جمال أبو حسان
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

هل الذي يجري في الدنيا مؤذن بربيع إسلامي ماحق؟

جمال أبو حسان
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

شهد هذا الجيل الذي نعيش فيه مرحلة من تاريخه سميت بالربيع العربي، وما كاد هذا الربيع يطل بنضارته حتى تجمعت عليه الدنيا وأحالته إلى خريف قاحل، وكثرت بعد هذا الخريف الألسنة المتشدقة التي يقتات أصحابها على مآسي الآخرين، فسلق هؤلاء بألسنتهم كل التيارات الإسلامية والعروبية والوطنية، حتى الشخصيات التي لم تلتحق بهذه التنظيمات والهيئات، كل هؤلاء سلقهم أولئك بألسنة حداد، بما مضمونه أنهم ضد الأوطان، وضد الامن والأمان، وضد العروبة وضد الأنظمة، يعني كالبوا عليهم الدنيا بأنظمتها الطاغية وفعلوا فيهم الأفاعيل، ولم يكن الربيع العربي إلا محاولة أولى للخروج من القهر الذي تعانيه كثير من الشعوب: إما من الطغيان الغربي الذي لا يريد لعربي ولا لمسلم أن يرفع رأسه، ولا أن يحكي عن شيء اسمه الحرية والحقوق، إنما الحرية هي تلك الطاقة الصغيرة التي يفتحها هؤلاء المجرمون لأجل أن يدخل بعض الهواء إلى مناخر الشادين للحرية حتى لا يختنقوا ويموتوا، وما الحقوق إلا ما يلقيه عليهم مستعبدوهم من فتات ما في أيديهم مما سرقوه من بلادنا وأخذوه ظلما وعدوانا.
لم يكن في زمن ذلك الربيع شيء مثل الذي يحدث الآن لأهلنا في غزة وفلسطين، من المجازر الظالمة التي تشيب من هولها الولدان التي تمولها أمريكا المتسلطنة على العالم الإسلامي، كما لم يحدث مثل هذا الخذلان العربي والإسلامي لأولئك المجاهدين الذابين عن حقوق هذه الأمة المنكوبة، ولم تُلجَم الشعوب في العالم الإسلامي مثل هذا الإلجام الذي يحدث لها الآن، كل هذا وهذه الشعوب تتقطع ألما وحسرة على الذي يجري، ولكن حيل بينها وبين التعبير عما يجيش في صدورها من الكلام فضلا عن غيره، ولا شك أن هذا القهر والإلجام لن يمضي طويلا فالشعوب الآن تقف على صفيح ساخن، ولكن هذه المرة إذا كان هذا الصفيح ساخنا بالنسبة للشعوب العربية فهو يغلي بدرجة عالية عند بقية الشعوب المسلمة، وهذا مصيره اليوم أو غدا إلى الانفجار.
ولا يظهر أن الأنظمة في كثير من البلدان العربية والإسلامية تدرك أن الضغط العالمي الذي تطلبه الدول الغربية المجرمة منها كفيل بتحويل الشعوب إلى نيران تتلظى، لم تدرك هذه الأنظمة بعد هذه النتيجة لأنها، ربطت مصيرها بمصير الكيان الصهيوني فهي تتفانى في الدفاع عنه، وخدعت أنفسها بما يقدمه لها من يلوذون به من الحماية والدفاع، ولكن روح العقيدة الإسلامية ودمها لن يسمح لهذه الشعوب أن تستكين كثيرا أمام هذه الجرائم التي يفعلها الصهاينة في غزة بمعرفة كثير من الأنظمة ومساعدتها في القضاء على الذين يريدون أن يتنسموا عبير الحرية ويحصلوا على حقوقهم المسلوبة.
إن ما تفعله كثير من الأنظمة الإسلامية العربية من استنكار ما يتوقع أن يفعله اليهود الصهاينة من مجازر جديدة، هذا الاستنكار الخاجل الذي لم يصحبه أي فعل عملي في وقف هذا الإجرام، لا شك أنه سيولد شعوبا ثائرة لن تقف ثورتها عند حد، وشرارة هذه الثورة هذه المرة لن تكون عند الشعوب العربية، بل إنها ستنطلق من كثير من الشعوب الإسلامية غير العربية أولا مما سيحرك الشعوب العربية حركة تشبه إلى حد بعيد حركة الأمواج الهادرة التي تبتلع كل ما في طريقها، ومن هنا فإني أهيب بالعلماء وأهل الرأي والحصافة أن يتصدروا المشهد القادم ويقودوا الناس نحو الرشد، حتى لا يختلط الحابل بالنابل فنقع في ندم يتمالكنا حتى مغادرة الحياة، إنه قد آن الأوان للمصلحين أن يأخذوا دورهم الذي فرضه الله عليهم، ويقودوا مسيرة الإصلاح والتعبئة نحو الحرية وانتزاع الحقوق، فإن الحريات لا يمكن تحصيلها بالمفاوضات ولا بالاستجداءات، وكذلك الحقوق لا تنتزع إلا بالقوة التي تمكن المظلومين من قهر أعدائهم قهرا، وعلى العرب والمسلمين في كل الدنيا أن يقتنعوا قناعة لا تسايرها الشكوك أن الدول-الاستعمارية- لن تعطينا شيئا من حقوقنا المسلوبة ولن تسمح لنا بالعيش في ظل أحكام الشريعة الربانية التي أرادها الله، إلا بأن تكون لنا القوة الماحقة التي نذيق بها أعداء الله تعالى وأعداء الإنسانية بعض ما أذاقوه لنا ولها، فانتظروا يا عرب ربيعا إسلاميا يؤزكم أزا حتى تعرفوا ما أنتم فيه، ويشحذ همتكم لتقودوا عالما ينتظر قيادتكم التي أضعتموها بجبنكم وخوركم.
اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد
تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور
(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts