في الحادي والعشرين من آب لعام 1969، أقدم المحتلون الصهاينة على جريمة استهدفت طمس الهوية الحضارية الاسلامية للقدس، تمهيدا لبناء مشهد يهودي على أرض المسجد الاقصى، فاستخدموا لهذه الغاية المستحيلة شخصا زعموا أنه مختل عقليا، وهو الصهيوني اليهودي الاسترالي مايكل روهان. وكان زعمهم أنه مختل لينقذوا أنفسهم والجاني من غضب الناس يومها.
التهمت النيران منبر صلاح الدين الايوبي الذي ظل يذكر المسلمين بأن القدس ستعود الى أهلها طال الزمن أو قصر، فصلاح الدين قد حررها بعد ثمانية عقود ونيف، وهذا هو الشاهد على ذلك، فأحرقوه ظنا منهم أن الأمر سينسى بهذه البساطة.
أخمد المقدسيون يومها النيران بما وصلت إليه أيديهم من المياه المتوفرة في آبار المسجد، وبملابسهم، وكانت محاولات يائسة أضرت أكثر ما أفادت، ومنع الصهاينة يومها الاطفائيات أن تقوم بإطفاء الحريق حتى أتى على الكثير من محتويات المسجد.
أجتمع مجلس الأمن وأدان الجريمة , وامتنعت أمريكا يومها عن التصويت…فقد كانت متصهينة قبل الحريق وبعده، ودعا المجلس يومها الى الغاء كل التدابير التي من شأنها تغيير طابع المدينة المقدسة، ولا زالت تلك التدابير من يومها تمارس لهذه الغاية.
اجتمع العرب في 25-12-1969 وأنشأوا منظمة المؤتمر الاسلامي التي تخلت عن فريضة الجهاد الاسلامي بعد ذلك، لتبقى القدس محتلة حتى اليوم. وأنشات المنظمة صندوق القدس عام 1976، الذي لم يقدم للقدس من يومها شيئا يحافظ على عروبتها وإسلامها، أو يتصدى للعدوان الممنهج الذي هدف الى تهويدها بدعم من صناديق يهودية فاعلة.
ظن الصهاينة عشية الحريق أن العرب والمسلمون سيثأرون لمسجدهم، وسيزيلون دولة اليهود من الوجود والشهود، ولكنهم فوجئوا أن شيئا من ذلك لم يحدث، ومن يومها وهم يتحرشون بالقدس ومسجدها.. فقط حدث واحد جعلهم يعيدون حساباتهم.. سيف القدس.
(البوصلة)