قالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ

قالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ

فاعتبروا (258 )

كتبها الدكتور عبدالحميد القضاة – رحمه الله –


يقول الدكتور عبدالحميد القضاة في هذه الحلقة من سلسلة حلقات فاعتبروا بـأن الإسلام دين يُسرٍ، جاء ليجعل الحياة سهلةً ممتعةً للغني وللفقير، فكانت كلمات التيسير والتبشير تترددُ كثيراً على لسان الرسول الكريم، فما خُيّر نبي الله بين أمرين إلّا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثمًا، كما نهى عن التشدد الذي يسبب العنت والمشقة للناس.
ففي الحديث الصحيح قال: “ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبَه”، ودعا صحابته الكرام أكثر من مرة لاتباع منهج التيسير على الناس، ومنها قوله لمعاذ بن جبل وصاحبه حينما أرسلهما إلى اليمن: “يَسِّرا ولا تُعَسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، وتفكر معي في هذه القصة.
فعَنْ أبي هُريرة رضي الله عَنْهُ قَال: بَينماَ نَحن جُلُوس عِنْدَ النبي، إذ جَاءه رَجلٌ، فقَالَ: يَا رَسولَ الله هَلَكتُ!، فقال:”ما أهلَكَكَ؟”، قال: وَقَعْتُ على امْرَأْتِي، وأنا صائمٌ، فقالَ رَسُولُ الله صلّ الله عليه وسلم: “هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تعتقها؟”، قال: لا، قال: “فهل تستطِعُ أن تصوم شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعْين؟” قال: لا، قال: “فهل تجد إطعام ستين مسكيناً؟”، قال: لا.
قال: فَسَكَتَ النبي، فبينما نَحْنُ على ذلك، إذْ أُتي النبي بِعَرَق فيهِ تَمرٌ” “والعرق: المَكْتَلُ”، قال صلّى الله عليه وسلم: “أَيْنَ السَّائِلُ؟”، قالَ: أنا، قال: “خُذْ هذَا فتصَدَّق بِهِ”، فقال: أعلى أفقَرَ منِّي يَا رَسُولَ اللّه؟، فَوَ الله مَا بَيْنَ لابَتَيْها أهْلُ بَيْتٍ أفْقَر مِنْ أهل بَيْتي!، فَضَحِكَ النَّبِي صلّى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ أنيابُهُ، ثمَّ قَالَ: “أطْعِمْهُ أهْلَكَ”،”متفق عليه.

من طرائف العرب
سمع أعرابيٌ أحد النحاة يُصلي بقوم صلاة الاستسقاء ويدعو: اللهمّ اسقنا غيثًا مريئًا، مريعًا، مجلجلًا، مسحنفرًا، هزجًا، صخبًا، سفوحًا، غدقًا، مثعنجرًا، فناداه الأعرابي: يا خليفة نوح!، هذا والله الطوفان، دعني  آوي إلى جبل يعصمني من الماء!!
جوهريات!!
جاور من يخاف الله، حاور من يحترمك، وشاور من يحبك، وصاحب من يفهمك، وابتعد عن الجاهل، وإياك وصحبة اللئيم، فإن الفضل معه عقيم، واتخذ من الطيبين خِلان يجاوزك الإحسان بالإحسان، اجبروا الخواطر، وراعوا المشاعر، وانتقوا كلماتكم، وقولوا للناس حُسنا، وعيشوا أنقياء، فهذا نهج الأنبياء .

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: