حرٌ يكتبُ عن عالمٍ أسيرٍ

حرٌ يكتبُ عن عالمٍ أسيرٍ

نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 90

د. عبدالحميد القضاة

حرٌ يكتبُ عن عالمٍ أسيرٍ

      الأستاذ الدكتور صلاح سلطان، العالم المتمكن الأسير، “فك الله أسره وأسر إخوانه” ،لا نزكيه على الله، إذا رأيته أحببته، وإذا سمعته أسرك بمنطقه، يقبع وراء القضبان مع إخوانه بتهمة ” إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ”.

      يذكر أحدهم أنه انتحى به جانبا بعد سماعة لي محاضرا، وكان لا يعرفني من قبل، وقال: هل أنهيت دراستك العليا ؟، فقلت له: لا، قال: ولمَ؟، قلت: تشغلني الدعوة والوظيفة، قال: لا تكن سافل الهمة، وانطلق دارسا وأنا أعينك، وظننت أنه حديث عابر في لقاء عابر.

      وبعد أيام طلب مقابلتي فأسرعت إليه، فناولني مبلغا لدراسة الماجيستير، تلكأت فقال: خذها وانطلق فحاجة الأمة إلى العلماء أكثر من حاجتنا إلى المال، ثم كتب للجامعة رسالة تزكية حتى يغلق علي باب التراجع، لكن رئيس الجامعة رد المال قائلا: تزكية الدكتور سلطان أغلى عندنا من المال، فأعطاني المنحة، وعاد للدكتور ماله مشفوعا بنيته الكريمة.

      كنت أجد للرجل يد خير أينما تتبعت أثره، كنا نصلي العشاء، فتحدث الناس عن رجل انقلبت سيارته، وهو وأهله في حالة صعبة، ويطلب الدعاء من الدكتور صلاح، فدعا له ودعونا معه، ولما مشى الناس قال لي أعطه هذا المال، فحاجته للمال كحاجته للدعاء له وللعيال.

      هذا هو صلاح سلطان الذي يقبع مع إخوانه في ظلمات وادي النطرون وسجن العقرب، يحرمون الأمة من هديهم وعلمهم وخبراتهم،التي شهد بها العدو قبل الصديق،والفضل ما شهدت به الأعداء،…والظلمة لا يبقون لنا إلاّ شيوخا تجمعهم الموائد، وتنعدم منهم الفوائد.

بلالُ الحبشيُ يخطبُ لأخيه

      خطبَ بِلالُ الحبشي لأخيهِ امرأةً قُرَشية، فقال لأهلها: نَحنُ مَن قَد عَرفتُم، كُنّا عَبدين فأعتقنا اللهُ، وكنّا ضالين فهدانا اللهُ، وكنّا فقيرين فأغنانا اللهُ، وأنا أخطبُ إليكم فُلانةً لأخي، فإن تَنكِحوها له فالحمد لله تعالى، وإنْ تردونا فاللهُ أكبر، فأقبل بعضُهم على بعضٍ فقالوا: بلالٌ ممن عرفتم مكانتهً مِن رَسول الله صلى الله عليه وآله، فَزَوِّجوا أخاهُ، فلمّا أنصرفوا، قال له أخوه: يغفرُ اللهُ لك؛ ما كُنتَ تَذكرُ سوابقنا ومشاهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وتَترُكُ ما عدى ذلك، فقالَ لهَ بلالُ الحبشي: “مه يا أخي، صَدقتَ فأنكَحكَ الصدقُ “، .. فلنتقي اللهَ

ونصدقَ الناسَ ولا نُدلّسُ عليهم، فذلك أقومُ، وأكثرُ بركةً ، وأرضى لله ،” قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا” .

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: