سارة سويلم
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

‎زوجات المعتقلين الفلسطينيين في السعودية.. بين مرارة الواقع وقسوة الانتظار

سارة سويلم
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

‎كثيراً ما نقرأ الروايات ونشاهد الأفلام، نمرّ على مشاهد مأساوية، تثير مشاعرنا وتصل بنا احيانا الى حد البكاء، تنتفض ضمائرنا وتثور إنسانيتنا، ندرك حينها ان قيمة الإنسان فوق كل القيم فنشد العزم لنرفع الانسان. ينتهي المشهد فنغلق الكتاب او نطفئ التلفاز، ننظر حولنا فندرك ان ما رأيناه كان محض خيال من صنع المبدعين من الكتّاب والمخرجين. ما حاجتنا للمشاهد الخيالية طالما نعيش في واقع حقيقي مؤلم هو أجدر بالمشاهدة وأحق في تحريك المشاعر وايقاظ الضمائر. 

‎لذلك نستعرض الواقع  المأساوي المرير الذي يعيشه المعتقلين الفلسطينيين والاردنيين في سجون المملكة العربية السعودية، فذلك يستوجب وقفةً إنسانية وعملاً انسانياً جاداً ودؤوباً.

‎احدى هذه الحالات الواقعية المأساوية ترويها زوجة أحد المعتقلين في السجون السعودية.

‎بصوت ينتحب وقلب يحترق تقول السيدة عن زوجها المعتقل والبالغ من العمر 38 عاماً، مهندس حاسوب وعضو في نقابة المهندسين الاردنيين ويحمل جواز سفر أردني مؤقت (دون رقم وطني) !  اعتُقل قبل عدة أشهر من مكان عمله، مؤكدةً أن أخباره انقطعت لأكثر من شهر حتى تبيّن فيما بعد انه كان بقبضة السلطات السعودية حيث تعرض للإهانة في التحقيق تبعه التعرض للتعذيب النفسي والجسدي . 

‎وبصوت مخنوق اضافت الزوجة أنها في فترة اختفاء زوجها ظلت تبحث عنه حتى لازمها القلق و أنهكها التعب ولكن دون جدوى،  لم تجد له أثراً في أي مكان، رغم المناشدات والاصرار في سبيل الحصول ولو على معلومة صغيرة تفيدها اذا ما كان ميتا أم على قيد الحياة. 

‎وتتابع الشابة الفلسطينية  حديثها وهي تحتضن صغارها، أن زوجها اعتقل بتاريخ 22/7/2019 وبعد حوالي الشهر أي في 22/8/2019 تواصلت معها السلطات السعودية وأبلغتها بمكان احتجاز زوجها ولم تسمح لها في ذلك الوقت بزيارته رغم ترجيها مرارا خلال التواصل معهم وإقناعهم ولكن لا مجيب.

‎يوم 2/9/2019 سمح لها بزيارته ولمدة لا تتجاوز الدقائق القليلة! 

‎تكمل والدموع في عينيها : ظروفه المعيشية صعبة للغاية نفسيا واجتماعياً .

‎فقد من وزنه الكثير وغزا الشيب شعره الأسود، ويعاني من آلام شديدة في ظهره خاصة في العمود الفقري بسبب ضيق الزنزانة الإنفرادية التي لا تتجاوز مساحتها مترا مربعا واحد حسب وصفها، وقد اشارت ايضا الى سوء الأوضاع المعيشية ومنع العلاج الطبي في السجون السعودية .

‎وزاد وضعه النفسي سوءً بسبب العزل الانفرادي ومنعه من الاختلاط بباقي المعتقلين ورؤية أهله وأطفاله الصغار وأيضاً محاميه الخاص.

‎وفي غمرة حزنها أكدت الزوجة ان آخر اتصال بزوجها كان يوم 10/10/2019 لمدة 5 دقائق فقط، هذه الدقائق لا تكفي لأن تشكو لزوجها حال الوحدة في الغربة مع أطفال صغار حرموا من أغلى ما يملكون حيث تعيش مع أطفالها لوحدها في الرياض وممنوعة من السفر بسبب قانون الإقامة الذي يفرض إذن الكفيل لسفر المكفول به، لا يستطيع  المتألم ان يصف آلامه وآلام اطفاله، فمن يشعر بالحرقة ليس كمن يقرأ الكلمات.

‎هذا مثال عن احد المعتقلين المظلومين ومثله الكثيرون من المعتقلين ولكل منهم قصة آلام وأوجاع.    

‎يذكر أن هناك أكثر من 50 معتقل أردني وفلسطيني مغيبون تعسفيا في سجون المملكة العربية السعودية دون توجيه اَي تهمه تذكر ! 

‎تجاوزت أعمار بعضهم ال 80 عاما !!! ويعانون من أمراض مزمنة .. ولا يزالون ينتظرون الفرج والحرية ! .

‎هذا حال المعتقلين وذويهم في الحياة الواقعية، لعلها توقظ ضمائرنا وتحرك فينا مشاعرنا لنحافظ على الإنسان وانسانيتنا.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts