نخب لـ”البوصلة”: على الأردن وقف دبلوماسية مجاملة الاحتلال وسيادة الـ “حبر على ورق”

نخب لـ”البوصلة”: على الأردن وقف دبلوماسية مجاملة الاحتلال وسيادة الـ “حبر على ورق”

عمّان – البوصلة

دعت نخبٌ سياسية وأكاديمية في تصريحاتها لـ “البوصلة” صنّاع القرار في الأردن إلى التوقف عن التعامل مع العدوّ الصهيوني على طريقة “دبلوماسية المجاملات”، معبرين عن رفضهم إبقاء الدور الأردني وسيادته على المقدسات مجرد “حبرٍ على ورق” يسعى الاحتلال إلى تعزيزها عبر تصريحات قياداته.

وأكدوا على ضرورة وجود موقفٍ حازم مع العدوّ الصهيوني عبر قرارات واضحة توقف انحدار دور الأوقاف الأردنية في القدس إلى مجرد دائرة للتنسيق يسيطر عليها الاحتلال أو السعي لإظهارها بهذا المظهر، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة وقف الاتفاقيات مع هذا العدو التي ترهن ملفات حيوية وحساسة للأردن بيد العدوّ وتمد خزائنه بمليارات الدولارات من جيوب دافعي الضرائب الأردنيين.

سيادة الحبر على ورق

وأكد الناشط السياسي ومنسق حملة غاز العدوّ احتلال الدكتور هشام البستاني في تصريحاته لـ “البوصلة” أن المشهد اليوم هو نتيجة واستمرار للمشهد السابق: ميزان قوى مختلّ لصالح الصهاينة تتم مفاقمة اختلاله عبر ربط عضويّ لا فكاك منه عبر ملفيّ الطاقة والمياه الاستراتيجيّين، وفوقها تمويل مباشر للكيان الاستيطاني وعدوانه من خلال 10 مليار دولار يسحبها أصحاب القرار في الأردن من جيوب مواطنيهم المفقرين وموازنتهم الغارقة في الدين وتدفع دعمًا مباشرًا للإرهاب الصهيوني بدلًا من استثمارها في بلادنا واقتصادنا وفي مشاريع طاقة سيادية تعزز استقلالنا وتخلق فرص عمل لمواطنينا.

ولفت البستاني إلى أنّ الواقع يقول أن السيادة الأردنية على المقدسات في القدس هي حبر على ورق، وأن السيادة الحقيقية هي لجيش الاستعمار الصهيوني الذي يدخل ويخرج المسجد الأقصى يوميًّا، يعتقل وينكّل بالمصليّن والمرابطين، ويكسر ويحطّم، ويمنع الجميع من الوصول إلى أماكنهم المقدسة، مسلمين ومسيحيين.

وتابع حديثه بالقول: “أنظروا غلى الصور اليومية التي نشاهدها من القدس وأخبرني، أين هي هذه السيادة الأردنية التي لا وجود لها إلا في اتفاقية نجدها فرّطت في حقوقنا أردنيًّا وفلسطينيًّا، وتوفّر اليوم غطاء للصهاينة ومشروعهم وقمعهم؟”.

وأضاف: ها هم يخرقون “السيادة على الأماكن المقدسة”، ماذا يفعل أصحاب السيادة في مواجهة ذلك؟ وكيف يستقيم أنهم يموّلون هؤلاء المنتهكين بمليارات الدولارات (عبر صفقة الغاز) ويضعون أنفسهم في موقع التبعيّة في الوقت نفسه؟ من يريد أن يعرف المواقف الحقيقية، فليترك الكلام، ولينظر إلى الأفعال.

دبلوماسية المجاملات على حساب الأقصى مرفوضة

من جانب طالب الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص في تصريحاته لـ “البوصلة” بردٍ أردنيٍ حازمٍ وقويٍ على تصريحات بنيت التي استهدفت الدور الأردني في القدس، محذرًا في الوقت ذاته من محاولات الاحتلال المستمرة التي تسعى لتفريغ الدور الأردني في الأقصى من مضمونه والإجهاز على ما تبقى له من مشروعية شعبية، فهذه بحد ذاتها مصلحة صهيونية خالصة لأنها ستجعل الإدارة الإسلامية الحالية للأقصى تنهي نفسها بيدها.

وشدد ابحيص على أنّ حكومة الاحتلال تنتمي بشكلٍ مباشر لجماعات الهيكل وتؤيد مخططاتها لتهويد الأقصى، مطالبًا الإدارة الأردنية بالكف عن إغماض عينيها عن هذه الحقيقة والزعم بأنّ بينيت مختلف عن نتنياهو وسياساته، والاستمرار بـ “دبلوماسية المجاملات الفارغة” على حساب الأقصى والمقدسات.

وقال إن تصريحات بينيت واضحة وجلية من حيث رؤية حكومته السيادة اليهودية الكاملة على المقدسات، التي لا ترى أي دورٍ آخر، الأمر الذي بات يكشف مخطط حكومته “التهويدي الإحلالي” لإزالة الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم.

وطالب ابحيص الأردن بالتوقف عمّا أسماه “دبلوماسية المجاملات على حساب الأقصى”، محذرًا من تحويل أوقاف القدس لـ ” إدارة وسيطة تمثّل الإرادة الإسرائيلية في المسجد المبارك بدلاً من أن تمثل المسلمين”.

وشدد الباحث بشؤون القدس على أن “الواجب يملي علينا جميعاً الوقوف في وجه أي انزلاق للإدارة الأردنية في الأقصى لتقويمه، فهي إدارة تحمل أمانة تمثيل الهوية الإسلامية في الأقصى، وليست طرفاً محايداً، ولا وسيطاً لإنفاذ إرادة الاحتلال، ومحاولة التعامي عما يحصل لن تلغي حقيقته بل ستسهم فقط في تركه ليتفاقم وينفجر”.

كما أكد أنّ القوى الشعبية الفلسطينية والأردنية  تتحمّل مسؤولية تاريخية اليوم بأن لا تترك المرابطين وحدهم في الميدان.

مطالبات بردٍ صارمٍ

واستهجنت جماعة الإخوان المسلمين التصريحات الهمجية الصادرة عن رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت، مؤخرا التي ادعى فيها السيادة الصهيونية على مدينة القدس ومقدساتها، مشيرة إلى أن هذه التصريحات “تمثل عدواناً على الأمة الإسلامية واعتداءً على الأردن ودوره في رعاية المقدسات على رأسها المسجد الأقصى المبارك، كما تمثل تزويراً للواقع التاريخي والديني للمدينة والأقصى”.

وقالت الجماعة في بيان صدر عنها إن الكيان الصهيوني يمعن في عدوانه على المسجد الأقصى المبارك وبيت المقدس عموماً، ويتجدد هذا العدوان بأشكال متعددة كان من آخرها تصريحات رئيس حكومة الكيان الصهيوني المحتل نفتالي بينت.

ولفت البيان إلى أن هذه التصرحيات “هي محاولة صهيونية عدوانية لفرض واقع جديد في القدس، وتجاوزٍ للوصاية الهاشمية على المقدسات، وفي ذلك عدوان كامل على السيادة الأردنية المعهودة في المسجد الأقصى ومنزلق خطير لا يمكن السكوت عنه”.

وأوضحت بأنه وإزاء هذه التصريحات والممارسات من قبل العدو الصهيوني، فإن الجانب الرسمي الأردني مطالب اليوم بموقف صارم في مواجهة غطرسة الاحتلال وعدوانه، بشكل يتجاوز التنديدات والتصريحات الإعلامية، إلى إجراءات عملية كإلغاء كافة الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، وعلى رأسها اتفاقية وادي عربة المشؤومة، واتفاقية الغاز المنهوب، واتفاقية الماء مقابل الطاقة، ووقف كافة أشكال التنسيق والتطبيع معه، وإغلاق سفارة العدو في عمان، واعتباره عدواً للأردن وشعبه.

الصفدي: لا سيادة إسرائيلية على القدس

بدوره جدّد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الاثنين، رفض أي إجراء إسرائيلي يستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في مقدسات القدس المحتلة، مؤكدا عدم وجود سيادة إسرائيلية على مقدسات القدس.

وقال الصفدي في مقابلة مع “المملكة”: “لا سيادة إسرائيلية على مقدسات القدس، وهي أرض فلسطينية محتلة، وإسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لا تملك أي سيادة على المقدسات”، و”أي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس لعب بالنار، وتحدٍ لمشاعر أكثر من مليار و200 مليون مسلم، ودفع للمنطقة باتجاه المزيد من التأزيم”.

وأكد على أن الأردن يريد التهدئة والتقدم بشكل عملي وواضح باتجاه السلام، مضيفا أن التهدئة تبدأ باحترام الوضع التاريخي والقانوني في المقدسات، وبإيجاد أفق سياسي.

وذكر أن الحرم القدسي الشريف في المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 ألف متر مربع هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وإدارة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي الجهة صاحبة الصلاحية الحصرية في إدارة كل شؤون الحرم الشريف، وهذا هو الوضع التاريخي والقانوني القائم.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: