“فَاعتبِرُوا” 123.. الإعلامي أبولهب والراحة وشهوة الجاه والشهرة

“فَاعتبِرُوا” 123.. الإعلامي أبولهب والراحة وشهوة الجاه والشهرة

فَاعتبِرُوا

بقلم د. عبدالحميد القضاة

الإعلامي أبو لهب وزوجته

قد تعجب من نزول سورةٍ كاملةٍ لأجلِ الردِّ على أبي لهب وزوجته، وتعجب أكثر وأكثر من التصريحً بالأسم، مع أن الذين تعدوا على رسول الله كُثُر، ومع ذلك أشار لهم القرآن تلميحًا

– وإذا أردت العجب أكثر فاعلم أن تاريخ أبي لهب وزوجته مع المسلمين ليس فيه تعذيب بالسياط، ولا ضربٌ بالسيوف، إذن لماذا كل هذه اللعنات المنصبَّة على هذا الرجل وامرأته؟

لقد كان الرجلُ وامرأته من الإعلاميين الخطرين، وأذاهما يصل إلى البشر الذين يستمعون لهما، مع الآلام التي شعر بها الدعاة من جرَّاء كذبهما، لهذا كله استحقا هذه اللعنة الشاملة.

– فهؤلاء الإعلاميون الفاجرون يُزيِّفون الحقائق، ويُبعدون الناس عن الدين، فهم  بذلك أشد خطرًا على الدعوة من الذين يمسكون السياط للمؤمنين، أو الحكام الذين يسجنونهم، ومن هنا ذكر الله في حق أبي لهب ما لم يذكره في حق شياطين قريش الآخرين.

وزوجة أبي لهب لم تكتفِ بدفع ابنها لمفارقة رقية ابنة الرسول، إنما انطلقت لممارسة دورها الإعلامي الفاجر، فأطلقت على الرسول اسمًا ساخرًا للذم والقدح، وصار شُغلها الشاغل  مع زوجها هو صرف الناس عن الإسلام وأهله، فقد احترفا الإعلام الفاسد.

إعلامي فاجر باحث عن النجومية والمال، أنّ نهايتة  ستكون كنهاية سيده الذي اُصيب بهمٍّ وكمد وحزن، وقرحة معدية مات بها، ولم يستطع أحدٌ أن يقترب منه ليدفنه حتى تعفَّن، ” وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ”،فأفيقوا أيها الإعلاميون المدلّسون، فما زالت أمامكم فرصة النجاة،  فاغتنموها قبل أن يأتي يوم لا عودة فيه إلى هذه الدنيا.

وليتذكر الداعاةُ أين أبا لهب وزوجته الآن؟، أليسا في نارً لا خروج منها ؟، وأمَّا الرسول فقد رفع الله ذكره ونصره، وشجَّع أصحابه وإخوانه الدعاة على إكمال الطريق، فلا قيمة إلاّ للعمل .

الراحة

قال ثابتُ بن قرةٍ رحمهُ الله : ” راحةُ الجسمِ في قلّةِ الطعامِ، وراحةُ الروحِ في قلّةِ الآثـامِ، وراحةُ اللسانِ في قلّةِ الكلامِ ” “من كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ” .

شهوةِ الجاهِ والشُهرةِ

‌‌‌ شهوةُ الجاهِ ليست كشهوةِ المالِ؛ فشهوةُ المالِ ظاهرةٌ، وشهوةُ الجاهِ خفيةٌ، وتكونُ أشد خفاءً إذا صاحَبَها زهدَ في المالِ، فتتخذُ الزهدَ في المالِ وسيلةً لسترِ شهوةِ الجاهِ، وأكثرُ من يُصابونَ بذلك هما صنفانِ من الناسِ” الأذكياءُ والفقهاءُ ” وقد قيل: قاصم الظهور حب الظهور..

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: