بشرى عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

“وفاء” وأخواتُها

بشرى عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

 بدايةً، أريدُ أن أكرر اعتذاري إلى اللغة العربية عن هذا العنوان، فقد تعلَّمنا منذُ الصِّغر “كان وأخواتها” و “إنَّ وأخواتها”، ولكن بسبب كثير مما يحدثُ حولنا، أردتُ التعريف بـ “وفاء وأخواتها”.

 لنبدأ بـ “وفاء”، في زمنٍ غابَ فيه الوفاء، فقد نُقضت كثير من الوعود والعهود، وانقطعت الأرحام وزاد الجحود، ونرى “وفاء” تقفُ حائرةً، تائهةً، تبحثُ عن المعنى الحقيقيّ لإسمها في زمنٍ لم يعد فيه للوفاء معنى، ولم يعد فيه للأسماء معنى، بل تم استبدال الأسماء بمختصراتٍ جوفاء خاليةً من كل المعاني!

 وجاءت “سناء” لتعلنَ عن انطفاء معنى السَّناء والضياء في إسمها، فقد سيطر الظلام على الفكر وعلى منابع العلم، وصار السَّناءُ حائراً في غيابت الجهل والتيه، وسط ظلمات مخيفة من ثقافاتٍ سيطرت على الأجيال الحالية والقادمة، فلم نعد نرى مربِّين حقيقيين سواءً كانوا أولياء أمور أو معلمين، غابت القدوة وساد الظلام، وغابت سناء!!

 أما “صفاء”، فقد تكدَّر صفوُها من كثرة النفاق ومن كثرة المتشدقين بالكلام على وسائل الإعلام، فقد طفا على السطح العديدُ من ” الخبراء “، وهم في حقيقةِ الأمر لا يملكون المعرفة قبل الخبرة، فأنَّى لهم أن يكونوا خبراء!!! لكنه زمن كثُرَ فيه التشدُّق في الكلام على وسائل التواصل “الافتراضي”، الأمرُ الذي أتاحَ لهم فرصة الظهور على وسائل الإعلام – دون انتقاء للأسف الشديد – ذلك لأن ظهور البعض مثيرٌ للجدل والتساؤل على حدٍّ سواء!!!

 تحاولُ “نماء” جاهدةً العمل بخفاء، لعلها تنقذُ ما يمكنُ إنقاذه من هذا البلاء لكنها لا يمكنُ أن تستمرَ وحيدةً في محاولة زرع ثقافة النَّماء والإنتماء، فهي تحتاج إلى أيادٍ تمتدُّ إليها بكثيرٍ من العطاء، لعلها تتمكن من زرع المحبة والثقة بعد أن تراجعت في هذا الزمن معاني النماء والضياء والعطاء!!

 وتأتي “ثناء” لتقول لـ “نماء”، أنا هنا، فلا تبتئسي من جحودِ هؤلاء، إستمري في عطاءك، فلا بدَّ للبذرة أن تنبتَ طالما أنها محاطةٌ بالرعايةِ والمحبة حتى يثمرَ الزَّرعُ مهما أُحيطَ بالجهَلَةِ والسفهاء!!

 أما “ولاء” فإنها مستمرةٌ بالعطاء، ذلك لأنها تؤمنُ بما تفعل وتثقُ بقدرةِ ربِّ السَّماء، تثقُ بأنَّ الله لا يضيعُ أجر من أحسنَ العمل في مجتمعٍ ناكرٍ للعطاء، إنها لا تنتظرُ من هذا المجتمع الشكر والثناء، لكنها تنتظرُ الرضى والعفوَ من ربِّ السماء

 قبلَ أن أنتقل إلى الأختِ الصغرى، سوف أتحدث عن أخيهم الوحيد “بهاء”، هذا الأخ الذي نشأَ وترعرع مدلَّلاً بين أخواته، والسبب هو أنه الولد الوحيد، الذي يأمر، فيطاع!! والذي لم يستمع في حياته إلى كلمة “لا”، بل تعود أن يعتمد على غيره، ولذلك لم يعرف معنى التعب والعناء، وصار رجلاً، لكنه في حقيقةِ الأمر طفلاً لا يعرف معنى تحمُّل المسؤولية، والسبب في نشأته ، فقد كان حلماً جميلاً لعائلته، لكنه دمَّرَ هذا الحلم باللهو والعبث، حتى صار سبباً في حزنِ والديه، عندئذٍ تأكدوا أنه ليس ولداً صالحاً، لكنه مجرد ابتلاء!!!

 لنأتي إلى الأخت الصغرى “رجاء” ، على الرغم من أنها الصُّغرى، لكنها تحملُ معاني الأمل والفرح والبهجة، ذلك لأن الرجاء شعورٌ لا يعرفه سوى العظماء، لا يعرفه سوى من ارتقى عن تفاهات هذه الدنيا، وتعرَّضَ لرحمةِ رب السماء، نعم، إنه الرجاء الذي يخترقُ قلوب الأنقياء، الذين يعرفون تماماً أن هذه الدنيا مجرد ممر، حتى يرثَ اللهُ الأرضَ ومن عليها، عندئذٍ لا ينقطعُ الرجاء !!

 تلك هي قصة “وفاء وأخواتها”، والتي لم ولن تنتهي في هذا الوصف، لكنها قصة من قصص هذه الحياة المليئة بالمفاجآت سواءً كانت مفاجآت جميلة أو صادمة، لكنها الحياة التي غاب فيها معنى الوفاء والثناء والنماء والصفاء والبهاء، ويبقى الأملُ معقوداً بشيءٍ من الولاءِ والرَّجاء!

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts