء تجارب مخبرية تعمل على ترسيخ المفاهيم العلمية، بل يقتصر الأداء على التلقين وبذلك تكون معظم مخرجات التعليم على مبدأ “حافظ مش فاهم”.

بشرى عربيات: المؤسف غياب الدور الرقابي لوزارة التربية والتعليم عن أخطاء المؤسسات والمراكز التعليمية

وقالت عربيات: لستُ ضد المسابح والملاعب، فنحنُ لا ننكر دور الرياضة في بناء جسم وعقل الطالب ، فكما يقال : العقلُ السليم في الجسم السليم، ولكن أن يتم تقديم هذه التسهيلات من أجل رفع الأقساط فقط شيء مرفوض، ذلك لأن بإمكان ولي الأمر الذي يقصد القطاع الخاص للتعليم، يمكنه تسجيل أبنائه في نوادي رياضية. إضافة إلى أن هذه المدارس تعمل على تأجير المسابح والملاعب بعد انتهاء الدوام المدرسي بشكلٍ يومي، وفي العطل الرسمية أيضاً،من هنا نستنتج أن الهدف مادي بحت وليس لمصلحة الطلبة.

“أضف إلى ذلك تهافت بعض المدارس على تدريس أكثر من لغة، الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية، ويكون هذا بالتأكيد على حساب اللغة العربية. لستُ ضد تعليم اللغات – بل بالعكس – ولكن المنطق يقول أن من الممكن أن يبدأ الطالب دراسة لغة ثالثة في مرحلة العاشر الأساسي، أي بعد إتقان العربية والإنجليزية، إن واقع حال هذه المدارس يشير إلى كل الخدمات لتبرير إرتفاع الأقساط، لكنهم لا يشيرون إلى جودة التعليم، وبالتالي يتحول الهدف من تعليم إلى تجارة”، على حد تعبيرها.

واستدرك بالقول: ليس هذا فحسب، فقد تزايد عدد المدارس الخاصة التي يملكها أشخاص لا يقرؤون ولا يكتبون، ولكنهم أنشأوا هذه المدارس كاستثمار، هذه هي فئة أصحاب المصالح الخاصة الذين ساهموا بدفع عجلة التعليم إلى الخلف،وقد يكون لهم دور في إيقاف عجلة التعليم في قادم الأيام، إذ كيف يمكن أن تقنع هؤلاء بأهمية العلم والتعليم عن طريق التجربة والبحث العلمي، وهم لا يدركون معنى ذلك!

وأشارت إلى أنّ العديد من الناس سارعوا إلى فتح ما يسمى بالمراكز الثقافية لاستقطاب الطلبة بعد الدوام المدرسي وأثناء العطل الفصلية، وأقنعوهم بأهمية الإلتحاق بالمركز من أجل الحصول على معدلات عالية في الثانوية العامة، ولكن الهدف الفعلي هو جلب المال وإثقال كاهل أولياء الأمور، لأن المعلم الذي يدرِّس داخل المدرسة هو نفس المعلم في المركز، فهل يتم تغيير الأسلوب؟ وإن كان كذلك من أجل الحصول على المال فهذه تجارة خاسرة لا ترضي رب العالمين.

ومن بين الأخطاء التي أشارت إلى عربيات “تفصيل الكتاب المدرسي إلى دوسيهات وبيعها للطلبة، وقد بدأت هذه الممارسات في المدارس الخاصة ولحقت بها المدارس الحكومية، ولكن الفرق في أن المدرسة الخاصة تتقاسم الأرباح مع الأساتذة ، بينما معلمي المدارس الحكومية يعملون لحسابهم الخاص، وربما لحساب المراكز التي يعملون بها، وهذه أيضاً تجارة خاسرة تعمل على تشتيت الطالب في الرجوع إلى أكثر من مصدر من أجل دراهم معدودة”، مشددة على أنّ هؤلاء لا يعرفون للتعليم قيمة، وسيذكرهم الطلبة في المستقبل بأنهم تجار وليسو معلمين.

ولفتت إلى “خطأ قيام بعض المدارس الخاصة  بتعطيل دوام بعض الصفوف في منتصف الأسبوع وضغط برنامج الحصص في أربعة أيام فقط ؛ مع أن من حق جميع الطلبة في جميع المراحل الدراسية  الدوام كاملا”، منوهة في الوقت ذاته للخطأ الكبير الذي تقع فيه مدارس خاصة بقيامها بإلغاء عدد من حصص اللغة العربية والتربية الإسلامية  “بحجة” أنها أقل أهمية؛ لتستبدل  بالرياضيات أو حتى الرياضة، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج عكسية لا أحد يتمناها، على حد وصفها.

كما رأت المستشارة التربوية عربيات أنّ إضراب قرابة ٧٠٠ طالبة توجيهي في إحدى المدارس الثانوية في العاصمة عمّان بسبب إقرار دوامهم على فترتين صباحية وم مسائية؛ مؤشرًا على دفع المعلمين والمعلمات بالطلبة إلى المراكز، الأمر الذي يؤكد على ما يحصل من أخطاء في استغلال التعليم وسلب الطلبة حقوقهم.

وشددت عربيات في نهاية حديثها لـ “البوصلة” على أنّ الملاحظات في هذا السياق تطول وللحديث بقية، لكنّ المؤسف في كل ما سبق غياب الدور الرقابي لوزارة التربية والتعليم على كل ما تم ذكره، حيث أصبحت بعض المدارس والمراكز تعمل في غياب الضمائر، وكذلك بعض المعلمين والمعلمات الذين عملوا على تجزئة الوحدة الواحدة إلى أكثر من دوسيه للبيع أكثر وجني المال، ولا توجد رقابة عليهم ولا على المدارس والمكتبات والمراكز التي يعرضون تجارتهم فيها، ويحسبون أنهم معلمون.

وكان قرابة 700 طالبة توجيهي في مدرسة ثانوية للبنات في منطقة طبربور امتنعن الدخول إلى غرفهن الصفية منذ الأحد، احتجاجا على تحويل مدرستهن إلى نظام الفترتين المسائية والصباحية.

واعتبرت طالبات التوجيهي أن النظام سيكون سببا باخفاق بعضهن بامتحانات التوجيهي أو انخفاض تحصيلهن العلمي تحديدا أثناء الفترة المسائية، فيما أكدت بعض الطالبات أن تأخر الدوام المدرسي في الفترة المسائية سيمنعهن من دروس التقوية في مناهج الفيزياء والرياضيات والانجليزي في المراكز التعليمية.

 (البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: