هكذا نوظف دروس معركة بدر لمواجهة الصهاينة في بيت المقدس؟ (فيديو)

هكذا نوظف دروس معركة بدر لمواجهة الصهاينة في بيت المقدس؟ (فيديو)

عمّان – البوصلة

أكّد أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري على أهمية توظيف الدروس العظيمة لمعركة بدرٍ الكبرى في مواجهتنا مع العدوّ الصهيوني في بيت المقدس.

وقال الشحروري في حلقة جديدة من سلسلة “رمضان يجمعنا” التي تبث “البوصلة” حلقاتها على مدار الشهر الفضيل إنّ معركة بدرٍ مليئة بالدروس العظيمة من مواقف وعزة وشموخ وهي تستحق أن تكون مدرسة متكاملة الأركان في البذل والعطاء والتخطيط والإيمان والثقة بالله والثقة بالنفس.

الثقة بالنفس والمواجهة

وأضاف أن النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان حديث عهدٍ في المدينة المنورة ولمّا تنشأ بذور القوة في مدينته ودولته ولم تظهر بعد آثار بناء هذه الدولة السياسية والعسكرية والاقتصادية، لكنّه مع صحابته قرروا أن تكون المواجهة في وقتٍ مبكرٍ من السنة الثانية من الهجرة.

وقال الشحروري: إن الصحابة والنبي عليه السلام لم يحتجوا بأنهم ضعفاء ولم يحتجبوا عن عدوهم لأنهم غير جاهزين بعد، اليوم الأنظمة تتفنّن في الاعتذار عن المواجهة مع العدوّ الصهيوني، ويقولون إن “الكف لا يقاتل المخرز” وهذه إسرائيل دولة نووية وأقوى قوة عسكرية في المنطقة ونحن أمّة ضعيفة وليس لديها مقدرات.

وتابع، “رسولكم صلى الله عليه وسلم كان في بداية عهد دولته ولمّا تنشأ دولته النشأة المدنية بعد، ولكنّه أصرّ على المواجهة وهذا ما أعطاه القوة، أنّك حين تستعلن بوجودك وحين تتمرد على ضعفك وتظهر في وجه عدوّك قويًا فإنّ عدوك يهابك وتصنع من ضعفك قوّة لأنّك قدرت بل أصررت على مواجهة هذا العدوّ”.

وأضاف، “كيف يمكن لهذا العدوّ أن يستهين بك بعد ذلك وأنت تواجهه بما تستطيع فلا تخاف موتًا ولا تحسب حسابات رخيصة وإنّما تقول يجب أن أكون على قدر المسؤولية وأن أثبت وجودي مهما بلغ عدوّ من قوة ومن ظهور”.

ونوه إلى أن “هذا المبدأ الذي اتخذه النبي  عليه السلام بتوفيقٍ من ربه جلّ في علاه هو الذي جعل لمعركة بدر هذا الأثر العظيم، حينما ظهر النصر بآثارٍ مضاعفة”، مستدركًا بالقول: لأنّ المسلمين المنتصرين كانوا أقلّ عددًا وعدة وشأنًا سياسيًا، من عدوهم الذي يواجهونه، فلمّا انتصروا عليه انقلب عليهم عزًا وفخارًا وقوةً في نفوس الناس، وبأسًا وأصبحت لهم حسابات غير التي بدأوا فيها المعركة.

وقال: إن كنت ضعيفًا فتقوّى بمواجهة عدوك وتجرأ عليه فإنّ الله سيمدك بالنصر وعندئذ ستستمد قوتك من نصرك، وقد كنت قبل ذلك ضعيفًا.

الشورى والنصر

ولفت الشحروري إلى أن القضية الثانية أنّنا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عند ماء بدر، وكان اختار مكانًا آخر قبل ذلك، فجاء الحبّاب بن منذر، فقال أهو الوحي أم هي المكيدة والحرب والشورى، فنزل على مشورته في النزول عند ماء بدر فيستقون ويمنعون عدوهم من الشرب، وكان التوفيق بعد ذلك من فضل الله عزّ وجل.

وقال: هذا يذكرنا بهشاشة الشورى في زمننا، فقانون الانتخاب ما بياخذ غلوة جلسة جلستين بكون خالص لأنه مفصل تفصيل وعليك أن تأتي فتوقع، فهذه ليست شورى بل “شوربة”.

وأضاف الشحروري، “هذه ليست ديمقراطية بل ضحك على الذقون، لأنه مركب لكي لا تكون الغلبة للكلمة الأقوم ولكي لا تكون الكلمة لأصحاب الرسالة الحقيقيين وأصحاب الأجندات الربانية”.

ونوه بالقول: لا يريدون ظهور الله ورسوله في المواجهة، فيفصلون القوانين تفصيلاً، ويكون التزوير قبل الانتخاب، عبر دبلجة قوانين على مقاسات هم يريدونها وبتصريحهم هم، ويصرون على مثل هذه القوانين حتى لا يكون للمسلمين أصحاب الرسالة الكريمة اي وجود على الساحة وهذه لعبة مكشوفة.

الكبر بداية الهزيمة

وأشار الشحروري في وقفته الثالثة إلى خطورة الكبر وأثره في الهزيمة وكيف أن أبا جهل دخل المعركة متكبرًا وأصرّ على مواجهة النبي عليه الصلاة والسلام، فأوتي من كبره، وإبليس خرج من الجنّة بسبب كبره، أبو طالب حرم الإسلام لأنه رفض السجود وتكبر ولم يؤمن.

وتابع بالقول: أما محمدٌ صلى الله عليه وسلم الذي دخل المعركة متبتلا داعيًا ربه فقد كان له العز والتمكين والنصر، وهكذا علينا بالتذلل والتواضع لله حتى يرفعنا الله، أمّا العنجهية فلن تعود علينا إلا بمزيد من التبكيت.

وختم حديثه بالقول: إن معركة بدر هي بدر الأمّة في هذا الظلام المدلهم وهي التي كان لها ما بعدها، فهل من باعثٍ لبدرٍ جديدٍ في ظلمات ليلنا البهيم.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: