نوفل: استشهاد خضر عدنان يفضح إجرام الاحتلال ورسالة للمهرولين للتطبيع

نوفل: استشهاد خضر عدنان يفضح إجرام الاحتلال ورسالة للمهرولين للتطبيع

عمّان – رائد صبيح

أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد نوفل في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ ما أقدم عليه الاحتلال من اغتيالٍ للأسير خضر عدنان بعد 86 يومًا من إضرابه المفتوح عن الطعام، يكشف طبيعة هذا الاحتلال وعقليته الإجرامية في التنكيل بشعبنا والانتهاكات اليومية الصارخة التي يمارسها بحقه، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ استشهاد خضر عدنان هو أحد صور التضحيات التي يقدمها أهل فلسطين والتي لن تتوقف حتى تحقيق مشروع التحرير بإذن الله.

وقال نوفل إنّ استشهاد الأسير خضر عدنان بعد 86 يومًا من إضرابه عن الطعام يأتي في سياق التضحيات العظيمة التي يقدمها الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والحفاظ على حقوقه ووطنه وقضيته، لافتًا إلى أنّ هذا يثبت أنّ هذا الشهيد ومن سبقه من قوافل الشهداء هم وقود التحرير في مقاومة الشعب الفلسطيني لهذا المحتل الصهيوني الغاشم الذي لم يتوقف منذ مائة عام بعد وعد بلفور وثورة البراق، ولا يمكن أخذ هذا الحدث بمعزل عن استمرار المقاومة أولاً.

وتابع بالقول: ثانيًا إن هذا الحدث يؤخذ كذلك في سياق استمرار ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين، لا سيما وأنّ نضال الشعب الفلسطيني يأتي في سياق أكبر من ذلك، أنّ هذا العدوّ الشرس الذي يحتل القدس وكنيسة القيامة وكل فلسطين هو في الواقع من المستحيل إقامة سلام أو تسوية معه، ولا بدّ أن ننظر للموضوع كذلك من زاوية استمرارية وجود هذا المحتل على أرض فلسطين.

د. أحمد نوفل: الأيدولوجية الصهيونية والحركة الصهيونية تتناقض مع التسوية والسلام وهما خطان متوازيان لا يلتقيان

رسالة لكل المهرولين للتطبيع

واستدرك نوفل، بأنّ الرسالة الثالثة في استشهاد خضر عدنان كردة فعل لمقاومة الشعب الفلسطيني من جانب، لكنّه رسالة للمهرولين نحو التطبيع من أنظمة الحكم العربية بأنّ عليهم أن يتمهلوا وأن يتوقفوا ويحاسبوا أنفسهم، أنّ هذا العدوّ الصهيوني المحتل لفلسطين وبكل الممارسات والانتهاكات التي لم تتوقف يومًا يثبت لنا دائمًا انعدام أي فرصة لتحقيق أي سلام أو تفاهم معه.

ولفت إلى أنّ إقامة علاقات سلام بين هذا الكيان الغاشم والسلطة الفلسطينية ومصر والأردن وغيرها من الدول العربية لم يحل مشكلة فلسطين، لأنّ العدوّ الصهيوني، والحركة الصهيونية في فلسطين مقاومتها جزء من مقاومة الشعوب العربية والإسلامية لهذا الكيان، فمن يريد تحقيق السلام مع الصهاينة لكن القضية هي أعمق من ذلك بكثير.

وأشار نوفل إلى أنّ “الأيدولوجية الصهيونية والحركة الصهيونية تتناقض مع التسوية والسلام، ومن هذه الزاوية علينا أن نفم العلاقة مع العدوّ الصهيوني، وضمن القاعدة التي تقول إنّ الصهيونية والسلام خطان متاوزيان لا يمكن أن يلتقيا أبدًا”.

إقرأ أيضًا: نوفل لـ “البوصلة”: المقاومة تصفع الاحتلال والمطبعون العرب يتراكضون لإنقاذه

وتساءل: هل اتفاقية وادي عربة أزالت أطماع الصهاينة في الأردن، وهل اتفاقية كامب ديفيد أزالت أطماع الصهاينة في مصر، فهذا العدوّ مهما حاولنا تحقيق السلام معه وكانت لدينا الإرادة في ذلك، فإنّ ممارسات هذا العدوّ الصهيوني تجعل من المستحيل تحقيق السلام معه.

وقال نوفل: لا يتوهم النظام الرسمي العربي أنّه حتى لو توفرت الإرادة السياسية في الجانب العربي لتحقيق السلام، فإنّ الجانب الآخر يرفض، والدليل على ذلك اليوم إذا نظرنا للمشهد من داخل دولة الاحتلال وكيف سيطرت الأحزاب اليمينية المتطرفة وفازت في الانتخابات الأخيرة، وهو ما انعكس في تشكيلة حكومة نتنياهو الأكثر تطرفًا بتاريخ دولة الكيان الصهيوني وراينا آثارها وسلوكها المتطرفة بشدة ضد الفلسطينيين وضد القدس والمسجد الأقصى.

وشدد على أنّ “هذه الزاوية التي يجب أن نركز الضوء عليها، فإن أردنا السلام نحن كعرب، كلما زاد تطرف الصهاينة ورفضهم لكل المساعي لذلك، وكلّ ما يروّج له من وهم السلام وقبول الصهاينة بالسلام أثبتت الايام والوقائع عكسه تمامًا”.

إحراجٌ لدعاة السلام مع الصهاينة

وأكد أنّ استشهاد خضر عدنان وما تتعرض له الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني إحراج لكل العرب المهرولين نحو التطبيع ولكل من يفكر بالسلام مع الصهاينة، فقد مددنا يدنا للسلام للجانب الآخر، ولكنّه أي الاحتلال ينظر للمسألة من جانب مصلحته وليس من أجل تحقيق تسوية شاملة للقضية الفلسطينية، ورغم كل التنازلات من الجانب الفلسطيني والعربي، لكن الطرف الصهيوني يريد تنازلات أكثر مما قدمت له.

وتابع بالقول: إنّ منظمة التحرير ذهبت للتسوية في أوسلو رغم كل الانتقادات التي وجهت لها بهدف تحقيق عملية سلام و تسوية تاريخية مع العدو الصهيوني، فماذا كانت النتيجة؟، من الذي اغتال رابين الذي وقع اتفاقية السلام مع الفلسطينيين؟ أليس أحد الصهاينة المتطرفين هو من أقدم على قتله، ولذلك علينا أن لا ننخدع.

ليس الفلسطينيين فحسب، ولكن ايضًا في الواقع الدولي، فعلى سبيل المثال قدمت مصر تنازلات ووقعت اتفاقية سلام مع الصهاينة فماذا كانت النتيجة، رأينا كيف قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق يهوشافات هاركابي أنه لو فتحت مدرسة في مصر فهذا سيشكل خطرًا على إسرائيل، وهنا يتحدث عن مدرسة وليس معسكر، وهكذا ينظرون للعرب كأننا الجانب الضعيف المستسلم.

لا ثقة بالعدوّ

ووجه نوفل رسالة للأمّة العربية والإسلامية بالقول: “لذلك علينا أن لا نثق بهذا العدوّ الذي يريد قضم الأرض واحتلالها وتحقيق مصالحه دون النظر إلى الجانب الآخر الذي ما زال يقاوم ويسعى لنيل حقوقه”.

وأشار إلى أنه لا يوجد قضية استمرت لهذا الوقت منذ عام 1920 وحتى اليوم إلا بسبب مقاومة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية ضد هذا الكيان، فهرتزيل وقيادات الصهيونية اعتقدوا أنّ الشعب الفلسطيني والعرب سيملون بعد سنة أو سنتين أو بعد عشرة أو عشرين سنة، ولكن ما النتيجة؟ نرى أنّ الجيل الجديد في فلسطين أكثر تمسكًا بحقوقه في فلسطين من الجيل السابق.

وقال نوفل: أنظر لفلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، لذين يعرفون طبيعة هذا الكيان وينظرون لهذا الكيان وقد عاشوا معه من الداخل، ولكن ما النتيجة التي توصلوا لها، أنّه من المستحيل إقامة سلام مع هذا العدوّ الصهيوني ولذلك يقوم هؤلاء الفلسطينيين من باب التأكيد على حقهم بالعودة إلى أراضيهم التي شردوا منها كل عام ويرفعون أعلام فلسطين للتأكيد على أنّ هذا العدوّ يجب أن يرحل عن أرضنا مهما طال الزمان.

وشدد على أنه ورغم كل مزاعم السلام والاتفاقيات التي تتبنّاها أنظمة ودول عربية إلا أنّ هذا العدوّ الصهيوني سيستمر بالنظر للعرب كأعداء، لكنّ القضية اليوم قضية أجيال وبحاجة لتقديم المزيد من التضحيات حتى تحقيق مشروع التحرير.

كما وجه نوفل في نهاية حديثه لـ “البوصلة” رسالة للداخل الفلسطيني، قائلا: على جميع الفصائل وأبناء الشعب الفلسطيني في الداخل أن يعلم جيدًا أنهم جميعًا مستهدفون من هذا العدوّ فلا يوجد فصيل فلسطيني  ولا قائد فلسطيني غير مستهدف، وما يعتقده البعض من أنّ إقامة سلام مع هذا العدو يمكن أن يعيد الحقوق الفلسطينية فقد أثبت مع الأيام فشله وعدم صدقيته.

إقرأ أيضًا: نوفل لـ “البوصلة”: لماذا لا يمتلك العرب “الرادع النووي”؟

وختم أستاذ العلوم السياسية بالقول: إنّ الشهيد خضر عدنان قاوم هذا الاحتلال بجسده الضعيف، وفضح الممارسات الصهيونية والانتهاكات الجسيمة التي يمارسها ضد شعبنا الفلسطيني، ومن يسعى اليوم سواءً داخل فلسطين أو من قيادات الدول العربية إلى تحقيق سلام مع الكيان الصهيوني أو الاعتراف به، عليهم أن يعلموا جميعًا أنّ هذا الكيان لا يشكلّ خطرًا على فلسطين لوحدها أو على الأردن لوحده بل على الأمّة العربية والإسلامية جميعها.

الفصائل تنعى الشهيد وتتوعد الاحتلال

نعت فصائل المقاومة، يوم الثلاثاء، الأسير القائد الوطني خضر عدنان، مؤكدة أنه “ارتقى أثر السياسات الإجرامية والعنصرية الصهيونية الممارسة بحق أسرانا”، بعد إضرابه عن الطعام 86 يومًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الفصائل، في بيان وصل “البوصلة” إن: “العدو الصهيوني هو المسؤول بشكل كامل عن جريمة اغتيال الأسير القائد خضر عدنان، وعليه تحمل كافة التبعات المترتبة عليها”.

وأكدت أن “الأسرى الأبطال هم تاج الرؤوس ولن نتركهم وحدهم في الميدان”.

وشددت على أن “وعد التحرير الذي قطعته المقاومة هو واجبنا الذي لن نتخلى عنه حتى نحررهم جميعًا”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: