34 عامًا على انطلاقة حركة حماس

34 عامًا على انطلاقة حركة حماس

البوصلة – يوافق يوم الثلاثاء 14 ديسمبر/ كانون الأول 2021 الذكرى الـ34 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين.
وتحيي حماس ذكرى انطلاقتها هذا العام، ببعض الفعاليات المختلفةُ في غزة والضفة، تحت شعار (درعُ القدسِ – وطريقُ التحرير)، فيما ألغت مهرجانها الجماهيري المركزي، وخصصت موازناتِه للأعمالِ والمشاريعِ التطوعيةِ، وخدمةِ أبناءِ شعبِنا، وتعزيزِ صمودِهم.
ولم يكن تزامن انطلاقتها مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة” في التاسع من ديسمبر صدفة، فقد جاءتا نتاجًا طبيعيًا لعشرين عامًا من الاحتلال للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967.


وشكّلت حادثة “المقطورة” الشهيرة في 7 ديسمبر 1978، الذي استشهد فيها 4 عمال من غزة، شرارة انطلاقة الانتفاضة الأولى التي أدت لإعلان انطلاقة حماس، وإن لم تكُن السبب الرئيس في إعلان الانطلاقة، إلا أنها مثلت نقطة التحول بالمواجهة مع الاحتلال والاستفادة من حالة الهبّة الشعبية والغليان في الشارع الفلسطيني المشحون ضد الاحتلال.
وكان لحماس دور كبير في هذه الانتفاضة وإعطائها زخمًا، إذ تعرضت لأولى الضربات في نيسان/ أبريل عام 1988، باعتقال العشرات من نشطاءها وقادتها، ووجهت لها الضربة الثانية الأكبر في أيار/ مايو عام 1989، والتي طالت المئات من أنصارها وعدد من قادتها، في مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين.


ومنذ انطلاقتها، شكلت حماس محطة مفصلية مهمة في إطار العمل الوطني الفلسطيني، وإضافة نوعية في تعزيز المقاومة وتطويرها، وشريكًا أساسيًا في العمل السياسي والنضالي والكفاحي باتجاه مواجهة المشروع الصهيوني والدفاع عن القضية الفلسطينية.
وجاءت انطلاقتها لترسم مرة أخرى طبيعة العلاقة مع الاحتلال، في ظل الحديث عن إمكانية الوصول إلى تسوية مع “إسرائيل”.
واستخدمت حماس السلاح في مقاومة الاحتلال في نفس عام انطلاقتها، وأسست جهازًا عسكريًا أسمته “المجاهدون الفلسطينيون”.


وفي عام 1988، أصدرت الحركة ميثاقها الأول، وعرّفت نفسها بأنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، وقالت إنها تعتبر أن “منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان، وإليه تحتكم في كل تصرفاتها، ومنه تستلهم ترشيد خطاها”.
وعرّفت نفسها أيضًا أنها “حلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزوة الصهيونية، تتصل وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسّام وإخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين عام 1936، وتمضي لتتصل وترتبط بحلقة أخرى تضم جهاد الفلسطينيين وجهود وجهاد الإخوان المسلمين في حرب 1948، والعمليات الجهادية للإخوان عام 1968 وما بعده”.
واعتبر ميثاقها أرض فلسطين “وقفًا إسلاميًا على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها، وأن تحرير فلسطين هو فرض عين على كل مسلم حيثما كان”.


وفي عام 1992 أسست الحركة جناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسّام، وأعلن عنه في أول بيان صدر بتاريخ 1 يناير/ كانون ثاني من ذلك العام، وكان قبل تأسيس “القسّام” يعمل باسم “المجاهدون الفلسطينيون”، بقيادة الشيخ الشهيد صلاح شحادة.
ونفّذت الحركة عمليات مقاومة مختلفة ضد الاحتلال، أسفرت عن مقتل عشرات الإسرائيليين، خلال السنوات الخمس، منذ التأسيس وحتى الإعلان عن إنشاء القسام.
وتمكّن “المجاهدون الفلسطينيون” من اختطاف الرقيب الإسرائيلي “آفي ساسبورتس” وقتله في 3 فبراير/ شباط 1989، وكذلك الجندي إيلان سعدون في 3 مايو/ أيار عام 1989.
لكن في مايو/أيار 1989، شن الاحتلال حملة ضد “المجاهدون الفلسطينيون” ما أدى إلى تفككه، ودفع الحركة لاحقًا لتشكيل القسام.


المشاركة السياسية
وفي 17 كانون الثاني/ يناير 1992، تعرضت حماس لضربة جديدة، بإبعاد 415 من قادتها وقادة حركة الجهاد الإسلامي إلى منطقة “مرج الزهور” جنوب لبنان، وقد عادوا بعد عامين من الإبعاد والاعتقال.
وفي عام 2006، انخرطت حركة حماس في العملية السياسية الفلسطينية رسميًا للمرة الأولى عندما شاركت في الانتخابات التشريعية التي عُقدت في 25 يناير من العام نفسه، وفازت بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، في مفاجأة لم تكن متوقعة.
وقوبل نجاحها برفض إسرائيلي وأمريكي وأوروبي، كما رفضت حركة فتح وبقية الفصائل المشاركة في الحكومة التي شكلتها الحركة آنذاك برئاسة إسماعيل هنية، بدعوى “عدم الاتفاق على البرنامج السياسي”.


استنزاف الاحتلال
ومنذ إعلان التأسيس، تعرّضت قيادات حماس وكتائب القسام للملاحقة الإسرائيلية، ولعمليات اغتيال بحقّ أبرز قادتها، مثل الشيخ صلاح شحادة، إسماعيل أبو شنب، أحمد ياسين، عبد العزيز الرنتيسي، وأحمد الجعبري، وعشرات القادة الآخرين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ورغم ما تعرضت له من ملاحقة وحصار إسرائيلي، إلا أن استمرت بتطوير قدراتها العسكرية والاستخبارية في قطاع غزة، وخاضت عدة حروب، كان آخرها معركة “سيف القدس” في مايو/ أيار الماضي.


وأثبتت قدرتها على تطوير أسلحتها بشكل كبير في مواجهة الاحتلال، وصولًا إلى الصواريخ بعيدة المدى والطيران المسير والقدرة على تخطي نظام القبة الحديدية الإسرائيلي.
واستطاعت أن تشكل حالة استنزاف للاحتلال داخل الضفة وغزة، ورغم اتفاقية أوسلو إلا أنه تم الحفاظ على العمل المقاوم واستنزاف الاحتلال، خصوصًا في القطاع.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل أولت حماس اهتمامًا ملحوظًا في ملف الأسرى بسجون الاحتلال، إذ نفذت أكثر من عملية أسر لجنود إسرائيليين بهدف عقد صفقات تبادل للإطلاق سراحهم مقابل أسرى فلسطينيين.


وفي عام 2006، تمكّنت كتائب القسام من أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من داخل دبابته شرق القطاع، واحتفظت به لمدة 5 سنوات، خاضت خلالها مفاوضات مضنية غير مباشرة، أفضت لإطلاق سراحه مقابل إفراج الاحتلال عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا، معظمهم من أصحاب المحكوميات العالية.
وأسرت القسام أربعة ضباط وجنود إسرائيليين منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014، وترفض الإفصاح عن أية معلومة تتعلق بهم قبل إطلاق الاحتلال سراح محرري صفقة “وفاء الأحرار” الذين أعاد اعتقالهم بالضفة الغربية.
وفي ذكرى انطلاقتها الـ34، أكدت حماس “تمسكها بنهجِ وبرنامجِ المقاومة بكافة أشكالِها وأدواتِها، وفي مقدمتِها المقاومةُ المسلحة حتى تحريرِ أرضِنا ومقدساتِنا، وانتزاعِ حقوقِ شعبِنا كاملةً مهما بلغَ الثمنُ وعظُمتْ التضحياتُ”.


وشددت على أنها “لن تتراجع عن ثوابتها ولا مبادئها، ولنْ تتنازلَ عنْ أيِّ حقٍ منْ حقوقِ شعبِنا، ولا عن ذرةِ ترابٍ منْ أرضنا، وأن أي اتفاقاتٍ تنتقصُ من حقوقِ شعبِنا لنْ تغيرَ من الحقيقةِ شيئًا، وكلُ مشاريعِ التسويةِ والتطبيعِ ومحاولاتِ كيِّ الوعيِ وشيطنةِ المقاومةِ، ودمجِ الاحتلالِ إلى زوالٍ.”

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: