أعظم العبادات والقربات التي نلتمسها في ليلة القدر (فيديو)

أعظم العبادات والقربات التي نلتمسها في ليلة القدر (فيديو)

عمّان – البوصلة

حثّ استاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري على ضرورة اغتنام ما تبقى من ايام رمضان في التماس ليلة القدر فيها طلبًا للأجر والمغفرة والدعاء (اللهمّ إنّك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعف عنّا)، داعيًا إلى نبذ الخلاف في رصد ليلة القدر وجعل كل الليالي الباقية ليالي عبادة وطاعة وتوجه إلى الله بالدعاء أن يقيل عثرة الأمة ويجبر خاطر ابنائها ويتقبل منهم العبادات والطاعات.

وقال الشحروري في حلقة جديدة من سلسلة “رمضان يجمعنا” التي تبث “البوصلة” حلقاتها على مدار الشهر الفضيل إن هناك عددًا من الدروس التي يجب أن نستلمها من “وحي وروحية ليالي القدر”، ونطبقها على أنفسنا حتى نتحصل على الأجر والثواب العظيم، موضحًا أنّ على المسلم ضبط النفس والحلم وقلة الغضب وأن يحرص على سلامة الصدر ونبذ الخلاف في هذه الليالي المباركة.

ولفت إلى أنّ الانشغال عن عظمة هذه الليالي القدرية بالتجهيز لعطلة العيد والتفكير بها يضيع على المسلم الكثير من الأجر والثواب، مؤكدًا أن علينا اغتنام اللحظات لنكون مع الله وفي ضيافة الله والتذلل إليه بأن يرحمنا.

وقال الشحروري: “هذه ليلة الثالث والعشرين من رمضان، وهي ليلة قدرية، والحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى التماس ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، والحقيقة نحن في هذه الأيام بحاجة للأحاديث الروحية”، منوهًا في الوقت ذاته إلى أن “هذه ليالي القدر التي من وفاها قائمًا متعبدًا فتح الله عليه وكانت عبادته خيرًا من ألف شهر”.

ولفت إلى أن هذه الليالي العظيمة “الفرصة” لا يجوز للمسلم أن يضيعها من بين يديه، ولذلك علمنا صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام كيف يحرصون على اغتنام الفرصة، مشيرًا إلى أن السيدة عائشة تقول: يا رسول الله إذا وافتني ليلة القدر ماذا أقول، وتريد منه أن تتعلم ما الذي تخاطب به ربها، وما الذي تدعوه به، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: قولي اللهمّ إنّك عفوٌ تحب العفو فاعف عنّي.

وأكد أن هذا الدعاء ان استجيب وهذه ليلة القدر ليلة إجابة، أن يعفو الله عنك فقد ربحت، ةوالعفو من الذنوب كلها ونحن مقصرون ومذنبون”.

دروس نستلهمها من ليلة القدر

وقال الشحروري إن “من أعظم العبادات والقربات التي نستلهمها من ليلة القدر، ضبط النفس والحلم وقلة الغضب”، مضيفًا: “تعلمون الصحابي الجليل الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أوصني، فقال له الرسول لا تغضب ثلاث مرات”.

ونوه إلى أن الغضب انفعال بشري لا بدّ منه، لكن لا تغضب، يعني أن لا تعرض نفسك لأسباب الغضب لكي لا تفقد توازنك ولا تفقد وعيك وتفقد رشدك، وهكذا.

الغضب وأرقام الطلاق المفزعة

وتابع الشحروري بالقول: أرقام مفزعة مذهلة حين نقول أنه في العشر الأوائل من رمضان سجلت مئات الحالات من الطلاق في المحاكم الشرعية، لماذا، غضب منها وهو صائم، وخففت الملح أو زادته، أو ذهب لبيت أهلها ولم تخبره.

وأضاف، “يا رجل ألم تجد غير هذه الكلمة التي تفرق بها الشمل، والتي تكون مجموعة مصائب فوق بعض، الطلاق أشد وقعا على الأسرة من الضرب”، منوهًا إلى أن “الأمر عجيب، من غضبه ربما يشتم الذات الإلهية والدين، ويخرج من الدين لأنّه صائم”.

وتساءل: “أين نحن من عظمة ليالي القدر وإيجاءات لياليها، اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عنيّ وأنا متوجهٌ إليك بأفعالي التي ترشحني للعفو، وأفعالي التي ترشحني لذلك، وليس الأفعال التي تبعدني عن هذا العفو”.

سلامة الصدر

وأكد الشحروري أن من أعظم القربات التي تقربنا إلى الله من وحي ليلة القدر: أن تكون سليم الصدر، فهذا الصحابي الجليل الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة في ثلاث ليالي: يقدم علكم رجلٌ من أهل الجنة، على ثلاث دفعات، وثلاث مجالس، وعندما يحاول عبدالله ابن عمرو بن العاص أن يستوضح فقال له إنني لا أفعل أكثر من أنني لا أبيت وفي قلبي غلٌ ولا حقدٌ ولا حسدٌ على مسلم، وإذا تقلبت في الليل ذكرت الله.

ولفت إلى أن “سلامة الصدر أن لا تضمر لإخوانك إلا الخير وأن تبعد نفسك عن الحسد وعن الغلّ والكره، وأن تحب لله و تبغض لله، وأن ترضى لله وتسخط لله، فهذا يرشحك أن تكون عابدًا حقيقيا ليلة القدر وأن يكون ظاهرك كباطنك، وأن يكون باطنك خيرًا من ظاهرك في الحقيقة”.

نبذ الخلاف

وقال: بعيدًا عن الخلاف، اليوم عندنا 22 رمضان وعند دول أخرى 23 وهذه ليلة قدرية أو ليست قدرية، انبذوا الخلاف وتعالوا نجعل ما تبقى منها نجعلها كلها ليالي قدرية كلها، نقوم فيها وندعو الله فيها ونروجوه لعلّ الله أن يوافينا وقت وساعة تكون ساعة إجابة فيرحم الله ضعفنا ويقيل عثرتنا وينصرنا على من ظلمنا، ويفرج عن مسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم وعن قبلتنا الأولى.

وشدد الشحروري على أنه لا بد من الإقبال على الله بعيدًا عن الخلافيات، نحن نعم نثق بأننا صمنا صيامًا صحيحًا ولا يصح أنّ شخصًا رأى ما دام لا يمكن أن يراه التليسكوب، لكن مع ذلك نقبض على جرحنا ونستغغر الله لمن أخطأ، ونسأل الله أن يلهم المسلمين الرشد والهداية والسداد، ونستعلي على كل الفتن، ونقبل على الله عزّ وجلّ إقبالاً صادقًا وإقبال المحبين له وإقبال المحبين لإخوتهم فيه جلّ في علاه.

واضاف، أن كل هذه المعاني تجعلنا نسمو إلى مقام ليلة القدر وأهلاً لأن نقبل في ليلة القدر.

وأشار إلى أننا بدأنا نفكر بإجازة العيد وهذا يشتتنا عن العبادة، نحن نعم نحب الراحة بعد التعب ونستلذ بالإجازة التي نرجو أن تكون لصلة الأرحام والطاعة وليست للمعصية لكن علينا أن لا ننشغل بالإجازة قبل دخولها، بل الأصل ان نغتنم كل لحظة لنكون في ضيافة الله ولنكون مع الله، و”ملحقين على الإجازات” وعندما تأتي نستمتع فيها استمتاعًا مباحًا لكن الآن علينا اغتنام كل لحظة بإذن الله ونحن نتفكر فيما أعده الله لنا من أجرٍ وثواب لعملنا هذا.

رسالة أخيرة

ووجه الشحروري رسالة أخيرة في العشر الأواخر، هناك دول عربية إذا دخل رمضان أوقفوا حال الناس وإذا أوشك رمضان على الخروج أوقفوا حال الناس، هناك مساكين عمال وموظفون يبحثون عن الإقامات ويبحثون عن ترتيب معاملاتهم في الدوائر الرسمية، فإذا بهم يقولون لهم نحن مجازون لبعد العيد.

وتساءل: لماذا توقفون حال الناس وتتذرعون بالعبادة والطاعة لكي تبرروا لأنفسكم جريمة إيقاف حال الناس وتعطيل مصالحهم، ومن وحي رمضان علينا أن نسعى لحل مشكلات الناس وإقالة عثراتهم، والسعي في جبر الخواطر، ولم شمل أسرة أو إخراج إقامة لشخص تشعره معها بالطمأنينة إنّك إن فعلت ذلك تكون أضفت أجرًا لأجرك، وصيامًا إلى صيامك وقيامًا إلى قيامك.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: