د. أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

نعي المجتمع الدولي بعد النعي عليه

د. أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

عندما نفقد عزيزا فننعاه يعتصر قلبنا ألما من إعلان الفراق، لكن عجيب أن يموت عالَم مكون من دول وأنظمة ترى نفسها فوق المساءلة، تملك أن تُلبس ثوب الحرية من تشاء وتنزعه عمن تشاء، وتضع في القائمة السوداء من تريد، وتخرج منها من تريد،  وتلغي عن الخريطة بكل فظاظة واستعلاء كل من يقول لظلمها: لا !! وعليه فإني:

أنعى إليكم شرف هذا العالَم المتغطرس الذي لم يعد يرى إلا أصحاب الدم الأزرق، الذين أرهبوا كل من ينتقدهم باتهامه بأنه ضد السامية.

أنعى إليكم ذمة عالَم ينبعث فيه الغساسنة والمناذرة من جديد عربا لا يتقنون إلا فن التبعية لورثة حضارتي فارس والروم فيغضون الطرف جميعا عن جرائم الصهاينة في قطاع غزة كله، وفي جنين وفي نابلس، بل في فلسطين التاريخية كلها.

أنعى إليكم براءة عالَم يزعم العجز كذبا فيصمت عن استهداف المدارس والمساجد والمستشفيات والصحافة والصحفيين، ولا يحرك ساكنا.

لا أنعى اثنين وتسعين صحفيا ارتقوا أثناء أداء مهماتهم المهنية إلى جانب عشرات الشهداء من أهلهم وأحبابهم، ولا أنعى آلافا مؤلفة من أهل غزة، فالشهيد يزفّ ولا يُنعى،  بل أنعى مجتمعا دوليا حريا بأن توثق يومياته في برنامج “ناشونال جرافيك” ممثلا لصراع البقاء بعيدا عن إنسانية الإنسان.

وفي مآتم الحرية والذمة والبراءة يحسن بالمرء أن يُطرِق قليلا للتفكّر، بعيدا عن أي نية لخذلان الكلمة المقدسة وبعيدا عن الإقلاع عن الكتابة فإن ذلك مبتغى الفاجرين.

وفي تفكّرنا نشهد أن هذه الأمة ما تزال على قيد الحياة، لا يملك أن يحيدها عن دورها فجور الفاجرين، فمن هنا مر التتار فقتلوا وخربوا وحولوا بغداد أثرا بعد عين، لكنها خرجت من تحت ركام إفسادهم  شاهدة على عصرها، من هنا مر الصليبيون فغاصت ركب خيلهم في دماء المسلمين في المسجد الأقصى، فما لبثت أن عادت للأقصى طهارته، ومضى الصليبيون إلى لعنة التاريخ، والعجيب أن تتار العصر الصهاينة يتحالفون اليوم مع الصليبيين في محاولة إعادة المجد المفقود، لكن ثلاثة أرباع قرن مضت على نكبة فلسطين لا تساوي من عمر الزمان شيئا إذا قيست بما كان للمسلمين من مجد يوم كانوا مؤمنين.

نعم إنها الدعوة للعودة من جديد إلى الإيمان وأثره، فلا يواجِه عالَما يعيش بلا ذمة ولا شرف إلا حضارة محمد صلى الله عليه وسلم التي انتشلت البشرية يوما من بهيميتها وأعادتها إلى كرامة الإنسان وقيمته العظيمة عند خالقه: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا”.

سنصبر على تتمة هذه المذبحة اللا أخلاقية للأخلاق والقيم والذمة والشرف، صبرا جميلا إيجابيا لا صبر عجز، ويد المخلصين في هذه الأمة ضاغطة على زناد اليقين بأن الله منجز وعده، وأن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيئا قدرا، والله أكبر ولو كره المجرمون.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts