ليس الحفاظ على الالتزام بالمعايير الصحية والالتزام بأوامر الدفاع هو السبب في فض اعتصام المعلمين في إربد بالقوة، ومطاردتهم واعتقال بعضهم، كما أن المنخفض المتوقع الذي هو في عالم الغيب حتى الآن هو السبب في تعليق الدراسة في كافة مدارس المملكة والتحول للتعليم عن بعد.
ألف مرة قالوا وقلنا إن التعليم عن بعد يساهم في تدمير الجيل، لكن هناك إصرارًا -على ما يبدو- على التحول للتعليم عن بعد، ونأمل أن لا يكون للعلاقة المتوترة بين وزارة التربية والحكومة وبين المعلمين علاقة بذلك.
المعلوم أن أقوى المنخفضات، وحتى العاصفة “أليكسا” التي مرت علينا قبل سنوات، لم تتسبب بإغلاق كافة المحافظات، فمحافظة الزرقاء والمفرق وقصبة إربد ومعان والعقبة وعمان الشرقية لا تتأثر كثيرا بالعواصف وهطولات الثلوج، ناهيك أن قرارات تعليق الدراسة عادة ما كانت تتأخر، ولا تصدر إلا حين وصول المنخفض وتأثرنا به، وحتى عند ذلك يفوض مدراء التربية كل في منطقته لتقدير قرار تعليق الدراسة وفق الظرف الجوي السائد، فما بال وزير التربية يقرر تعليق الدراسة وفي كافة مدارس المملكة والجو لا زال مشمسًا، فما السبب وراء قرار التعليق؟!
إذا كان السبب هو اعتماد التعليم عن بعد، فهذا يعني أن لا أسباب صحية حقيقية وراء هذا القرار، وإلا لما احتاجت الوزارة ومن ورائها الحكومة “التلطي” وراء المنخفض للتحول للتعليم عن بعد.
أما قمع وقفة المعلمين السلمية فهو يدل على أن الحكومة -على رأي الكاتب والنائب عمر عياصرة- “منرفزة”، ولكن لماذا الحكومة “منرفزة”؟! سؤال ساذج سنجيب عنه في المقال القادم إن شاء الله.
(السبيل)