نشرة “فَاعتبِرُوا” 135.. لو أنّ

نشرة “فَاعتبِرُوا” 135.. لو أنّ

د. عبدالحميد القضاة

          الحكومات تتبعت بؤر الفساد بنفس الإصرار الذي تتتبع به بؤر كورونا لكنا بأفضل حال.

          ولو أنها لاحقت كل فاسد ومخالطيه ومخالطي مخالطيه بنفس الجدية،لكُنّا المدينة الفاضلة.

          ولو أنّها صرّحت في كل مرة تُمسك فيها فاسداً بوضعه وعمله ومصدر فساده في مؤتمر صحفي، ووصمته كما تفعل مع كل مريض كورونا، لأصبحنا مضرب المثل في كل الدنيا.

          ولو أنّها أقفلت المطارات والمعابر البرية والبحرية في وجوههم، وحجرت عليهم وعلى أموالهم، وأقفلت منشآتهم ومنعتهم من التواصل، لصرنا بلدا جديداً خالياً من الفساد.

          لو أنها فقط منعت الواسطات لغض النظر عن الفاسدين، كما منعت أحدا يتدخل في موضوع كورونا منذ البداية لتغير الحال إلى أحسن حال.

          لكنّ للأسف هذه أحلامُ يقظةٍ ليس لها في الواقع أي نصيب، فمريض الكورونا مطلوبٌ ومريضُ الفسادِ فالتٌ، وكلاهما شديدُ العدوى، اللهمّ أنّ الثاني يسرقُ حتى حصتك من الهواءِ دونَ أنّ يخالطكَ، وكأن لسان الحال يقول إن القضاء على الفساد سهلٌ والمهم الآن الصحة.

كيف حالك في قبرك؟

          يقولُ الإمامُ ابن القيم: حالُ العبدِ نعيماً وعذاباً في القبر، كحالِ القلبِ في الصدرِ، نعيماً وعذاباً وسجناً وانطلاقاً، فإذا أردتَ أنّ تعرفَ حالكَ في قبركَ، فانظر إلى حالِ قلبكَ في صدركَ، فإذا كانَ ممتلئاً بشاشةً وسكينةً وطهارةً، فهذا حالكَ في قبركَ بإذن الله، والعكسُ صحيحٌ، ولهذا تجدُ صاحبَ الطاعةِ وحُسنُ الخُلقِ والسماحةِ أكثرُ الناسِ طمأنينةً، فالإيمان  الصحيح المتمكن من القلبِ يُذهبُ الهمومَ ويُزيلُ الغمومَ بقدرةِ اللهِ .

القشعريرة !!

        تنتشر البصيلات الشعرية في كل مناطق الجلد عدا  باطن الكف والقدمين، وينبت في كل سـم مربع من الجــلد مابين 40-800 شـــعـرة، لكل شعرة عُضيلة ناعمة وغدة دهنية وعصب وشعيرات دمويّة خاصة بها، وظيفة العُضيلة شد الشعرة أو الضغط على الغدة في حالات نفسية معينة، فمثلاً في حالات البرد أو الخوف، هذا الضغط والانقباض يعني نصب الشعر عمودياً وحدوث نتوءات بارزة عن سطح الجلد حول كل شعرة وهذا ما يُسمى بالقشعريرة، أما في حالات الراحة والطمأنينة، فنفس النهايات العصبية توجه نفس العُضيلات للضغط على الغدة الدهنية لإفراز مادة زيتية تمنع تقصف الشعروتُلين الجلد، والله تبارك وتعالى يقول: ” اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ“، فسبحان الله العظيم.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: